لم يكن لليبيين علم أو راية محددة حين تخلت تركيا عن " ليبيا " لصالح ايطاليا طبقا لشروط معاهدة أوشي لوزان في 1912 م , أي بعيد بداية الغزو العسكري الايطالي , فقد كانت بقايا القوات العثمانية في ليبيا تعتمد الراية التركية الحمراء ذات النجمة والهلال في برقة وطرابلس . وكانت قوات السيد احمد الشريف السنوسي في تلك الأثناء ترفع رايات سوداء وخضراء مكتوب عليها آيات قرآنية مثل ( نصر من الله وفتح قريب ) ، وفي أواخر سنة 1915 م حدث أن عاد السيد إدريس السنوسي من رحلة الحج قبل استلامه مقاليد الأمور في القطر حينها التقى بالسيد احمد في منطقة أمساعد قبيل انطلاق شرارة الحرب الانجلوتركية في منطقة السلوم , وهناك سلم السيد احمد قيادة الدواخل الى السيد إدريس , وكان الأخير قد تلقى جزء من كسوة الكعبة المشرفة كهدية في رحلته المذكورة آنفا ، فشقها نصفين ورفع إحداها تيمنا " علما " على خيمته والاخري على خيمة حرسه في مساعد ليضيف لها بعد ذلك الهلال والنجمة , وبقيت هذه الراية طيلة مدة الهدنة أي بين 1916 م إلى 1923 م ترفرف في برقة على مقر الإمارة في اجدابيا و كذلك على جميع معسكرات قوات المحافظية ( المجاهدين ) , وكان للطرابلسيين في تلك الأثناء وإبان جهادهم في فترة الجمهورية الطرابلسية راية حمراء وخضراء عليها هلال ونجمة , وفى ديسمبر من 1923م بايع الطرابلسيون السيد ادريس وأخذ قتالهم الى جانب اخوانهم البرقاويين تحت علم واحد وهى راية الجهاد السوداء مكانه بجلاء كما عبر عن ذلك المؤرخ الايطالى " انجلو ديل بوكا , و عقب خمود جذوة الجهاد فى الجهات الغربية من القطر نظرا للظروف القاسية التى احاطت به ظلت هذه الراية بيد المجاهدين فى الجزء الشرقى منه بالكامل الى وقت انتهاء العمليات الحربية فى برقة البيضاء فى 1927 م , فقاد شيخ الشهداء عمر المختار العمليات العسكرية فى الجبل الاخضر تحت هذه الراية الى أن تم القبض عليه واستشهاده شنقا فى سبتمبر 1931 م .
وعقب انتهاء الجهاد العسكري الليبي ضد الاحتلال سادت الراية الايطالية في أنحاء القطر الليبي العزيز , و لم يطول الأمر حتى زحفت قوات الجيش السنوسي من مصر أثناء الحرب العظمى الثانية جنبا إلى جنب مع فرق قوات الحلفاء غايتها تحرير بلادها ترفرف على عرباتها راية الجهاد السوداء ذات النجمة والهلال سالفة الذكر لتبقى هذه الراية فيما بعد العلم الرسمي لإمارة برقة بعد استقلالها في 1949 م . وبعد صدور قرار الأمم المتحدة بشأن استقلال ليبيا ووحدتها، تبنت الجمعية التأسيسية الليبية ( جمعية الستين ) التي أقرت شكل ونظام الدولة في جلستها الرابعة المنعقدة بتاريخ 4 ديسمبر 1950 م إقرار شكل علم الدولة والذي تبلور في صورة راية ذات ثلاثة ألوان من الأعلى احمر قاني ثم الأسود فالأخضر الغامق يتوسطها هلال ابيض وكوكب ، على أن تكون مساحة اللون الأسود تماثل مساحة اللونين الآخرين مجتمعين , وأوجز الملك إدريس رحمه الله المعنى المتجسد في ألوان هذه الراية بقوله : ( ولنحيي العلم المقدس رمز الجهاد والاتحاد وتراث الأجداد ) وذلك في خطاب الاستقلال الشهير , ولم يتمالك الليبيون أنفسهم من البكاء فرحا وهم يرون أول علم لليبيا الواحدة المستقلة برعاية الأمم المتحدة
(من وثائق وذاكرة مؤرخ ليبي )
وعقب انتهاء الجهاد العسكري الليبي ضد الاحتلال سادت الراية الايطالية في أنحاء القطر الليبي العزيز , و لم يطول الأمر حتى زحفت قوات الجيش السنوسي من مصر أثناء الحرب العظمى الثانية جنبا إلى جنب مع فرق قوات الحلفاء غايتها تحرير بلادها ترفرف على عرباتها راية الجهاد السوداء ذات النجمة والهلال سالفة الذكر لتبقى هذه الراية فيما بعد العلم الرسمي لإمارة برقة بعد استقلالها في 1949 م . وبعد صدور قرار الأمم المتحدة بشأن استقلال ليبيا ووحدتها، تبنت الجمعية التأسيسية الليبية ( جمعية الستين ) التي أقرت شكل ونظام الدولة في جلستها الرابعة المنعقدة بتاريخ 4 ديسمبر 1950 م إقرار شكل علم الدولة والذي تبلور في صورة راية ذات ثلاثة ألوان من الأعلى احمر قاني ثم الأسود فالأخضر الغامق يتوسطها هلال ابيض وكوكب ، على أن تكون مساحة اللون الأسود تماثل مساحة اللونين الآخرين مجتمعين , وأوجز الملك إدريس رحمه الله المعنى المتجسد في ألوان هذه الراية بقوله : ( ولنحيي العلم المقدس رمز الجهاد والاتحاد وتراث الأجداد ) وذلك في خطاب الاستقلال الشهير , ولم يتمالك الليبيون أنفسهم من البكاء فرحا وهم يرون أول علم لليبيا الواحدة المستقلة برعاية الأمم المتحدة
(من وثائق وذاكرة مؤرخ ليبي )