منتـديـات بنــات عائـشــه
مرحبــا بـك عـزيزتي الزائـره يســعدنا ان تنظمي معنـا في منتـديـات بنـات عائـشــه ام المؤمنـيـن رضـي الله عنـها

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتـديـات بنــات عائـشــه
مرحبــا بـك عـزيزتي الزائـره يســعدنا ان تنظمي معنـا في منتـديـات بنـات عائـشــه ام المؤمنـيـن رضـي الله عنـها
منتـديـات بنــات عائـشــه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

قصة من تأليفي.. الفصل الثاني.. بين زوجي وأبنائي!!

3 مشترك

انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 2]

هبة

هبة
أخت متألقه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

هذا هو الفصل الثاني من القصة على امل أن ينال اعجابكم..

نبدأ بسم الله..



*الجزء الأول*

كانت أياماً في غاية الجمال، تلك التي قضتها (نادين) مع زوجها (وسام) في بيتها الجديد الذي سكنته الطمأنينة منذ دخولهم إليه.
ومضت السنوات سريعاً، و(نادين) تترقب اللحظات التي ترى فيها أبنائها يكبرون بسرعة ويدخل كل منهم مرحلته الخاصة في التعليم.
أكبرهم كانت (لجين)، تلك الفتاة ذات الشعر الكستنائي والملامح الجميلة التي ورثتها من أمها، وصار عمرها الآن 21 عاماً وتدرس حالياً في الجامعة، قسم الهندسة.
ثانيهم كانت (هند)، ذات الملامح الرقيقة والشعر شديد السواد والنعومة التي لم تسمح له بأن يصل حتى إلى كتفيها، بل كانت تفضّل كونه قصير، يصل إلى ما أسفل أذنيها مباشرة، والآن عمرها 19 عاماً وتدرس في الجامعة نفسها التي تدرس فيها (لجين)، وتخصصها هو الطب.
ثالثهم (ريم)، تشبه والدتها وأختها (لجين) في الملامح ولون الشعر، ومازالت في المرحلة الثانوية، وتطمح لأن تدرس القانون، وعمرها حالياً 17 عاماً.
وكان كل من هؤلاء الثلاثة يرتدون الحجاب الذي يسترهم بالكامل ويخفي جمالهم وزينتهم.
كان الفارق بين البنات الثلاث في العمر هو سنتان فقط، إلا أن (نادين) تعرضت لحادثة سقوطها في الدرج في الماضي، مما تسبب هذا في ازدياد السنوات بين (ريم) وبقية الأبناء بعدها. فبعد مرور 4 سنوات حملت (نادين) وأنجبت شقيقاً جميلاً يشبه والده كثيراً، واسمه (أنس)، وعمره 13 عاماً ويدرس في المرحلة الإعدادية، وحلمه أن يصير كاتباً.
واكتفى (وسام) و(نادين) بعد الطفل الآخير، والذي أنجباه بعد (أنس) بـ3 سنوات، واسمه (أيمن)، وعمره 10 سنوات والذي يشبه والدته، يدرس في المرحلة الإبتدائية، ولا يفكر في طموحه بعد.
هكذا اكتملت العائلة، (وسام) و(نادين)، والأبناء.. (لجين)، (هند)، (ريم)، (أنس)، (أيمن).
كانت العلاقة بين (لجين) و(هند) قوية، وكانتا تمضيان معظم وقتهما بالحديث معاً في غرفتهما. بينما كانت (ريم) تختلف عنهما تماماً، وكانت تفضّل البقاء مع (أنس) و(أيمن) واللعب معهما.
وبينما كانت (لجين) مع (هند) كعادتها، خرجت من غرفتها وهي تستأذن قائلة "يجب أن أذهب يا (هند)، سأساعد أمي في إعداد طعام الغداء"
وفتحت (هند) كتبها العديدة وأخذت تدرس لإختباراتها التي لا تنتهي، فالطب أصعب مما كانت تتصوره!
في تلك اللحظة دخلت (لجين) للمطبخ وأخذت تساعد والدتها في إعداد الطعام، وفجأة قالت (نادين) مبتسمة "عزيزتي، لقد اتصل (لؤي) منذ قليل، اتصل بوالدك وطلب منه أن يوصل تحياته لكِ!"
ففرحت (لجين) واحمرت وجنتيها، كيف لا وخطيبها يرسل تحياته لها؟
ثم قالت (نادين) مشجعة "هيا يا عزيزتي، ادرسي بجد لتتحصلي على شهادتكِ، ثم أفرح بكِ وأنا أراكِ عروساً جميلة أمامي!"
فازداد خجل (لجين) لتقول بعدها باستحياء "أماه يكفي، أنتِ تخجلينني!"
فضحكت (نادين) ثم قالت "لا تخجلي من والدتكِ يا عزيزتي، فأنا أرى أن مستقبلكِ سيكون مطمئناً لقلبي، فـ(لؤي) شاب رائع لم أعرف فيه سوى حسن الخلق وطيب المعاملة، أرجو لكِ الهناء يا ابنتي، لقد كبرتِ حقاً!"
فابتسمت (لجين) واكتفت بالصمت، وأخذت تتخيل مستقبلها القريب، وتتدرب على الأيام القادمة، وكيف تعتني بزوجها ومنزلها في المستقبل.
أما في ذلك الوقت فقد كانت (هند) منسجمة في الدراسة قبل أن يرن هاتفها فجأة، فأجابت قائلة "السلام عليكم!!"
فأجابت صديقتها المقربة "وعليكم السلام! مرحباً (هند) كيف حالك؟"
فتنهّدت (هند) وهي تنظر للكتب أمامها وقالت بيأس "حالي كحال الحاسوب، تلقي فيه المعلومات وهو مجبر على حفظها!"
فضحكت صديقتها وقالت بضجر "ولكن الحاسوب لا يجد صعوبة في حفظ المعلومات، على عكسنا تماماً!"
ثم ابتسمت (هند) محاولة تناسي هموم الدراسة، ثم قالت بمرح "دعينا منها الآن، أخبريني أنتِ يا (سلمى)، ما هي آخر أخبارك؟"
فقالت (سلمى) بحيرة "اااااه وماذا سأقول؟ مازلتُ محتارة، هل أعطي رقم هاتفي لـ(عمر) أو لا!"
فقالت (هند) بغضب "لا! ابتعدي عنهم يا (سلمى)، فالشباب لا يأتي منهم سوى الهم!"
ولكن (سلمى) اعترضت قائلة "كلا! إنه طيب القلب، وأنا واثقة أنكِ ستنضمين إلينا قريباً!"
فقالت (هند) رافضة "لن أفعل هذا، لستُ مجنونة!"
فضحكت (سلمى) ثم قالت "أنتِ الآن مجنونة، أنتِ لا تعرفين (عمر)، إنه شاب رائع!!"
فقالت (هند) بسخرية "وإن يكن؟ لا يعني هذا أن أصادقه!"
ثم قالت (سلمى) محاولة انهاء المكالمة "أمي تناديني، عموماً سنلتقي غداً في الجامعة، أراكِ قريباً، وفكري جيداً في الموضوع!"
ثم أغلقت (سلمى) الخط بينما بقيت (هند) على حالها تفكر في كلامها ملياً، والمغريات أمامها تسحبها بقوة عن حسن أخلاقها وتربيتها، لكنها تأففت من هذه الوساوس ثم رمت هاتفها على المكتب بجانبها وتابعت الدراسة، إلا أن الموضوع لم يشأ أن يرحم عقلها وأخذ يداعب مشاعرها حتى وجدت نفسها عاجزة عن إكمال الدراسة، فغادرت الغرفة متجهة للمطبخ لعلها تنسى الموضوع بعض الشيء، إلا أنه كان يلاحقها أينما كانت.
جاء اليوم التالي، والتفوا جميعاً حول المائدة يتناولون طعام الإفطار، ثم غادرت (لجين) المنزل مع (هند) وركبتا في سيارة والدتهما (نادين) التي سمحت لهما باستخدامها للذهاب إلى الجامعة. بينما كان (وسام) يتولى مهمة إيصال (ريم) والشقيقين للمدرسة لأن الوقت مازال مبكراً عليهم بالنسبة للموعد التي تغادر فيه (لجين) و(هند).
وفي الطريق كانت (هند) مترددة وقلقة طوال الوقت، وقد لاحظت (لجين) التي كانت تتولى مهمة القيادة هذه الملامح، فسألت قائلة بتعجب "ما بكِ يا (هند)؟ تبدين غريبة اليوم!"
فنظرت (هند) لأختها وقالت "لا شيء، إنما هناك بعض المواضيع التي أفكر فيها"
فسألت (لجين) "مثل ماذا؟"
فردّت (هند) وهي تتنهّد بيأس "لا أعرف يا (لجين)، صدقاً لا أعرف، اختلطت عليّ الأشياء ولم أعد أميّز حتى بين الصواب والخطأ!"
فقالت (لجين) مطمئنة "لا عليكِ، أنا أعرف أنكِ لن تواجهي صعوبة في أي شيء! لطالما كنتُ دائماً أحسدكِ على ذكائك!"
فطأطأت (هند) رأسها بيأس وهي تقول "لا أتحدث عن الدراسة! إنما أمور أخرى"
فتعجبت (لجين) وسألت قائلة "أمور أخرى؟ مثل ماذا؟"
فأجابت (هند) وهي تراقب الشارع أمامها "الأصدقاء"
فدهشت (لجين) ثم قالت "أصدقاء؟ ما بالهم الأصدقاء؟"
حينها أغمضت (هند) عينيها وقررت عدم الاستمرار في الحديث، فقالت "لا شيء، انسي الأمر"
ومضى الوقت حتى دخلت كل منهما الجامعة، وافترقتا بين قسميهما، وكل منهما اتجهت لمكانها الخاص.
دخلت (هند) قسمها قبل أن تفاجأ بصديقتها (سلمى) تقف أمامها عند الباب، فابتسمت (هند) وعانقت صديقتها قائلة "صباح الخير! كيف حالكِ؟"
فأجابت (سلمى) "صباح الخير! أنا بخير! ما أخباركِ أنتِ؟"
فأجابت (هند) وهي تتنهّد بقلق "أشعر بالقلق من اختبار اليوم!"
فدفعت (سلمى) صديقتها (هند) من كتفها بهدوء وهي تقول مداعبة "أصمتِ أصمتِ! دائماً تقولين هذا ثم تتحصلين على الدرجة الكاملة!"
فابتسمت (هند) قائلة بيأس "إن فشلتُ اليوم، فسأتهمكِ بالحسد!"
فانفجرت (سلمى) ضاحكة ثم اقتربت من (هند) وقالت لها بصوت منخفض "لم أخبركِ!! لقد أعطيتُ رقم هاتفي لـ(عمر)!!"
فصدمت (هند) ونظرت لصديقتها بغضب وهي تقول "أجننتِ؟!"
فتنهّدت (سلمى) بانزعاج وقالت بتأفف "ما بكِ؟! ظننتُ أنكِ ستفرحين!"
فقالت (هند) "أفرح؟! بماذا تريدينني أن أفرح!؟"
ثم نظرت (هند) لساعة يدها وقالت "هيا لقد تأخر الوقت!"
فذهبت مع (سلمى) لمكان القاعات ودخلتا القاعة الخاصة واستعدتا للإختبار.
وبينما جميع الطلبة منسجمين في الحل، دهشت (هند) بسماع أصوات في الخلف، فالتفتت ببطء ووجدت (سلمى) و(عمر) يتبادلان أوراق الإختبار خلسة ويغشان من بعضهما البعض.
فنظرت (هند) لورقتها مجدداً وهي تدعو لهما بالهداية.
وبعد أن انتهى الإختبار بدأ الطلاب بمغادرة القاعة، وقد خرجت (سلمى) مع (عمر) قبل أن تنتهي (هند)، وعندما انتهت وغادرت القاعة دهشت بـ(سلمى) تنتظرها بجانب الباب، لكنها لم تكن وحدها، بل كان معها (عمر).
فتابعت (هند) طريقها كأنها لم تلحظ وجودهما، إلا أنها فوجئت بيد (سلمى) تسحبها وتصرخ قائلة بسعادة "ما الأخبار؟؟؟؟؟؟؟؟"
فنظرت (هند) بطرف عينها لـ(عمر) وانزعجت من وجوده هنا، ثم التفتت وأرادت الذهاب إلا أنها فوجئت بصوت (عمر) يقول مبتسماً "كيف حالكِ يا (هند)؟"
فاشتعلت (هند) غضباً ثم نظرت لـ(سلمى) وقالت بغضب "هيا بنا نذهب يا (سلمى)!!"
حينها ابتسم (عمر) بسخرية وعقد ذراعيه قائلاً "أهكذا تعلمتِ التعامل مع الزملاء؟"
فنظرت (هند) إليه بغضب ثم صرخت قائلة "أغلق فمك! لا أريدك أن تتحدث معي مجدداً أتفهم؟!"
فرفع (عمر) أحد حاجبيه بدهشة ثم اتسعت ابتسامته الساخرة قبل أن يلتفت مبتعداً عن المكان، حينها أمسكت (سلمى) بـ(هند) من ذراعها وسحبتها قائلة بغضب "ما بك جننتِ؟! لماذا تصرفتِ بهذه الطريقة معه!؟"
فالتفتت (هند) مبعدة نظرها عن صديقتها قائلة "أخبرتكِ منذ زمن أن تبعدي عني هؤلاء الشباب!"
فعقدت (سلمى) ذراعيها وقالت "إنه لم يقل شيء! سأل عن حالكِ فقط!"
فقالت (هند) وهي تزمجر بغضب "وما شأنه بحالي؟! إنه يريد السخرية واللهو لا غير!"
فتأففت (سلمى) وهي تقول "يالكِ من فتاة، تحبين أن تظلمي من حولك! عموماً.. أخبريني.. يبدو أنكِ لم تحلّي جيداً في الإختبار"
فأجابت (هند) "على العكس، إنه سهل!"
فقالت (سلمى) وهي تغمز بسخرية "ألم أخبركِ!؟"
ثم خرجتا معاً من القسم وذهبتا تمضيان معاً بعض الوقت قبل المحاضرة التالية.

***يتبع***

طموحي الجنه

طموحي الجنه
أخت متألقه

السلام عليكم
من اول شئ مشاكل ياااه لكن الباين انها جزئيه راااائعه انا استمتعت كثيييرا وخصوصا بنات الجامعه وهند معصيه ههههه اشكرك اكملي انا متابعه جدا

واثقة الخُطى

واثقة الخُطى
المديره

جزئه رااااائعه كيف ماقالت اختي طموحي وخاصة قصص بنات الجامعه نحب نوعيه هذه القصص
متابعه

https://banat3echa.yoo7.com

هبة

هبة
أخت متألقه

بارك الله فيكم Smile شكراً..

إليكم الجزء الثاني..

هبة

هبة
أخت متألقه



*الجزء الثاني*

نظرت (هند) لساعة يدها وقالت بملل "اوف! ساعة كاملة حتى تبدأ المحاضرة التالية!"
فقالت (سلمى) التي كانت تجلس بجانبها "ما بك؟ ألستِ سعيدة بهذه الإستراحة؟"
فوضعت (هند) يدها على خدها قائلة بملل "أريد العودة إلى المنزل!"
وفجأة رن هاتف (سلمى)، فنظرت للمتصل وابتسمت قائلة بسعادة "إنه (عمر)!"
فتأففت (هند) واستمعت لـ(سلمى) تقول "مرحباً (عمر)!!"
وبعد أن انتهت من المكالمة نظرت بحزن لـ(هند) وقالت "سامحكِ الله"
فتعجبت (هند) ونظرت لصديقتها قائلة "ماذا؟ ما الأمر؟"
فقالت (سلمى) وهي تعيد هاتفها في الحقيبة "لقد أحزنتِ (عمر)، كانت إهانتكِ قوية!"
فقالت (هند) بسخرية "مسكين!"
إلا أن (سلمى) نظرت لـ(هند) وقالت بغضب "(هند)! لماذا أنتِ قاسية؟ ألا تعتبرين (عمر) أخٌ لكِ؟"
فأومأت (هند) برأسها نفياً وهي تقول "بالطبع لا!"
فقالت (سلمى) "لا أدري ما بكِ يا (هند)، لماذا تتصرفين بهذه الصرامة؟ (عمر) زميل طيب يحترمني بشدة كما يحترمكِ أيضاً، حتى عندما أهنته وصرختِ في وجهه لم يرد لكِ الإهانة، بل غادر المكان بكل أدب واحترام!"
فالتفتت (هند) بعيداً ولم ترد، فتابعت (سلمى) كلامها قائلة "لا تظني أن لدى (عمر) مكانة خاصة في قلبي، فلا تنسي بقية الأصدقاء، (أحمد) و(فؤاد) و(سوزان) و(دنيا) و(مرام)!! كلنا زملاء، لا نتناقش إلا في أمور الدراسة وبعض المواضيع المتنوعة و المفيدة!"
فاكتفت (هند) بالصمت ولم ترد مجدداً، فقالت (سلمى) بعد أن لفت ذراعها حول كتف صديقتها وقالت محاولة كسب تعطافها "عزيزتي، كلنا نتمنى لحظة انضمامكِ إلينا، صدقيني أنتِ من سيكمل الفريق، نحن بحاجة لفتاة ذكية مثلك، ونساعد بعضنا البعض في الدراسة وتناقشي معنا بعض المواضيع التي قد تستفيدين منها، صدقيني أنتِ لم تجربي الحديث معهم، لو جربتِ فستصدقين كلامي!"
فقالت (هند) "هكذا تكون البداية، ثم ينحرف المرء للأسوأ!"
فدهشت (سلمى) ثم قالت "ماذا؟ أسوأ؟! ما قصدك؟ أتتهمينني أم ماذا؟"
فنظرت (هند) لصديقتها قائلة بقلق "لا! لم أقصدكِ بكلامي، صدقيني!"
فقالت (سلمى) وهي تعقد ذراعيها بشك "إذاً ما الذي كنتِ تقصدينه؟ ها أنا ذا أمامكِ بخير ولم أنحرف أو شيء، مع أنني أعرفهم منذ بداية هذا العام!"
ثم اقتربت (سلمى) مجدداً من (هند) وقالت لها بهدوء "عزيزتي، بصراحة أنا أستمتع كثيراً برفقتهم، ولكنكِ لا تريدين هذا، مما يضطرني هذا للإبتعاد عنهم والبقاء معكِ!"
فقالت (هند) وهي تلوّح بيدها بعيداً "اذهبي إليهم، لا أمنعكِ"
ولكن (سلمى) اعترضت قائلة "كلا! فأنا أحبكِ بشدة، فأنتِ صديقتي المخلصة، أريد أن أكون معكِ، وفي نفس الوقت.. معهم أيضاً! فهيا أرجوكِ خذي الموضوع ببساطة ولا تكوني معقدة!"
ثم نظرت (هند) لـ(سلمى) وسألت "إن كان هذا العمل صحيح، فلماذا لا تفعل أختي (لجين) ذلك أيضاً؟!"
فابتسمت (سلمى) قائلة بسخرية "عزيزتي، أختكِ الآن مخطوبة! ماذا سيقول عنها خطيبها إن رآها تقف مع شباباً!؟"
فقالت (هند) بانزعاج "ما الفارق بين المخطوبة والغير مخطوبة؟! (لجين) لا تخجل من خطيبها، ثم إنه لا يأتي إلى الجامعة أصلاً، ولكنها لا تخشى خطيبها أكثر من خشيتها من خالق خطيبها!"
فعقدت (سلمى) ذراعيها وقالت "أراكِ تعقدين الموضوع أكثر من اللازم!"
فطأطأت (هند) رأسها وقالت بتردد وكأن الشيطان تمكن من قلبها "أتظنين هذا؟"
فالتصقت (سلمى) مجدداً بها وانتهزت فرصة تردد صديقتها وهي تقول "نعم نعم!! صدقيني! الأمر أبسط مما تتصورين، أنتِ جربي وسترين"
فقالت (هند) بنبرتها القلقة "لكنني أخشى أن أنحرف"
فقالت (سلمى) "هذا يعتمد عليكِ، أنتِ أدرى بأخلاقكِ! إن كنتِ من النوع الذي.."
وفجأة قطعت (هند) كلامها قائلة "كلا! أنا أثق بنفسي!"
فابتسمت (سلمى) وقالت "لماذا القلق إذاً؟ هيا هيا، دعي عنكِ الخوف جانباً، وهيا اذهبي لتعتذري لـ(عمر)!"
فدهشت (هند) وقالت "أعتذر؟!"
فأجابت (سلمى) "نعم! أنسيتِ كيف أهنتِه أمامي؟ اذهبي وأخبريه أنكِ كنتِ منزعجة فحسب، ولم تكوني تقصدي الإهانة!"
فطأطأت (هند) رأسها بقلق ولم ترد، وأخذت دوامة الأفكار تتخبط داخلها من مكان لمكان، حتى سمعت (سلمى) تسألها قائلة "هيا، ماذا قلتِ؟"
فتأففت (هند) قائلة "حسناً حسناً"
فابتسمت (سلمى) وصفّقت بسعادة قبل أن تعانق (هند) بقوة وهي تقول "أحبكِ أحبكِ!!!!!!!!"
ثم وقفت (سلمى) وسحبت (هند) من ذراعها وهي تقول "هيا بنا"
ولكن (هند) سحبت ذراعها من قبضتها وهي تقول بقلق "كلا، ليس الآن، دعيها مرة أخرى!"
ولكن (سلمى) سحبتها مجدداً وهي تقول "كفاكِ تردد!! هيا تحركي!"
ثم مشت (سلمى) وهي تجر معها (هند) التي كانت تنظر حولها بارتباك وتحاول الإفلات من قبضة (سلمى).
في تلك اللحظة كان (عمر) وبقية الأصدقاء يقفون معاً على شكل حلقة تحت إحدى الأشجار، وكان يتحدث مع (سوزان) قائلاً "هذا غير صحيح! أظن أن الإجابة الصحيحة هي التي قلتها لكِ!"
ولكن (سوزان) تعترض قائلة "كلا! ما بك يا (عمر)؟ لقد رأيتَ الجواب الصحيح بعينيك في الكتاب!!"
فتأفف (عمر) والتفت بعيداً وهو يقلب بصره في أرجاء المكان بغضب قبل أن يقول "إذاً لن أنجح في هذه المادة!!"
ولكن (أحمد) طمأنه قائلاً "يا رجل، دعك من الإختبار الآن، على قول المثل ((الذي فات قد مات))!"
وفجأة تسمّر (عمر) في مكانه بدهشة وهو ينظر لـ(سلمى) التي كانت قادمة باتجاههم ومعها (هند)، فابتسم (عمر) بسخرية وقال لأصدقائه "يبدو أن لدينا صديق جديد!"
فالتفتوا جميعاً لحيث ينظر، وعندما لمحت (سلمى) نظراتهم التي تتركز ناحيتها، ابتسمت قائلة بمرح "رحبّوا بالصديقة الجديدة.. (هند)!!!"
فاحمر وجه (هند) خجلاً ثم همست قائلة في أذن صديقتها "(سلمى) دعيني أذهب!"
ولكن (سلمى) سحبتها مجدداً حتى وجدت نفسها تقف وسط الحلقة، فنظرت (هند) لمن حولها بقلق وقالت بخجل "مرحباً"
فعقد (عمر) ذراعيه وقال "أهلاً، هل غيرتِ رأيكِ أم..."
وفجأة صمت بعد أن دفعته (سلمى) وهي تقول "اوف منك يا (عمر)!! أهكذا ترحب بضيفتنا الجديدة؟"
فقال (عمر) "كلا، بل كانت مجرد مقدمة! عموماً، تشرفنا بانضمامك"
فقالت (هند) وهي تنظر للأرض أسفلها "أ.. أريد أن أعتذر.. عما بدر مني.. بعد الإختبار"
فضحك (عمر) قائلاً "لا بأس! لستُ شريراً"
ففرحت (هند) وشعرت بالسعادة تغمرها وسط من رحبوا بها وتبادلوا معها أطراف الحديث وانسجموا معاً.
ومضى الوقت حتى ساروا معاً للقاعة حيث وجدوا المحاضر يستعد للبدء في الشرح، فأخذ كل منهم مكانه واستمعوا للمحاضرة، و(هند) لم تغادر الابتسامة شفتيها أبداً.
وبعد أن انتهت المحاضرة غادروا القاعة معاً ووقفوا تحت إحدى الأشجار وتابعوا حديثهم، وكل منهم أخذ يقص قصة مضحكة أو حدث رهيب سبق وأن حدث له.
وعندما حان دور (هند)، ابتسمت قائلة "بالنسبة لي... امممممم.."
وفجأة صمتوا جميعاً والتفتت (هند) بصدمة بعد أن سمعت أحدهم ينادي قائلاً بصدمة "(هند)؟!؟"
وشهقت (هند) بفزع عندما وجدت أختها (لجين) تنظر إليها بصدمة تكاد لا تصدق أن تلك التي تراها أمام عينيها هي أختها، فطأطأ جميع الأصدقاء رؤوسهم ونظروا بعيداً محاولين الهرب من هذا الموقف المخجل، ثم نظرت (هند) بطرف عينها لـ(سلمى) لعلها تنجدها إلا أنها وجدتها تنظر بعيداً وكأن لا علاقة لها بالموضوع.
فاستأذنت منهم (هند) قائلة بقلق "من بعد إذنكم، يجب أن أذهب، أراكم غداً، مع السلامة!"
ثم ابتعدت (هند) عنهم واتجهت لأختها التي كانت تنظر إليها بصدمة وخيبة أمل، وعندما وصلت أمسكت بها (لجين) من ذراعها تكاد تغرس فيها أظافرها، إلا أنها فضّلت تأجيل الحديث بعيداً عن بقية الطلبة، خوفاً من أن يشمت بها أحد.
وعندما اتجهوا للسيارة ودخلتا فيها نظرت (لجين) لأختها وقالت بغضب "هل لي أن أعلم ما الذي تفعلينه وسط الشباب؟!؟"
فأجابت (هند) بخوف لتبرر موقفها "مـ..مجرد زملاء!"
فضربت (لجين) مقبض السيارة وقالت بانزعاج "أي زملاء هؤلاء الذين تتحدثين عنهم؟! هل بعتِ أخلاقك وضميرك يا (هند)؟ هل تعب أبي وأمي طوال هذه السنوات ليكتشفوا أن نهاية التربية بهذا الشكل؟!"
فدمعت عينا (هند) وقالت بقلق "أرجوكِ، لا تخبري أبي وأمي!"
فقالت (لجين) "يجب أن يعلما هذا!! قبل أن تتمادي وتنحرفي!"
ولكن (هند) قالت بسرعة "أجيد السيطرة على نفسي!"
فقالت (لجين) بسخرية "لو كان ما تقولينه صحيحاً، لما وقع معظم البنات في الكوارث التي ترينها في عصرنا الحالي!"
فنظرت (هند) للشارع بجانبها وقالت بثقة "أنا أختلف عنهن!"
فغضبت (لجين) وأمسكت بـ(هند) مجدداً من ذراعها وقالت "كل فتاة قالت مثلك في البداية!! يا (هند) عيب ما تفعلينه! تربيتنا تختلف عن تربية من تقفين معهم!"
فانفجرت (هند) باكية وصرخت قائلة وهي تبعد يد (لجين) عنها "دعيني وشأني!!! إنهم أصدقائي وأنا من اخترتهم!!"
فشغّلت (لجين) السيارة وسارت بها وهي تقول "حسناً، ولكن ستصل الأخبار إلى أمي!"
فصدمت (هند) وقالت متوسلة "أرجوكِ، أستحلفكِ بالله ألا تفعلي!"
فقالت (لجين) مشترطة "إذاً عديني أن تبتعدي عنهم!"
فطأطأت (هند) رأسها وفكّرت ملياً، ومسحت دموعها أخيراً وهي تقول بحزن وتردد "أعدك"
حينها تنهّدت (لجين) براحة وتابعت طريقها دون أي كلمة، وبجانبها (هند) التي لم تتوقف عن بكائها.
وعندما وصلوا للمنزل قالت (لجين) بلطف وحنان "هيا امسحي دموعك وإلا لاحظت أمي هذا"
فمسحت دموعها وحاولت أن تخفي بكائها، ثم اتجهت لغرفتها وأغلقت عليها الباب، بينما اتجهت (لجين) للمطبخ لتنضم لوالدتها في إعداد الطعام، متناسية كل ما جرى اليوم من أحداث.

***يتبع***

هبة

هبة
أخت متألقه


*الجزء الثالث*

بعد أن جهز الطعام، وعاد (وسام) من عمله مصطحباً معه (أنس) و(أيمن) و(ريم)، جلسوا جميعاً حول المائدة إلا أنهم دهشوا بـ(هند) ليست موجودة معهم. فقال (وسام) بتعجب "أين (هند)؟"
ثم وقفت الأم قائلة "سأذهب إليها"
ولكن (لجين) قفزت مسرعة وهي تقول "أ.. لا عليكِ! أنا سأفعل هذا"
ثم جرت مسرعة لغرفتهما ودخلت فيها ثم أغلقت الباب خلفها ونظرت لـ(هند) لتصدم عندما تجدها تتحدث بهاتفها، وعندما لمحت (هند) أحدهم دخل لغرفتها قالت "حسناً يجب أن اذهب الآن يا (سلمى)، مع السلامة"
ثم أغلقت الهاتف ونظرت لـ(لجين) قائلة "ما الأمر؟"
فاقتربت (لجين) من (هند) وهمست لها قائلة "(هند)! تصرفاتكِ هذه قد تراود أبي وأمي بالشكوك! سبق وأن دعوناك لتناول طعام الغداء، فلماذا لم تأتي!؟"
فقالت (هند) مبررة موقفها "اتصلت بي (سلمى)"
ثم قالت (لجين) وهي تسحب (هند) من يدها "حسناً هيا بسرعة تعالي"
فغادرت (هند) الغرفة مع (لجين) واتجهت للمطبخ وتناولت طعام الغداء، وعادت لغرفتها تدرس كالعادة.
وعندما جاء اليوم التالي غادرت المنزل مع (لجين) وذهبتا للجامعة، وعندما دخلت كل منهما وافترقتا، وجدت (هند) صديقتها (سلمى) تقف أمامها وتقول "صباح الخبر السعيييييد!!"
فتعجبت (هند) وقالت "صباح الخير، ما هو الخبر السعيد؟!"
فلفّت (سلمى) ذراعها حول كتف (هند) وقالت لها غامزة بمرح "أعطيتُ رقم هاتفكِ لـ(عمر)!!!"
فصدمت (هند) ونظرت إليها ثم صرخت قائلة بغضب "ماذا؟!؟!؟!؟!؟"
فقالت (سلمى) بتعجب "لماذا أنتِ غاضبة؟"
فقالت (هند) وهي تكاد تمسك شعرها بجنون "ألم أخبركِ بالأمس في الهاتف عندما اتصلتِ بي، أنني سأنهي هذه الصداقة؟!"
فقالت (سلمى) وهي تلف ببصرها في أماكن مختلفة محاولة الهرب من عيني (هند) "ظننتُك.. كنتِ تقولين هذا خوفاً من أحد أفراد عائلتكِ كان بجانبك!"
إلا أن (هند) دمعت عيناها وصرخت قائلة بندم "كل ما يحدث لي بسببك!! والآن تصرفي، امسحي رقمي من هواتفه!!"
ولكن (سلمى) اقتربت منها قائلة بقلق "هل أنتِ جادة في كلامكِ الذي قلتيه بالأمس؟!"
فأجابت (هند) بثقة "بالطبع أنا جادة!!"
فصكّت (سلمى) وجهها وقالت بدهشة "هل غيرتِ رأيك بهذه السرعة يا (هند)؟! من غسل دماغك!؟"
فانفجرت (هند) غضباً وقالت بنبرة اتهام وعتاب "بل أنتِ من غسل دماغي!!!"
وفجأة صمتت كل منهما بعد أن سمعتا صوتاً يقول بجانبهما "ما الأمر؟"
فنظرتا للمتحدث لتجدا أنه (عمر)، فالتفتت (هند) بانزعاج وقالت له "من بعد إذنك، أريد هاتفك!"
فابتسم (عمر) قائلاً "لا عليكِ، سأتصل بكِ ليكون رقمي عندك في الجهاز!"
ولكن (هند) صرخت قائلة "قلتُ لك أريد الهاتف، وليس رقمه!!"
فقال بتعجب "الهاتف؟! لماذا؟ ثم لماذا تصرخين في وجهي؟!"
فقالت (هند) "أريدك أن تمسح رقم هاتفي فوراً من هاتفك!"
وفجأة تدخلت (سلمى) قائلة بغضب "(هند) أجننتِ؟! توقفي عن هذا"
ولكن (هند) تابعت كلامها قائلة وهي تمد يدها "هيا أعطني هاتفك!"
فأخرج (عمر) هاتفه وهو غير مكترث، ثم أخذ يبحث في قائمة الأصدقاء عن اسم (هند)، ولكنها قالت بسخرية "لن تكذب عليّ!! أريد أن أمسحه بنفسي!"
فابتسم (عمر) بسخرية ثم قال "أكذب؟ أنا لا أكذب!"
ثم أعطى هاتفه لـ(هند) وقال "تفضلي"
فالتقطت منه (هند) الهاتف وأخذت تبحث عن اسمها حتى وجدته أخيراً، فقامت بمسحه ثم أعادت له الهاتف وهي تقول "شكراً"
فابتسم (عمر) قائلاً "عفواً"
ثم التفت وغادر المكان، وطأطأت (هند) رأسها دون أي كلمة، في تلك اللحظة قالت (سلمى) بغضب "لابد وأنكِ تخجلين من نفسكِ الآن، رأيتِ بعينك أدب (عمر) في حديثه وتصرفاته معكِ!! لماذا تظنين أن أصدقائك سيؤا الخلق؟ رأيتِ بعينك كيف سمح لكِ بتفتيش هاتفه ومسح الرقم بنفسك!"
ثم التفتت (سلمى) وهمّت بالمغادرة ولكن (هند) أوقفتها قائلة "إلى أين ذاهبة؟!"
فقالت (سلمى) وهي تنظر إليها بطرف عينها "سأترككِ! فأنا أحب أصدقائي وتمنيتُ أن تكوني معنا، ولكن طالما وجدتكِ تتصرفين بهذه الطريقة وتهينينهم أمامي، فلن أصمت! مع السلامة!"
فشهقت (هند) ومدّت يدها محاولة الوصول لـ(سلمى) وهي تقول "أ..أرجوكِ! هل تبيعين صداقتنا بهذه السرعة؟!"
ولكن (سلمى) لم ترد وتابعت طريقها حتى اختفت من أمام عينيها، فطأطأت (هند) رأسها ووجدت نفسها وحيدة في الجامعة لا أحد يبقى معها، فتابعت طريقها ودخلت للقاعة لتحضر المحاضرة، وجلست وحدها وهي تتأمل مجموعة الأصدقاء وبينهم (سلمى) يضحكون معاً ويمرحون خلسة بينما المحاضر منسجم في الشرح.
وبعد أن انتهت المحاضرة غادرت (هند) القاعة ووقفت ما إن لمحت مجموعة الأصدقاء يقفون بجانب الباب يتحدثون معاً، ولكن ما إن لمحت (سلمى) صديقتها (هند) حتى التفتت باشمئزاز وقالت "هيا بنا نذهب يا أصدقاء"
فذهبوا معها بينما بقيت (هند) متحجرة في مكانها وقلبها ينزف ألماً بعد ما رأته من نفور شديد من صديقتها المخلصة وبقية الأصدقاء، فخرجت خارج المبنى وجلست في إحدى الأماكن وهي تتأمل الأرض دون أي كلمة، وفجأة رفعت رأسها لتجد الأصدقاء يمشون أمامها و(سلمى) تتعمد الضحك بصوت عالٍ ثم تنظر لـ(هند) بطرف عينها بطريقة استفزازية ثم تلتفت بعيداً.
فطأطأت (هند) رأسها مجدداً بحزن شديد، ولم تعرف كيف تتصرف وماذا تفعل، وفجأة دهشت بصوت أحدهم يقف أمامها ويقول "ما بك؟"
ودهشت عندما وجدت ذلك الشخص هو (عمر)، فالتفتت (هند) ولم ترد، ثم قال (عمر) "بالمناسبة، لقد تشاجرتُ مع (سلمى)"
فقالت (هند) بسخرية "تشاجرتَ معها لتأتي وتكمل مشوارك معي!"
فقال (عمر) "هذا غير صحيح، تشاجرتُ معها لأنني لمحتها وهي تنظر إليكِ نظرات الاستفزاز، لماذا هي قاسية معكِ هكذا؟"
فدهشت (هند) وتظاهرت بأنها غير مكترثة، ثم تابع (عمر) كلامه قائلاً "أعترف أنني معجب حقاً بتربيتكِ وحسن أخلاقكِ، ولن ألومك على تصرفاتكِ معنا، على العكس، فأنا أشعر بالفخر لأن مجتمعنا مازال فيه من هم من أمثالك!"
فرفعت (هند) رأسها بدهشة لتجد (عمر) يبتعد عن المكان، فخجلت (هند) من تصرفاتها القاسية، وخصوصاً مع (عمر) والذي لم ترى منه سوى الأدب والإحترام.
حينها أسندت رأسها على يدها وبدأت بالبكاء، ووجدت نفسها بعيدة عن الأصدقاء الذين وجدت بينهم السعادة والراحة والمرح.
في تلك اللحظة ظهرت ملامح الغضب على وجهها وتمكن الشيطان من الدخول لقلبها واشعال فتيل الغضب، قبل أن تقف بجدية وتبتعد عن حيث كانت تجلس، ثم تنظر حولها حتى وجدت الأصدقاء، فذهبت إليهم حتى وصلت عندهم وقالت باعتراف "أعتذر، أنا أنضم إليكم من جديد!"
فقفزت عليها (سلمى) وعانقتها بقوة وهي تقول "كنتُ أشعر بهذا! رائع رائع!! أحبكِ كثيراً!!"
فابتسمت (هند) وقالت "وأنا أيضاً!"
أما (عمر)، فقد اكتفى بابتسامة تخفي خلفها علامات الشر والخبث، وقال في نفسه "لقد نجحت!"
في تلك اللحظة كانت (لجين) في محاضرتها، وبالها مشغول على أختها (هند)، وكانت تفكر عما تفعله الآن وفي هذه اللحظة! هل وفّت بوعدها أم لا؟
لم تخرج من دوامة التفكير حتى سمعت صوت المحاضر يقول "نلتقي في المحاضرة القادمة بإذن الله"
فوقف جميع الطلبة وغادروا القاعة، وكانت (لجين) تسرع في خطواتها لترى الحال الذي عليه أختها، وفجأة وقفت بدهشة عندما وجدت (هند) قادمة باتجاه قسم (لجين) وحدها، وما إن التقت عينيهما ببعض حتى قالت (لجين) بعد أن تنهدت براحة لأنها لم ترى المشهد الذي كانت تخشى رؤيته "مرحباً!"
فابتسمت (هند) قائلة "أهلاً، هل انتهيتِ؟"
فأجابت (لجين) "نعم! هيا بنا"
وهكذا غادرتا الجامعة، و(لجين) تظن أن (هند) مازالت على وعدها، ولم تكن تعلم أن (هند) لم يتغير فيها سوى قوة تعلقها بالفريق.
وجاء اليوم التالي وكان الحال كما هو، فقد اشتركوا جميعاً هذا اليوم في جلسة في إحدى المقاهي في الجامعة وتناولوا بعض الأطعمة الخفيفة، وصارت (هند) تجد وقتها يمضي بسرعة في الجامعة، وتتمنى ألا تأتي لحظة عودتها إلى المنزل.
ثم نظرت (هند) لساعة يدها وقالت "(لجين) تنتهي الآن من محاضرتها، يجب أن أذهب قبل أن تسبقني إلى هنا"
فقالوا لها "إلى اللقاء، نلتقي غداً"
فابتعدت (هند) عنهم وهي تسير بسعادة لقسم أختها (لجين)، وبينما هي في الطريق وقفت بصدمة بعد أن سمعت أحدهم يقول بجانبها "عفواً يا آنسة"
فنظرت (هند) للمتحدث ودهشت عندما وجدت شاب وسيم يخفي بصره عند الأرض وملامح الأدب والأخلاق والتدين على وجهه، ووجدت (هند) نفسها تلقائياً تخفض بصرها أيضاً احتراماً له وتقول بأدب "تفضل؟"
فسأل الشاب "ألستِ أختُ (لجين)؟"
فدهشت (هند) وأجابت "بلى! هل تعرفها؟"
فقال الشاب دون أن يرفع بصره عن الأرض "نصيحة أريد أن أنصحكِ بها لوجه الله، لا أريد منها رياءاً ولا شكراً، نصيحتي أن تبتعدي عن تلك المجموعة!"
صدمت (هند) ثم ظهرت ملامح الدهشة على وجهها بأن فتحت عينيها وفمها وفقد لسانها القدرة على الكلام، ثم التفت الشاب وغادر المكان.
بينما بقيت (هند) في مكانها تراقبه وهو يبتعد دون أي كلمة، وفجأة ظهر بجانبها (عمر) وهو ينظر للشاب بغضب ثم قال "(هند)! ماذا قال لكِ ذلك الوغد؟!"
فنظرت (هند) لـ(عمر) بتعجب وقالت "كيف أتيت؟"
فأجاب "لقد لمحتكما من بعيد! وجدته يتحدث معك فأتيت مسرعاً"
فاستفسرت (هند) "أتعرفه؟"
فأجاب (عمر) "أجل! إنه وغد!!"
فدهشت (هند) وسألت بتعجب "لماذا؟"
فردّ عليها (عمر) "إنه شاب كان يدرس معي في المرحلة الإعدادية، إنه من أوغد البشر الذي رأيتهم! احذري منه يا (هند)!"
كان هذا آخر ما قاله (عمر) قبل أن يغادر المكان.
بينما بقيت (هند) متحجرة في مكانها وتقول في نفسها "لا أفهم ما يجري!"

***يتبع***

واثقة الخُطى

واثقة الخُطى
المديره


فعلا هذه مايفعله اصدقاء السوء وكل انسان تعرض لمثل هذه المواقف لكن التربيه الحقيقيه والوعي الديني هو من يرشدنا للسبيل الصحيح

ربي يبعد عنا اصدقاء السوء

متاااااابعه

https://banat3echa.yoo7.com

هبة

هبة
أخت متألقه

شكرا لك أختي مليكة Smile نعم أنتِ على حق!

هبة

هبة
أخت متألقه


*الجزء الرابع*

في إحدى الأيام وبينما كانت (هند) جالسة مع أصدقائها في إحدى أنحاء الجامعة، كانت (هند) تضحك بشدة ثم قالت "يا لك من غبي يا (عمر)!! كيف تكتب هذا في الإختبار؟!"
فقال (عمر) بسخرية "لم أعرف الإجابة، فقلتُ أمزح قليلاً مع المحاضر!"
فقالت (سوزان) "ألا تعلم أنه قد يطردك من جميع محاضراته؟"
فأجاب (عمر) بنبرة لا تقل سخرية عن التي قبلها "لا يهم! فأنا على ثقة أنني لن أنجح فيها!"
ثم سألت (هند) قائلة "بالمناسبة يا (عمر)، هل كتبت..."
وفجأة قطع كلامها (عمر) بأن صرخ منادياً وهو ينظر بعيداً "هاي أيها الوغد يا (سامي)!!"
فالتفتت (هند) لحيث ينظر ودهشت بعد أن وجدت الشاب الذي سبق وأن تحدث معها ونصحها، وكان يقف بمسافة عنهم، والتفت لـ(عمر) دون أي كلمة، ثم انفجر (عمر) ضحكاً وهو يقول بسخرية "إذاً صرت توزع نصائحك وتطلب من (هند) الإبتعاد عنا! هاهاها! لم أعد أفهم، أتغار من اللحظات السعيدة التي نقضيها معاً أم ماذا؟!"
فصدمت (هند) ونظرت لـ(عمر) وقالت له بصوت منخفض "لماذا أخبرته بأنني أخبرتك!؟!؟!؟!؟ أيها الأحمق!"
ثم نظرت (هند) بخجل لـ(سامي) لتجده ينظر إليها نظرة ملأها الخيبة والحسرة، ثم التفت وتابع طريقه إلا أن (عمر) كان له بالمرصاد، فقد وقف من مكانه وجرى مسرعاً نحوه، فصرخت (هند) محاولة منعه من الذهاب وهي تقول "(عمر)!! عد إلى هنا!!!!!"
ولكن (عمر) لم يهتم، واعترض طريق (سامي) ثم قال "مرحباً بعدوّي!"
فقال (سامي) بهدوء "لو سمحت، ابتعد عن طريقي"
فدهش (عمر) وقال بسخرية "أبتعد عن ماذا؟ ومن قال أن لديك طريق هنا؟ ما الذي جاء بك إلى هذا المكان؟ لماذا لا تكون في قسم الهندسة؟! الحمد لله أنك لم تدرس معي الطب!"
فقال (سامي) محاولاً رد الإهانة "بلى الحمد لله"
فاشتعل (عمر) غضباً ثم اقترب من وجه (سامي) وقال له بنبرة مهددة "اسمعني جيداً يا هذا، إن اقتربت مني أو من أحد أصدقائي فسترى ما سأفعله بك!"
فنظر (سامي) بحسرة وقال "مسكينة تلك الفتاة وقعت في فخك!"
تحجر (عمر) في مكانه بينما رمقه (سامي) بنظرة طويلة قبل أن يستأذن منه ويبتعد، وبقي (عمر) متحجر في مكانه وأخذت يداه ترتجف صدمة، ولم يطفيء غضبه سوى الشتائم واللعائن التي قالها في نفسه، ثم عاد مجدداً للفريق، فقالت له (هند) مستفسرة عن الحديث الذي دار بينهما بعيداً "ماذا قلتما؟"
فقال (عمر) وهو يجلس غير مكترث "دعكِ منه، إنه مجنون"
وبينما كان (سامي) في طريقه مبتعداً، وقف بصدمة بعد أن لمح (لجين) تقترب شيئاً فشيئاً وهي تبحث حولها عن (هند)، فعلم ما سيحدث إن رأت أختها، ولم ينتهي تفكيره حتى وجدها تشهق بصدمة بعد أن لمحت (هند) جالسة وسط تلك المجموعة، فوضعت يدها على رأسها وقالت بصدمة "لا أصدق!"
ثم جرت مسرعة لحيث يجتمعون، بينما وقف (سامي) يراقب ما سيحدث.
في تلك الأثناء نظرت (هند) لساعة يدها وقالت "لقد تأخرت، لابد أن (لجين) خرجت من القسم! سأذهب إليها قبل أن..."
ولكنها صدمت بعد أن سمعت أحدهم يكمل كلامها قائلاً "قبل أن تأتي وتكتشف أمري!"
فالتفتت (هند) لتجد (لجين) تعقد ذراعيها وتنظر إليها بغضب، فارتجفت (هند) بصدمة ثم قالت "مـ..ماذا؟ (لجين)؟!"
فقالت (لجين) بغضب وبنبرة آمرة "هيا تحركي أمامي! هيا!!!!!!!!!"
فطأطأت (هند) رأسها بقلق ثم مشت أمام (لجين) التي ابتعدت بها عن الفريق، وعندما ابتعدتا بمسافة لا بأس بها، قالت (لجين) بغضب "أخلفتِ وعدك!!!!!"
فطأطأت (هند) رأسها وقالت بحزن "أنا... في الحقيقة..."
ولكن (لجين) تابعت كلامها قائلة "خيبتِ ظني بكِ! بالفعل خيبتِ ظني بكِ!! إن كان كل همك أن تصل هذه الأخبار إلى أمي، فلا تقلقي، أنا لن أخبرها، سأتركها تكتشف الأمر بنفسها، لأنني واثقة أن الله لن يستر عنكِ ما تفعلين!!"
فدمعت عينا (هند) وقالت "أنا آسفة، لكن.. ما لي غيرهم في الجامعة"
فقالت (لجين) "لماذا لم تخبريني؟ كنتُ بقيتُ أنا معكِ!!"
فأجابت (هند) بحزن "لا أريد أن أحرمكِ من صديقاتك"
فقالت (لجين) "أُحرم من صديقاتي أفضل من أجدكِ تضيعين أمام عيني!!"
فسألت (هند) قائلة بتعجب "لماذا ترينه ضياعاً؟!"
فاقتربت (لجين) وهمست لها قائلة "يجب أن تعلمي أن لا يوجد شاب يتحدث مع فتاة إلا ويخدعها أو يسخر منها أو يبحث عن اللهو والمرح!!"
وفجأة لمحت (هند) (سامي) يقف بعيداً يراقبهم في صمت، فأشارت إليه وهي تقول بغضب "وماذا ستقولين عن صديقكِ الذي هناك؟!؟!؟ أنا أيضاً كشفتكِ!"
فتعجبت (لجين) والتفتت لحيث تشير، فصدم (سامي) عندما وجدهما تنظران إليه، فشعر بخجل شديد ثم أخفض رأسه وسار مبتعداً عن المكان. فسألت (لجين) وهي تبحث حولها "عن من تتحدثين؟!"
فأجابت (هند) "عن الذي ذهب للتو!!"
ثم قالت (لجين) بعد أن نظرت بدهشة لـ(هند) "أتقصدين (سامي)؟"
فعقدت (هند) ذراعيها وهي تشعر بفوزها في التحدي وقالت "بلى (سامي)!"
فغضبت (لجين) وصرخت قائلة "احترمي نفسك! أتتهمينني؟! لم يسبق وأن تحدثتُ معه من قبل!!"
فقالت (هند) "لكنه تحدث معي، وسألني إن كنتُ أختكِ أو لا!"
فظهرت ملامح الدهشة على وجه (لجين) قبل أن تقول "ماذا؟! تحدث معكِ؟ وسألكِ باسمي؟!"
فأومأت (هند) برأسها ايجاباً وهي تقول "بلى!!"
فقالت (لجين) وهي تضع يدها على خدها بحيرة "هذا غريب حقاً! فـ(سامي) هو شاب يدرس معي في نفس القاعة، وهو شاب متدين ذو خلق حسن، ولم يسبق وأن رأيته يتحدث مع أي فتاة! ولم أكن لأعلم صوته لولا أنه يشارك في المحاضرات مع المحاضر!"
فتعجبت (هند) وقالت "إذاً.. كيف سألني إن كنتُ أختك؟"
فقالت (لجين) مستفسرة "وماذا قال لكِ أيضاً؟"
فارتبكت (هند) ثم طأطأت رأسها وهي تقول بتردد "أ.. في الحقيقة.. قال.. أ.. طلب مني أن.. أن أبتعد عن المجموعة!"
فعقدت (لجين) ذراعيها قبل أن تقول بنبرة غاضبة "هكذا إذاً!! نصحكِ ومع هذا لم تكترثي!"
فارتبكت (هند) وسال العرق من جبينها ثم قالت محاولة الهرب من الموضوع "أ.. دعينا من هذا الأمر، كيف عرفكِ؟!"
فقالت (لجين) "لا أعرف! لعله رآنا معاً وعلم أنكِ أختي! وأراد أن ينصحكِ"
فنظرت (هند) حولها وقالت "أنظري إلى الناس حولنا! في كل مكان ستجدين البنات مع الشباب، فلماذا لم ينصح سواي؟!"
فقالت (لجين) "من يدري؟ لعله ينصح البقية أيضاً!"
ثم تنهّدت (لجين) قبل أن تقول "(هند).. أنا واثقة أن (سامي) لم يتجرّأ ويتحدث معكِ لولا أنه يعلم أنكِ قد تقعين في مشكلة كبيرة إن لم تبتعدي عن تلك المجموعة! لهذا احذري، عودي لطريق الصواب ودعكِ من الشيطان وإغراءاته!"
ثم التفتت (لجين) واتجهت لباب الجامعة وهي تقول "هيا بنا"
فمشت (هند) خلفها وهي تفكر ملياً في الكلام الذي قالته لها أختها، ودخلتا للسيارة وعادتا للمنزل.
وعند المساء كان (وسام) جالس يدرّس ابنه (أيمن) ويساعده في حل بعض واجباته، أما (أنس) فقد كان بجانبهما يكتب واجبه مستأنساً بحديثهما.
في تلك اللحظة دخلت (لجين) لغرفتها وصدمت عندما وجدت (هند) تقول وهي تضحك "اااخ منك يا (عمر)! لقد احترتُ في التصرف معك حقاً!"
فصدمت (لجين) ثم اقتربت مسرعة وسحبت الهاتف من بين يدي أختها ثم صرخت في السماعة قائلة بغضب "إن اتصلت مرة أخرى، فسترى ما سيحل بك!!!!!!!"
ثم أغلقت الخط في وجهه بينما شهقت (هند) بصدمة وقالت بغضب "ما هذا الذي فعلته؟!؟!؟!!؟؟"
فقالت (لجين) "لقد تماديتِ!!! تتحدثين في الهاتف أيضاً؟!؟!؟!؟"
فالتفتت (هند) غير مكترثة وتظاهرت بأنها تدرس بكتبها، فوقفت (لجين) وأرادت مغادرة الغرفة إلا أن (هند) قاطعتها قائلة "مهلاً!! أعيدي لي هاتفي!!"
ولكن (لجين) قالت "كلا لن أفعل!!"
ثم غادرت الغرفة بينما لحقت بها (هند) حتى وجدت نفسها تقف في المطبخ حيث توجد والدتها، فقالت (هند) بارتباك وهي توجه كلامها لـ(لجين) "هيا أعيدي لي هاتفي!"
ولكن (لجين) لم ترد، ثم نظرت (هند) لوالدتها بقلق قبل أن تقول لأختها "قلتُ لكِ أعيديه!!"
ثم نظرت (نادين) إليهما بتعجب وقالت "ما الأمر؟"
فقالت (لجين) "(هند) تريد هاتفها!"
فصدمت (هند) ثم قالت بارتباك "نـ..نعم! إنه هاتفي وأنا أريده!"
ثم قالت (نادين) "ولماذا لا تعيدين لها الهاتف يا (لجين)؟"
فقالت (لجين) "أريدها أن تدرس! فهي تضيع معظم وقتها عليه!"
فشهقت (هند) ثم صرخت قائلة "ماذا؟!؟!؟"
فنظرت (لجين) نظرة غامضة لأختها وقالت "أليس كلامي صحيح؟"
ثم قالت (نادين) "عزيزتي (هند)، ادرسي ثم ستعيد لكِ هاتفكِ، ثم يجب ألا تمضي الكثير من وقتكِ عليه، فهو مضر للصحة!"
فقالت (لجين) بصوت منخفض "ومضر للأخلاق أيضاً"
فصدمت (هند) ثم هربت مسرعة من المطبخ، بينما بقيت (لجين) في مكانها تنظر للأسفل وتتألم على أختها وعلى الحال الذي هي عليه وعلى المسار الذي تسلكه.
وبعد مرور ساعات كانت (لجين) قد تركت هاتف (هند) على المنضدة وذهبت تساعد (ريم) في دراستها قليلاً، بينما كانت (نادين) تغسل الأطباق.
وفجأة رنّ هاتف (هند) الذي كان بجانب (نادين)، فغسلت يديها وأمسكت بالهاتف واتجهت لغرفة (هند) وهي تقول "(هند)! هاتفكِ يرن!"
وفجأة صدمت (نادين) عندما لمحت اسم (عمر) على شاشة الهاتف.

***يتبع***

واثقة الخُطى

واثقة الخُطى
المديره


حي عليـــــها حي من امها قصة من تأليفي.. الفصل الثاني.. بين زوجي وأبنائي!! 4252452532 تستاهلها هههههههه كبسه

بعدهاااا شن صاااار

https://banat3echa.yoo7.com

هبة

هبة
أخت متألقه


*الجزء الخامس*

رنّ هاتف (هند) وصدمت (نادين) عندما لمحت اسم (عمر) يظهر أمامها في الشاشة، ووقفت في مكانها بصدمة تكاد لا تصدق، وفجأة فتحت (هند) الباب وسحبت الهاتف من بين يدي والدتها وهي تقول مسرعة "شكراً!!!!"
ثم أغلقت الباب مجدداً بينما بقيت (نادين) واقفة في مكانها دون أي حركة، وفجأة سمعت صوتاً بجانبها يقول "أمي!"
فنظرت بجانبها لتجد (لجين) تنظر إليها بتعجب، فقالت (نادين) وهي تضع يدها على قلبها بصدمة "كأنني.. كأنني لمحتُ اسم (عمر) على الشاشة!"
فصدمت (لجين) وطأطأت رأسها وقالت في نفسها "حكمتك يا الله، لا تستر مذنباً"
والتفتت (لجين) وغادرت المكان بينما بقيت (نادين) تفكر طوال الوقت، وفجأة صدمت عندما سمعت (هند) داخل الغرفة تقول "(عمر)! اعذرني بسبب ما حدث منذ قليل"
فوضعت (نادين) أذنها على الباب واستمعت لبقية الحديث ودقات قلبها تتسارع خوفاً من سماع المزيد من الذي قد يشل جسدها، ثم سمعت (هند) تقول "نعم، مازلتُ أدرس! لكنني على وشك الانتهاء!"
وبعد أن صمتت قليلاً صرخت قائلة بسعادة "ماذا؟ تحضّر لي مفاجأة في يوم الغد؟! راااائع! أنا في شوق شديد لمعرفة تلك المفاجأة!! هاها، حسناً، سنلتقي غداً، مع السلامة!"
أبعدت (نادين) رأسها عن باب الغرفة وطأطأت رأسها وهي تقول في نفسها "هـ..هل يعقل؟ هل يعقل أن تكون (هند).. أن..."
ثم أغمضت عينيها، ويدها مازالت معلقة عند قلبها، ثم دخلت للمطبخ وجلست على إحدى الكراسي وهي تسند رأسها بيدها.
وفجأة دخلت (لجين) وقالت بقلق "أمي ما بكِ؟"
فقالت (نادين) "أختكِ.. أنا قلقة عليها"
فاقتربت (لجين) ثم جلست بجانب والدتها وقالت "أمي لا تغضبي أرجوكِ"
فقالت (نادين) "هل تعلمين بالذي تفعله؟"
فطأطأت (لجين) رأسها وقالت بحزن "أجل، أعلم"
فقالت (نادين) بنبرة مؤنبة "ولماذا لم تخبريني؟"
فأجابت (لجين) "علمتُ أنكِ ستكتشفي الأمر بنفسك!"
فصمتت (نادين) ولم ترد، وقد لاحظت (لجين) هذه الملامح الحزينة التي تغطي وجه أمها، فقالت "أرجوكِ يا أمي لا تقلقي، مازلتُ أسعى لهدايتها! ((إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء))!"
ثم قالت (نادين) بألم "هل أخطأتُ بشيء في تربيتها؟"
فأجابت (لجين) "كلا يا أمي! كل هذا بسبب رفقاء السوء! هم من حرّضوها وأغروها!"
فتنهّدت (نادين) بحسرة قبل أن تقول "لا حول ولا قوة إلا بالله"
ثم قالت (لجين) محاولة أن تهوّن الصدمة على والدتها "صدقيني يا أمي، لقد فعلتُ المستحيل لإقناعها، لم أترك وسيلة إلا وجربتها! هددتها وصرختُ في وجهها ومع هذا لم يجدي معها هذا نفعاً! إلا أنني لن أستسلم!"
فقالت (نادين) وهي توميء برأسها نفياً "كلا عزيزتي، الإقناع لا يأتي بالضرب والتهديد والصراخ، الإقناع يأتي باللين والكلام الهاديء! فالصراخ لن يزيد المذنب إلا عناداً! يجب أن أتحدث إليها بهدوء وأخبرها بعواقب ما تفعله، وبالخطر الذي قد يلحق بها جراء هذه المنكرات، والأهم من هذا أن الله لا يرضى عن كل هذا! كلمات بسيطة قد تجعل من (هند) تفيق من غفلتها وتعود لرشدها!"
فتنهدت (لجين) وهي تقول بيأس "صدقيني أخبرتها"
ولكن (نادين) قالت "لم تتحدثي معها بهدوء، عندما يتحدث المرء بهدوء مع الآخر، سيشعر الآخر بالإطمئنان، ولن يشعر بالخوف والقلق الذي يجبره على الصراخ ثم التحدي والعناد!"
فطأطأت (لجين) رأسها وهي تقول "أظن أنكِ على حق!"
ومضى الوقت حتى جاء الليل، وكانت (نادين) طوال الوقت تفكر في كيفية فتح هذا الموضوع مع ابنتها وماذا ستكون ردة فعلها!
ثم نظرت لساعة الحائط ووجدت أن الوقت قد تأخر، فقررت أن تناقشها في هذا الموضوع غداً عندما تعود (هند) من الجامعة، وتتفرغ لإقناعها طالما هو يوم الخميس قبل عطلة الجمعة!
وعندما جاء اليوم التالي اجتمعوا حول مائدة الطعام، ولم تظهر (نادين) أي ملامح غريبة أمام (هند)، وكانت متفائلة خيراً بأن (هند) ستقتنع بكلامها.
وبعد قليل غادرت (لجين) المنزل مع أختها وذهبتا للجامعة، وافترقتا كالعادة، وكانت (هند) متحمسة للمفاجأة التي يخفيها لها (عمر).
وفي تلك اللحظة كان (سامي) يمشي متجهاً للقسم ليحضر محاضرته، إلا أنه سمع صوت (عمر) يقول لصديق له بصوت منخفض "ما رأيك بالذي قلته لك؟ ألا يبدو الأمر رائعاً؟"
فقال صديقه (أحمد) "بلى! لن يخطر الأمر ببال (هند) و(سلمى)! ولكن ماذا عن بقية الفتيات؟ أقصد.. (سوزان) و(دنيا) و(مرام)؟"
فقال (عمر) بسخرية "دعنا منهن! سنتفرغ لهن في وقت آخر!"
ثم سأل (أحمد) متعجباً "وما هي الشقة التي ستستخدمها؟"
ففكر (عمر) قليلاً قبل أن يقول "لا عليك! فوالديّ سافرا للمدينة المجاورة للبقاء لفترة مع جدتي، فهي مريضة!"
فقال (أحمد) متنهداً براحة "جيد!"
وذهب الشابين، بين بقي (سامي) متحجر في مكانه وأصابعه ترتجف بصدمة، ثم نظر لساعة يده ووجد أن وقت المحاضرة قد حان، لكنه وقف متردداً قبل أن يقرر الغياب عن المحاضرة، واللحاق بالشابين للحصول على المزيد من التفاصيل.
في تلك اللحظة وصل (عمر) و(أحمد) لحيث توجد (سلمى) التي التقت بـ(هند) منذ قليل، ثم قال (عمر) "مرحباً! صباح الخير!"
فابتسمت (هند) قائلة "صباح الخير!! هيا أخبرني ما هي المفاجأة؟ لم أستطع النوم ليلة البارحة بسببها!"
ولكن (سلمى) قالت "دعونا منها الآن، لنحضر محاضراتنا ثم نراها!"
والتفتت كلتا الفتاتين إلا أن (عمر) أوقفهما قائلاً "مهلاً! عن أي محاضرات تتحدثي؟ لا محاضرات اليوم!"
فدهشت (سلمى) و(هند) ثم قالتا "ماذا؟!"
فقال (عمر) "المفاجأة سنراها الآن"
فسألت (هند) بتعجب "وماذا عن المحاضرة؟"
فتنهد (عمر) ثم أجاب قائلاً بملل "ألم تيأسي منهم؟"
فقالت (سلمى) بغضب "ما هذا الهراء الذي تقوله؟ أجننت؟"
فقال (عمر) مهدداً "هي فرصة الآن فقط، إن لم تريدا فلن تريانها أبداً!"
فقالت (هند) وكأنها تحاول صراع الموقف وكسب كلتا الخيارين "وهل هي مهمة لهذه الدرجة؟"
فقال (أحمد) متدخلاً في الحديث ومساعداً في الإقناع "نعم نعم! مهمة جداً!"
فنظرت (هند) لـ(سلمى) بتردد قبل أن تقولا "حسناً إذاً لنذهب بسرعة!"
فنظر (عمر) و(أحمد) بطرف أعينهما لبعض ثم سارا لباب الجامعة ومعهما (هند) و(سلمى).
ثم ركب (عمر) سيارته وقال "هيا تفضلوا!"
فاقتربت (سلمى) من السيارة إلا أن (هند) بقيت واقفة وكأن هناك ما يمنع قدميها من التقدم، وقالت "لا!! لن أركب معك السيارة!"
فتعجبت (سلمى) ونظرت إليها قائلة "ما بكِ يا (هند)؟ هيا لا تقلقي!"
ثم قال (عمر) متنهّداً بحزن "لا أدري متى ستثقين بي!"
فطأطأت (هند) رأسها بخجل ثم قالت "أ.. أنا أثق بك"
ثم اقتربت (سلمى) وسحبتها من ذراعها وهي تقول "إذاً هيا، لنسرع حتى لا نفقد كلتا المحاضرتين!"
فسارت (هند) وهي تقدّم قدماً وبالأخرى ترجع للوراء، حتى تشجعت وركبت السيارة بجانب (سلمى) في الخلف، وفي المقدمة كان يقود (عمر)، و(أحمد) بجانبه.
وبعد مرور الوقت قالت (هند) "هل لي أن أعلم إلى أين نحن ذاهبون؟"
فأجاب (عمر) "ألم أقل أنها مفاجئة؟"
وأخيراً أوقف (عمر) السيارة وقال "هيا انزلوا!"
فنظرت (هند) وكذلك (سلمى) للمكان حولهما بتعجب، ثم نزلتا من السيارة وقالت (سلمى) "والآن ماذا؟"
فدخل (عمر) في إحدى العمارات وهو يقول "تعاليا!"
فدخلت (سلمى) ومعها (هند) التي بدأت تشعر بالقلق شيئاً فشيئاً، وأخيراً وصلوا للشقة وفتح (عمر) الباب ثم قال "تفضلوا"
فقالت (هند) بغضب "ثم ماذا؟!؟"
فقال (عمر) محاولاً بث روح الحماس فيهما "أنظروا للمفاجأة في الداخل!"
فدخلت (هند) وهي تنظر حولها بتعجب كما لحقت بها (سلمى) تفعل المثل أيضاً، ولم تشعرا بصوت باب الشقة يغلق بالمفتاح!
ثم التفتا وهما تقولان لـ(عمر) بتعجب "أين المفاجأة؟"
فوقف (عمر) أمام إحدى الدواليب وطلب منهما الجلوس عند الطاولة، فجلست الفتاتين وفتح (عمر) الدولاب وهو ينظر إليهما ويقول "هل أنتما مستعدتين؟"
فقالتا بسعادة وحماس "نعم!!!"
وفجأة شهقتا بصدمة بعد أن وجدا (عمر) يخرج زجاجتين من الدولاب، ثم اقترب ووضعهما أمامهما على المنضدة، فوقفت (سلمى) مسرعة من كرسيها وقالت بصدمة وهي تضع يديها على قلبها "خـ..خمر؟!؟!؟"
فجلس (عمر) وبجانبه جلس (أحمد) وقال "نعم! أليست مفاجأة رائعة؟"
ثم وقفت (هند) أيضاً من مكانها وأخذت تعود للوراء بصدمة وتكاد لا تصدق ما تراه أمامها، ثم سكب (عمر) بعض الخمر في 4 أكواب، ثم شرب القليل من كوبه وهو يقول "ما بكما؟ تفضلا شاركانا!"
ثم نظرت (سلمى) لـ(هند) وهما ترتجفان بصدمة، ثم التفتا بسرعة واتجهتا لباب الشقة للهرب، إلا أن (عمر) ضحك بسخرية عندما سمعهما تحاولان فتح باب الشقة إلا أنها كانت مقفلة بالمفتاح.
حينها بدأت (هند) بالصراخ وهي تضرب الباب قائلة "افتح البااااااب!"
ثم عادت (سلمى) لحيث يوجد (عمر) و(أحمد) وقالت لهما محاولة استجماع قواها "افتح الباب فوراً!! هل تسمع؟!؟"
فقال (أحمد) بسخرية "لماذا أنتما مستعجلتين؟"
فقالت (سلمى) بغضب شديد "قلت لك افتح الباب وإلا اتصلتُ بالشرطة!!"
فانفجر (عمر) و(أحمد) من الضحك، بينما أخرجت (سلمى) هاتفها من جيبها، فقال (عمر) بسخرية "جميل، دعينا نرى ما هو رقم الشرطة!"
فترددت (سلمى) ولم تعرف ما هو الرقم، ثم قالت "قلتُ لك افتح الباب!"
أما في تلك اللحظة، فقد كانت (هند) عند الباب تضربه بقوة وهي تصرخ وتبكي دون توقف، ثم سمعت (عمر) يقول "لن تغادرا الشقة قبل أن تكملا كأسيكما!"
فازداد صراخ (هند) وصارت تبكي ندماً على اللحظة التي اقتربت فيها من هؤلاء الأوغاد، واستمرت في ضرب الباب، حتى صدمت عندما وجدت الباب يضرب وحده!
فابتعدت عنه قليلاً وهي تنظر إليه بتعجب، أما (عمر) في الداخل فقد ظن أنه صوت ضربات (هند)، فابتسم بسخرية وقال "يبدو أن تلك الفتاة قوية بالفعل!"
ولم يكمل كلامه حتى صدم عندما سمع صوت تحطم الباب، فرمى الكأس من يده وجرى مسرعاً للصالة وصدم عندما وجد عند الباب يقف (سامي).. و(لؤي) خطيب (لجين)!

***يتبع***

واثقة الخُطى

واثقة الخُطى
المديره


معقوووووله ..
.لاحول ولاقوة الا بالله
جائوا في الوقت المناسب

https://banat3echa.yoo7.com

هبة

هبة
أخت متألقه


*الجزء السادس*

ما إن رأت (هند) من يقف عند الباب، (سامي) وخطيب أختها (لؤي)، حتى شعرت بحرارة شديدة تسير في جسدها وأمان وراحة، وفجأة سمعوا صراخ (سلمى) خلفهما، فالتفتوا جميعاً وصدموا بـ(عمر) يمسك بـ(سلمى) وهو يضع سكيناً عند رقبتها.
فصرخت (هند) بصدمة ثم قالت "لا!!! (سلمى)!!!"
ثم سمعت صوت (لؤي) يقول "(هند)! هيا انزلي بسرعة"
فانطلقت (هند) مسرعة وغادرت الشقة ونزلت لأسفل العمارة، ثم قال (لؤي) لـ(عمر) "دع الفتاة وشأنها"
ولكن (عمر) قال مهدداً "إن اقتربت خطوة فسأفصل رأسها عن جسدها!"
فقالت (سلمى) وهي ترتجف خوفاً محاولة تذكير (عمر) بالصداقة القديمة "هـ..هل ستقتلني حقاً يا (عمر)؟!؟"
فقال (عمر) وهو يضغط بسكينه عليها "أصمتِ أنتِ!"
وكان بجانبهما يقف (أحمد) والذي كان ينظر إليهما بغضب، ثم قال (عمر) "تباً لك يا (سامي)! لطالما كنتُ أكرهك منذ صغري!"
فعقد (سامي) ذراعيه ثم قال "لعل (هند) أدركت الآن لماذا نصحتها بالإبتعاد عنك!"
ثم قال (عمر) بعد أن بصق ناحيتهما "أنت وغد!! وسيأتي اليوم الذي سأقتلك فيه!"
وفجأة سمع (سامي) صوت أناس يصعدون الدرج، فابتسم بسخرية قبل أن يقول "هذا إن تمكنت من مغادرة السجن!"
فتعجب (عمر) ثم شهق بصدمة بعد أن ظهرت الشرطة أمامه تصوب أسلحتها ناحيتهما وتقول "استسلما فوراً!!"
حينها رمى (عمر) السكين من يده ورفع يديه باستسلام كما فعل (أحمد) ذلك أيضاً، ففرحت (سلمى) ثم انطلقت مبتعدة عنهما وهربت من الشقة أيضاً، وعندما نزلت وجدت (هند) أسفل العمارة تسيل دموعها على وجنتيها المحمرتين، وما إن لمحت (سلمى) حتى قفزت عليها وعانقتها لتنفجر كل منهما باكية في حضن الأخرى.
ثم قالت (سلمى) بندم "لقد كنتِ على حق، لقد كنتُ مخطئة بالفعل! أرجوكِ سامحيني لأنني السبب فيما حدث لكِ!"
فقالت (هند) "لا بأس، لقد كان درساً جيداً، وأحمد الله أنه حمانا منهما في آخر لحظة!"
وهكذا تم اعتقال (عمر) و(أحمد) بسبب كل ما فعلاه، ثم قالت (هند) بندم شديد وبخجل أمام (سامي) "أنا أعتذر حقاً، ليتني استمعتُ لنصيحتك منذ البداية، لقد كنتُ مخطئة بالفعل، وأشعر بالسعادة لأن ربي رحمني ولم يعاقبني بشدة! إنه يعلم مدى إخلاصي وطيب قلبي وصفائه!"
وطلبت (هند) من (لؤي) أن يبقي الموضوع سراً أمام (لجين) وبقية العائلة، فوافق (لؤي) على هذا لطالما أدرك أنها ندمت بشدة ولن تفكر في فعله مجدداً.
وما حدث تماماً من البداية هو أن (سامي) عندما سمع (عمر) يتحدث لصديقه بالمخطط الخبيث، علم ما يخططان لفعله، فاتصل بجاره وصديقه (لؤي)، والذي تمكن (سامي) من معرفة (هند) بأنها هي أخت (لجين) بسببه، وعلم مدى حسن خلق هذه العائلة، فأشفق على حال (هند) لأنها انصاغت لكلام رفقاء السوء، رغم القلق الذي كان يمنعها دوماً وهو البذرة الحسنة التي داخلها والتي غرستها فيها والدتها من صغرها، ولكن الإنسان يخطيء، وخير الخطّائين التوابون، فيقول تعالى ((والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصرّوا على ما فعلوا وهم يعلمون))
ونظرت (هند) للسماء وعاهدت خالقها بأن تفتح صفحة جديدة مع صديقتها (سلمى) التي فعلت المثل، وألا يقتربا مما يغضب خالقهما، ولعل الدرس كان سريعاً بسبب نيتها البريئة، لهذا قد يلاحظ الغير أن بقية الفتيات يتحدثن لسنوات مع الشباب دون جزاء أليم من الخالق. ولكن عذاب الدنيا أهون بكثير من عذاب الآخرة، وكل فتاة تسعى وراء المغريات ستلقى اليوم الذي تندم فيه، إما سريعاً كما حدث مع (هند)، وإما كما يحدث لمعظم الفتيات ((بعد فوات الأوان))، وإما يمد لهن حتى يشعرن بالندم وهن يقفن أمام خالقهن.
لقد فكرت (هند) في تلك اللحظات التي كانت فيها داخل غرفتها لا تريد مقابلة أحد وتتأخر على جلسة الطعام مع أهلها الأعزاء، ولحظات القلق والخوف كلما رنّ هاتفها، وطوال الوقت وهي تعيش في قلق وخوف وترقب.
الآن ارتاحت من كل هذا، وعلمت أن لا فرق بين زميل أو صديق أو حتى خطيب!
وعادت كل من (هند) و(سلمى) إلى الجامعة بالباص بعد أن رفضتا الذهاب بالسيارة مع أي أحد آخر، فالصفحة الجديدة فتحتاها منذ تلك اللحظة، وستفعلان المستحيل لتبقى تلك الصفحة بيضاء خالية من أي خطوط حمراء.
وعادتا للجامعة وهما تشعران بأنها المرة الأولى التي تدخلان إليها براحة شديدة وأمان، وكانت عينيهما لا تبتعد عن الأرض التي تمشيان عليها. فلم يتلقيا من هذه التصرفات سوى احترام كل من حولهما، تماماً كاللحظة التي وجدت فيها (هند) نفسها تلقائياً تحترم (سامي) عندما وجدت خجله وحياءه في أول لقاء لهما.
وعندما جربتا هذا، لم تجدا فيه أي صعوبة، بل شعرتا بالفخر والسعادة، ووجدتا الانتباه لمشاغل الدراسة والبناء لمستقبلهما، أفضل من المتع الزائلة التي لا تضيع إلا الأخلاق والحشمة والأدب، وتنقص من قدر الفتاة داخل مجتمعها، فكم كان مؤلماً عندما كانت ترى (هند) و(سلمى) بقية الفتيات المنسجمات في الحديث مع من يسمونهم بـ..الزملاء! وكم تأسفن لحالهن، وأرادتا أن تكفِّرا عن ذنبهما فأخذتا تنصحان من كان بإمكانهما نصحه.
وعندما حان وقت العودة إلى المنزل، ذهبت (لجين) لحيث اعتادت أن تجد (هند) مع بقية الشباب، إلا أنها دهشت بـ(هند) تجلس مع (سلمى) وملامح وجهها تشع نوراً وفرحاً.
وتلقائياً شعرت بأن الهداية نزلت على أختها، إلا أنها ظنت أن تلك ما هي إلا أوهاماً تتمنى حدوثها فقط، وعندما وصلت قالت منادية "(هند)!"
فنظرت (هند) لأختها بسعادة وقالت "مرحباً عزيزتي (لجين)! هل نذهب؟"
فنظرت (لجين) حولها بتعجب لعلها تجد أحد أفراد المجموعة التي كانت تجلس معهم، ولكنها لم تجد، وعلمت (هند) عن ماذا تبحث أختها، فابتسمت بسعادة وقالت مطمئنة "عزيزتي، لقد انتهى الأمر!"
فتعجب (لجين)، ثم وقفت (هند) وشبكت يدها في يد أختها وسارت معها وهي تقول بسعادة "أخبريني كيف كانت محاضراتكِ اليوم؟"
فقالت (لجين) بعد أن شعرت بالقلق من تصرفات (هند) الغير معهودة "حبيبتي ماذا هناك؟ هل حدث شيء ما؟"
فقالت (هند) بتعجب "لماذا؟"
فأجابت (لجين) "لا أدري، ولكن تبدين غريبة!"
فابتسمت (هند) وقالت "لقد أدركتُ أنني كنتُ مخطئة! والحمد لله هداني!"
فاتسعت ابتسامة (لجين) ثم استدارت ووقفت أمام (هند) وضمتها بقوة وهي تقول بسعادة "رائع رائع! أنا سعيدة جداً! الحمد لله!"
فدمعت عينا (هند) ولفت ذراعيها حول أختها وهي تقول "لن أنسى مساعدتكِ لي في البداية عزيزتي، لو كنتُ عاقلة لكان كلامكِ أقنعني! ولكن.. حسبنا الله ونعم الوكيل، لعنة الله على الشيطان ومغرياته!"
فقالت (لجين) "لا عليكِ عزيزتي، المهم أنني في غاية السعادة!"
ثم سارتا معاً متجهتين لباب الجامعة، بينما لم تلاحظا (سامي) الذي كان يقف بعيداً عنهما ويبتسم تأثراً بتلك اللحظات الرائعة.
ثم التفت براحة وطمأنينة وعاد لقسمه لإجراء بعض المهمات التي عليه تنفيذها قبل عودته للمنزل.
وعندما وصلت (لجين) للمنزل ومعها (هند)، استقبلتهما (نادين) بابتسامة سعيدة وهي تستعد لإقناع (هند) بالكف عن الخطأ الذي ترتكبه، وبعد أن تناولوا طعام الغداء، جلس (وسام) يدرس (أيمن) كالعادة، وبجانبهما (أنس)، أما (ريم) فقد كانت تدرس أيضاً لقرب امتحاناتها، وكانت (هند) في غرفتها هي و(لجين) تتبادلان الحديث في مواضيع مختلفة ومتنوعة، وكل منهما تبتسم بسعادة.
وفجأة دخلت (نادين) للغرفة واقتربت منهما وهي تقول "مرحباً حبيبتاي!"
ثم قالت (لجين) بسعادة "أمي! ألا تباركي لـ(هند) على هدايتها؟!"
فصدمت (هند) ثم صرخت قائلة بفزع "(لجين)!!"
إلا أن (لجين) ابتسمت قائلة "لا عليكِ يا (هند)، فقد اكتشفت أمي الأمر منذ البارحة!"
فشهقت (هند) بصدمة ونظرت لوالدتها بخجل التي كانت هي الأخرى تنظر لـ(لجين) وتقول بتعجب "هدايتها؟!؟"
فقالت (لجين) "نعم! لقد هداها الله"
فنظرت (نادين) بسعادة ثم عانقت ابنتها بقوة وهي تقول "حبيبتي عزيزتي، كنتُ أعلم أنكِ عاقلة وأنكِ ستعودين لرشدكِ!"
فقالت (هند) والدموع تسيل على خدها "الفضل لله ثم لتربيتكِ يا أمي"
ثم دمعت عيناها وشعرت أن لولا ما لقته في الشقة لربما بقيت في غفلتها تلك، ولكن مع هذا كانت تجربة علمتها أن تسمع كلام أختها (لجين) أو غيرها في أي نصيحة، فالإنسان عندما يجد نفسه أمام معصية، تعلقه الشديد بها قد يكون سبباً في إيمانه القوي بأنه على طريق الخير، ولكن غيره يرى أنه مخطيء، ولن ينصحه أحد بنيّة إشعاره بالحرمان، وخصوصاً لو كان أحد أفراد أسرته، ولكن فقط للمصلحة التي قد يجهلها في لحظتها.
دروساً عديدة تلك التي تعلمتها (هند) في لحظات قليلة، وأخذت تتبادل الأحاديث مع (لجين) ووالدتها، وغمر قلبها الطمأنينة بالمزيد من النصائح التي ثبتت بها (نادين) قلب ابنتها (هند) الصافي، وسقت النبتة الحسنة التي زرعتها فيها منذ صغرها، كي ترسخ جذورها القوية ولا يهزها ريح ولو كان عاصف!
وفي المساء وبينما كانت (هند) منسجمة باللعب مع (ريم) والشقيقين، سمعا صوت جرس المنزل، فدخل (وسام) للصالون حيث كان الأبناء متواجدين، وقال لهم "هيا ادخلوا للغرف الداخلية من المنزل، فهناك ضيوف!"
فخرجت (هند) ومعها البقية ودخلوا في غرفتهم واستمروا في اللعب لعبة الألغاز، وبعد قليل قطع جلستهما صوت باب الغرفة يفتح ويدخل منه (وسام) و(نادين) وهما ينظران بابتسامة مشرقة، فقالت (هند) بتعجب "مرحباً! انضما للّعب إلينا!"
فقال (وسام) "وهل نسيتِ ضيوفي؟"
فقالت (هند) وهي تضرب جبينها ناسية "اااااه صحيح!! ألم يذهبوا بعد؟!"
فقال (وسام) "كلا لم يذهبوا، بل يريدوا إلقاء نظرة عليكِ!"
فتعجبت (هند) وقالت "ماذا؟ نظرة؟!"
فاقتربت (نادين) وعانقت ابنتها قائلة "أتى شاب اسمه (سامي) مع عائلته، ويودّ خطبتكِ!"

***يتبع***

طموحي الجنه

طموحي الجنه
أخت متألقه


السلام عليكم


لقد حدثت احداث كثيييره مثيره ومفيده


انتي دائما مبدعه


انا متابعه بدقه استمري


قصة من تأليفي.. الفصل الثاني.. بين زوجي وأبنائي!! 2788221432 قصة من تأليفي.. الفصل الثاني.. بين زوجي وأبنائي!! 2788221432 قصة من تأليفي.. الفصل الثاني.. بين زوجي وأبنائي!! 2788221432 قصة من تأليفي.. الفصل الثاني.. بين زوجي وأبنائي!! 2788221432 قصة من تأليفي.. الفصل الثاني.. بين زوجي وأبنائي!! 2788221432 قصة من تأليفي.. الفصل الثاني.. بين زوجي وأبنائي!! 2788221432


قصة من تأليفي.. الفصل الثاني.. بين زوجي وأبنائي!! 3510096238 قصة من تأليفي.. الفصل الثاني.. بين زوجي وأبنائي!! 3510096238 :


قصة من تأليفي.. الفصل الثاني.. بين زوجي وأبنائي!! 2239365823 قصة من تأليفي.. الفصل الثاني.. بين زوجي وأبنائي!! 728177203 قصة من تأليفي.. الفصل الثاني.. بين زوجي وأبنائي!! 605721843

هبة

هبة
أخت متألقه

وعليكم السلام.. شكرا جزيلا لكما على المتابعة Smile

هبة

هبة
أخت متألقه


*الجزء السابع*

لم ترفض (هند) طلب (سامي) لخطبتها، بل وافقت على الفور رغم صغر سنها على الخطوبة، ولكنها لم تشأ أن تفرط في إنسان تقي شجاع ومخلص كـ(سامي)!
وقد فرحت (لجين) بهذا الخبر كثيراً وباركت لأختها.
ولكن (لجين) حزنت لأن عرسها لن يكون مع أختها، فـ(لجين) ستتزوج السنة القادمة عندما تتخرج، أما (هند) فاشترطت أن يكون عرسها كذلك بعد أن تتخرج هي، وكان هذا خبر مفرح لـ(سامي) أيضاً الذي أراد أن يعمل قليلاً بعد أن يتخرج على الأقل ليكوّن نفسه ويبني منزله بنفسه.
وسبب تأجيل (هند) للموعد أنها خشيت أن تفقد دراستها وجامعتها إن تزوجت قبل تخرجها، وشعرت أنها لن تتمكن من التوفيق بين كلتا المهمتين!
فهل ستتفرغ لدراستها التي تحتاج منها البقاء أكثر من نصف اليوم وهي جالسة في غرفتها تدرس؟ أم ستتفرغ لحياتها الزوجية والحمل والإنجاب؟
لهذا كان الشرط في محله، وصارت (هند) تدرس بكل جهدها حتى تتخرج بتفوق وبشهادة وتقديرات عالية.
ومضت تلك السنة، ونجح كل أبناء (وسام) و(نادين) بتفوق، وتخرجت (لجين) أخيراً من الجامعة وصارت تستعد لحياتها الجديدة، بينما ازدادت حماسة (هند) وهي تقترب من سنوات التخرج أيضاً، أما (ريم) فحماستها كانت الأكثر لأنها في السنة القادمة ستكون في الجامعة بعيداً عن سجن المدرسة، و(أنس) سيدخل المرحلة الثانوية، وقريباً سيكون (أيمن) في مدرسة (أنس) الإعدادية!
والأيام تمضي، ومعها أمضت العائلة لحظات رائعة في العطلة الصيفية، وانقضت أيام المرح وعادت أيام الدراسة والجد!
في إحدى الأيام، وبينما كان (وسام) في المطبخ مع (نادين) يتحدثان في بعض المواضيع المختلفة، التفت (وسام) متعجباً بعد أن اشتم رائحة زكية تفوح من خارج باب المطبخ، فإذا به يلمح ابنته (ريم) تتجه لباب المنزل تستعد للخروج مع (هند) للذهاب إلى الجامعة، إلا أن (وسام) أوقفها منادياً بنبرة غاضبة "(ريم)!!!!!!!!"
فعادت (ريم) ونظرت داخل المطبخ وهي تقول "هل ناديتني يا أبي؟"
فردّ (وسام) "نعم!! إلى أين ذاهبة؟!"
فأجابت (ريم) "إلى الجامعة!"
فازداد غضب (وسام) ثم قال "الجامعة؟!؟ لو لم تخبريني لظننتُ أنكِ ذاهبة لحضور حفل زفاف!!"
فتعجبت (ريم) واستفسرت قائلة "ما قصدك يا أبي؟"
فأجاب (وسام) "ما هذه العطور التي تضعينها؟!؟"
وفجأة احمر وجه (ريم) وطأطأت رأسها وهي تقول بتوتر "أ.. ماذا؟ عطور؟ في الحقيقة.."
ولم يسمح لها (وسام) بأن تكمل كلامها فأمرها قائلاً "هيا إلى غرفتكِ! بدلي ملابسكِ!! وإلا فلن تذهبي للجامعة اليوم!"
فصدمت (ريم) واعترضت قائلة "لكن يا أبي.. ما المشكلة في أن أضع العطور؟!"
فقاطعها (وسام) قائلاً "لا نقاش!!!!! هيا نفذي ما قلته لكِ!!"
فغضبت (ريم) وذهبت غرفتها لتبدل ملابسها، بينما التفت (وسام) لزوجته (نادين) وقال لها "الحقي بابنتكِ يا (نادين) وأخبريها لماذا أمنعها من وضع العطور!"
فوضعت (نادين) ما كانت تحمله على الدولاب واتجهت مغادرة المطبخ وهي تقول "حسناً"
وبعد قليل كانت (نادين) في غرفة (ريم) التي كانت تخرج ملابس أخرى من دولابها لترتديها بدل الملابس المعطرة، وكانت تشتكي قائلة "ما العيب في ذلك؟ كل صديقاتي يتنافسن في رائحة العطور! فلماذا لا أشاركهن هذا؟ أم أن كل ما في هذا المنزل ممنوع؟!؟"
فاقتربت (نادين) من ابنتها ولفت ذراعها حول كتفها وبدأت حديثها بتشجيعها بحلمها القريب بأن تصير محققة "أيتها المحققة (ريم)! لماذا لم تتحققي عن سبب رفض والدكِ وضعكِ للعطور قبل مغادرة المنزل؟"
فأجابت (ريم) "سألته ولم يرد! ثم إنني لا أريد أن أتحقق!! كل ما في الأمر أن كل ما نفعله نحن ممنوع، بينما يفعله كل صديقاتي دون خوف!"
فابتسمت (نادين) قائلة بحنان "على العكس، والدكِ لم يمنعكِ بدون سبب! ولكن.. أتعلمين أن الفتاة التي تتعطر وتخرج للشارع.. يجب أن تغتسل عندما تعود للمنزل؟"
فتعجبت (ريم) وسألت قائلة "تغتسل؟ ولماذا تغتسل؟"
فأجابت (نادين) "أجل! وليس غسلاً عادياً.. بل غسل طهارة!!"
ازدادت دهشة (ريم) فقالت "ما السبب؟؟"
فابتعدت (نادين) قليلاً وجلست على حافة السرير وهي تقول "عزيزتي.. لأن الفتاة التي تضع العطور ثم تخرج من المنزل ويشم رائحتها الرجال، فكأنها زنت معهم!"
شهقت (ريم) بصدمة وقالت "زنت؟!؟ تقصدين.. أنها زانية؟"
فأومأت (نادين) برأسها ايجاباً وهي تقول "بلى يا عزيزتي!! فكأنها زنت مع كل رجل اشتم الرائحة التي وضعتها عليها!"
فطأطأت (ريم) رأسها دون أي كلمة، ثم قالت (نادين) "الروائح الطيبة مطلوبة لدى الرجال، أي من الأفضل للرجل أن يتطيب وخصوصاً إن كان ذاهب إلى المسجد، ولكن بالنسبة للنساء فذلك محرم قطعياً!"
فابتسمت (ريم) وقالت "فهمت الآن! شكراً يا أمي.. واعتذري لأبي نيابة عني.. فأنا أشعر بالخجل منه!"
فوقفت (نادين) واتجهت مغادرة الغرفة وهي تقول "لا عليكِ عزيزتي! هيا بدلي ملابسكِ واذهبي لأختكِ (هند)، لابد وأن صبرها قد نفذ وهي تنتظرك داخل السيارة!"
فضحكت (ريم) واستعجلت في تبديل ملابسها واشتمت ملابسها جيداً لتتأكد أن لا رائحة عليه، ثم حملت حقيبتها وجرت مسرعة لباب المنزل وغادرته لتجد أختها (هند) تغلي في السيارة غضباً، وعندما لمحتها صرخت قائلة "لماذا تأخرتِ؟!؟"
فدخلت (ريم) للسيارة وانطلقت بها (هند) بسرعة للجامعة، وحكت لها (ريم) ما جرى وسبب تأخرها، فقالت لها (هند) "(ريم)! يجب أن تتعلمي من التجارب التي وقعتُ بها عندما كنتُ أهتم لما تفعلنه صديقاتي! إن كن الفتيات يخطئن.. فيجب ألا نتخذهن قدوة لنا!"
فقالت (ريم) ببراءة "لكنني لم أكن أعلم أنهن مخطئات!"
فتنهدت (هند) وقالت "أنا كنتُ أعلم.. ومع هذا لم أكترث! وأوقعتُ نفسي في المشاكل بسببهن! لكن الحمد لله على كل حال.. يجب أن يكون ما حدث لي درساً جيداً لكِ! مع أنكِ لا تعلمين الكثير مما جرى لي.. لكن عموماً.. سيكون كافياً أن تعلمي أن تقليد الصديقات (وخصوصاً صديقات السوء).. لن يؤدي بكِ إلا إلى الهلاك! فالأصدقاء هم أول من يؤثر في نفسية المرء وشخصيته!"
فأومأت (ريم) برأسها ايجاباً وهي تقول "أنتِ على حق! أجد نفسي أتأثر كثيراً بكلامهن وتصرفاتهن! مع أنهن فتيات رائعات جيدات الخلق! لكن.. لعلهن لا يعرفن أمر العطور! سأخبرهن بالأمر اليوم!"
في تلك اللحظة دهش (وسام) و(نادين) بسماع صوت جرس المنزل! فذهب (وسام) وفتح الباب وصدم عندما وجد ابنه (أنس) يقف أمامه وهو ينظر للأسفل بحزن!
فسأله (وسام) متعجباً "(أنس)؟! ما الذي جاء بك من المدرسة في مثل هذا الوقت؟! ماذا حدث؟"
فأجاب (أنس) "طردوني من المدرسة، وسيطردونني للأبد إلا لو جئت معي إليهم!"
وفجأة ظهرت (نادين) بجانبهم وهي تقول بصدمة "بسم الله!!!!! ما الذي قلته؟!؟"
ثم قال (وسام) بغضب "وما الذي فعلته ليطردوك من المدرسة؟!؟"
فتنهد (أنس) قائلاً بحزن "في الحقيقة.. تشاجرتُ مع (سليمان)!"
فازداد غضب (وسام) وصرخ قائلاً "ألم أخبرك ألف مرة أن تبتعد عنه؟!؟"
ثم هدأته (نادين) وهي تقول "أرجوك اهدأ يا (وسام)! لا تكن عنيفاً!"
فقال (وسام) "أهدأ وأنا أجد ابني يقف أمامي مطرود من المدرسة؟!؟"
فحاولت (نادين) تهدئته من جديد وهي تقول "اذهب إلى مدير المدرسة وناقشه بهدوء، وسيكون كل شيء على ما يرام بإذن الله"
وبعد دقائق كان (وسام) قد وصل للمدرسة الثانوية التي بها (أنس)، ودخل عند غرفة المدير وصافحه قائلاً "السلام عليكم! أنا والد الطالب (أنس)!"
فقال المدير "(أنس)!؟ ابنك هذا مشاغب جداً"
فتنهد (وسام) وقال "أجل، أنا آسف!"
مضى الوقت والمدير يشرح لـ(وسام) تصرفات (أنس) المشاغبة، إلا أن (وسام) أكّد للمدير أن (أنس) ليس الوحيد المسؤول عن هذه المشاكل، بل لابد وأن لـ(سليمان) دور أيضاً في نشوب المعارك بينهما!
فاعترف المدير أن (سليمان) حاول أن يغش من (أنس)، فرفض (أنس) هذا، وغضب منه، وبعد انتهاء الإختبار حدث شجار عنيف بينهما، (سليمان) ينتقم لأن (أنس) منعه من الغش، و(أنس) ينتقم لأن (سليمان) حاول الغش!
فقال (وسام) "ولماذا تعاقب ابني وتطرده؟ أليس من حقه أن يمنع من يحاول الغش؟"
فأجاب المدير "بلى! ولكن ليس بالشجار!"
فقال (وسام) "منذ زمن و(أنس) يحكي لي عن (سليمان) وكيف كان دائماً يتعمد مضايقته وخصوصاً وقت الإختبارات، هذا يعني أن (أنس) تشاجر معه اليوم بعد أن طفح كيله!"
فصمت المدير ولم يرد، ثم تابع (وسام) كلامه قائلاً "أنت المدير وأنت المسؤول عن المدرسة، ويجب أن تفعل المستحيل لمحاربة من يحاول الغش، وليس معاقبة من يساعدك في هذا!"
كلمات أيقظت المدير من غضبه وجعلته يدرك أن هناك من ينظر إليه على أنه رجل مقصّر في تطبيق القرارات في مدرسته والإلتزام بالقوانين المفروضة!
فطأطأ المدير رأسه وهو يقول "أنت على حق!"
وعاد (وسام) لمنزله بعد أن عاد (أنس) لفصله، محاولاً قدر الإمكان تجنب الإقتراب من (سليمان) الذي سمح له المدير بالعودة هو الآخر بعد أن أعطى عهداً بالتوقف عن الغش!

***يتبع***


واثقة الخُطى

واثقة الخُطى
المديره


نعم
ثم ماذا حدث Shocked
متااابعه

https://banat3echa.yoo7.com

هبة

هبة
أخت متألقه


*الجزء الثامن*

فزع المدير وانطلق مسرعاً في الدرج بعد أن سمع أصوات ضوضاء عالية قادمة من إحدى الفصول، وعندما اقترب من الفصل كان هناك أحد الطلاب يقف عند الباب، وما إن لمح المدير حتى دخل مسرعاً وهتف محذراً من معه من وصول المدير.
فهدأ المكان فجأة وعاد كل طالب لمقعده، ثم دخل المدير وهو ينظر للطلاب بغضب وصرخ قائلاً "ما هذه الضوضاء؟!؟!؟!؟!؟!؟"
ولكن لم يرد عليه أحد، وكان ذلك الفصل هو الفصل الذي به (أنس)، فكرر المدير سؤاله ولكن لا إجابة!
وفجأة اخترق الهدوء صوت أحد الطلاب يقول "أيها المدير، (أنس) من شجع الجميع بأن يقلب الدنيا رأساً على عقب!"
صدم (أنس) والتفت للمتكلم ليجد أنه (سليمان)، فازداد غضبه ثم وقف من مقعده مدافعاً عن نفسه وهو يقول "هذا كذب! صدقني يا مدير لم أبتعد عن مقعدي أبداً ولم أشارك في الضوضاء التي حدثت!"
فقال المدير بغضب "أنتما الاثنين.. ألا يكفي عقابكما السابق؟!؟ المرة القادمة لن تكون فيها رجعة!!!!!!!!!!!!!"
ثم غادر المدير المكان، فنظر (أنس) بغضب لـ(سليمان) الذي كان ينظر إليه بشر، ثم وقف من مكانه فور اختفاء المدير وهتف قائلاً "هيا يا شباب، هيا لنعاود اللعبة!"
فوقف عدد من الشباب وأخذوا يلعبون إحدى الألعاب التي تثير ضوضاء قوية، وكان حينها (أنس) جالس في مكانه ينظر إليهم وملامح الغضب على وجهه، وفجأة وقف من مكانه وصرخ مهدداً "لو لم تتوقفوا فسأبلغ المدير عن أسمائكم طالباً طالباً!!!!!!!!!!"
توقف جميع الطلبة عن الحركة ونظروا لـ(أنس)، ثم قال (سليمان) "وأنا سأخبر المدير أنك كاذب!"
فقال (أنس) بغضب "بل أنت هو الكاذب ودائماً الكاذب!!"
فاقترب (سليمان) من (أنس) وهو يقول مهدداً "ماذا تقول؟!"
فصمت (أنس) دون أن يرد، ولم يرد أن يتحدى (سليمان) من جديد وإلا انتهى به الحال للطرد مرة أخرى، وسيخيب ظن والده به!
فجلس في مقعده بينما انفجر (سليمان) ضحكاً وهو يضحك عليه ساخراً ويقول "أنظروا أنظروا.. إنه يستسلم!! ها ها ها ها"
فالتفت (أنس) ولم يكترث لكلامه، واستدار (سليمان) عائداً لمقعده وهو يقول "الفئران الجبانة لا تتحدى القطط الشجاعة! هل تفهم؟"
بعد دقائق كان المدير في غرفته يبحث عن أستاذ يتمكن من البقاء في ذلك الفصل لأن أستاذ الحصة لم يحضر، ولكنه فوجيء بصوت الضوضاء تعود من جديد، حينها جن جنونه وخصوصاً عندما سمع شكاوى المعلمين الذين وجدوا صعوبة في الشرح بسبب الضوضاء القادمة من ذلك الفصل!
فأمر كل الطلاب بالنزول إليه، ثم طلب من المتسببين في تلك الضوضاء بأن يعترفوا ويسلموا أنفسهم، ولكن لم يظهر أحد، حينها قرر المدير أن يطرد الفصل بأكمله!
صدم (أنس) وقال بغضب "مهلاً!! هذا ليس عدلاً!! أنا لم أبتعد عن مقعدي ولو شبراً واحداً، فما ذنبي تطردني من المدرسة؟! كما أن هناك عدد من الأصدقاء رأيتهم لم يتحركوا من مقاعدهم أيضاً!"
فقال المدير "إذاً من هم مسببوا الضوضاء يا (أنس)؟ أبلغ عنهم أنت!"
حينها صدم الطلبة الذين كانوا متسببين في الضوضاء، ونظر إليهم (أنس) بطرف عينه ثم طأطأ رأسه مجدداً وقال بارتباك محاولاً تجنب الوقوع في هذا الموقف الحرج "أ.. لم أنتبه إليهم"
فقال المدير "أنت تكذب يا (أنس)!! لابد أنك تعرف من هم! أبلغ عنهم حتى تحمي نفسك من الطرد!"
ففتح (أنس) فمه محاولاً ذكر أسمائهم لكنه لم يستطع، فطأطأ رأسه مجدداً دون أي كلمة، حينها أخرج المدير الملفات وهو يقول "كلكم ستطردون!"
فهتف أحدهم معترضاً "هذا ظلم!!!!!!!!"
في تلك اللحظة كان (وسام) قد وصل أمام المدرسة ليصطحب (أنس) للمنزل، لكنه تأخر في الظهور، فاضطر للنزول من السيارة ودخل إلى المدرسة ليدهش عندما يجد عدد كبير من الطلاب يقفون أمام غرفة المدير، ومن بينهم (أنس)!
فدخل (وسام) لغرفة المدير ليجده يجهز ملفات الطلبة، ثم تنحنح قائلاً "السلام عليكم!"
فرفع المدير رأسه ورحّب بـ(وسام) ثم طلب منه الجلوس، وسأله (وسام) عن الذي يجري فأخبره أنه قرر أن يطرد الفصل بأكمله!
حينها غضب (وسام) وقال "لكن.. هذا ليس عدلاً! كيف يذهب الظالم مع المظلوم؟"
فقال المدير "لا خيار آخر! هذا الفصل مشاكس جداً، ولا أحد يريد أن يعترف بفعلته!"
فطأطأ (وسام) رأسه وفجأة طرأت فكرة في ذهنه، فقال للمدير "حسناً يا مدير، أعطهم فرصة أخيرة، وأنا أعدك أن يتغير الحال!"
فتعجب المدير وقال "ما الذي تقصده؟"
فاقترب (وسام) من المدير وقال له بصوت منخفض "ضع جاسوساً بينهم!"
فدهش المدير وقال "جاسوساً؟"
فأومأ (وسام) برأسه إيجاباً وهو يقول "أجل! جاسوساً يخبرك بأسماء الذين يتسببون في هذه الضوضاء!"
ففكر المدير قليلاً ثم قال "ولكن من سيكون؟"
فقال (وسام) "ليكن ذلك الجاسوس هو ابني (أنس)!"
فأومأ المدير برأسه نفياً وهو يقول "كلا! ابنك لا يريد أن يعترف بأسماء المشاغبين! لعله خجل منهم بصفة الصداقة التي تجمعهم!"
فقال (وسام) "دعني أحاول إقناعه!"
فرفض المدير وهو يقول "لا، اعذرني ولكن.. أنا لا أثق بأحد من هذا الفصل!"
فطأطأ (وسام) رأسه ثم قال بيأس "إذاً أعطهم الفرصة الأخيرة أرجوك، لا تطردهم! لعلهم سيتوقفون عن المشاغبة!"
فنظر المدير ملياً لـ(وسام) قبل أن يتنهد قائلاً "لأجلك فقط، أنا موافق! إنها الفرصة الأخيرة!"
ففرح (وسام) وشكر المدير قائلاً "شكراً جزيلاً لك!"
وعندما غادر (وسام) المدرسة مع (أنس) قال له "(أنس)! لماذا لا تخبر المدير بأسماء المشاغبين؟"
فأجاب (أنس) "حاولت.. لكنني لم أستطع عن أبلغ عن أصدقائي!"
فقال (وسام) "ولكن.. تبلغ عنهم أفضل من أن تطرد معهم وأنت مظلوم!"
فطأطأ (أنس) رأسه وهو يقول "أطرد معهم أفضل من أن أسقط من عينهم!"
وعاد (وسام) للمنزل وأخبر (نادين) على انفراد بالذي يجري، حينها ابتسمت بسعادة وقالت "أنا لدي الحل!"
فقال (وسام) متعجباً "ما هو؟"
فهمست (نادين) قائلة بصوت منخفض "هل تذكر ابن أختي (ماجد)؟ إنه في نفس المدرسة! وفي مثل عمر (أنس) تماماً!!"
فقال (وسام) "بلى ولكنه يدرس في فصل آخر!"
فابتسمت (نادين) قائلة "صحيح! ولكن بإمكانه أن ينتقل لذلك الفصل، فالسنة مازالت في بدايتها ولن يؤثر ذلك عليه!"
ففكر (وسام) ثم قال "وماذا سيفعل؟"
فأجابت (نادين) "سيكون هو الجاسوس، لأنه ليس من الفصل، ولا أحد منهم أصدقائه! لهذا سيكون صادقاً ولن يخاف لومة لائم!"
ثم اتسعت ابتسامة (نادين) وقالت "ليس هذا وحسب.. بل سأطلب منه أن يصلح بين (أنس) و(سليمان) كي نستريح من هذه المشاكل!"
هذه الفكرة نالت إعجاب (وسام)، وأمل أن تكون هذه الخطة نهاية المشاكل التي يعانيها وراء هذه المدرسة والفصل المشاغب!
واتصلت (نادين) بأختها الكبرى وطلبت منها أن ترسل (ماجد) إلى منزلها، وبعد قليل كان (ماجد) في منزل خالته، فقالت له (نادين) "(ماجد)، أريد أن أطلب منك شيء، إن حققته لي فسأكون ممتنة لك كثيراً!"
فقال (ماجد) "أي شيء تطلبينه مني يا خالتي سأبذل المستحيل لتنفيذه!"
فابتسمت (نادين) وقالت "أشكرك يا عزيزي، أريد أن تنتقل للفصل الذي يدرس فيه ابني (أنس)!"
دهش (ماجد) وقال "لماذا؟ إن ذلك الفصل مشاغب جداً!"
فقالت (نادين) "أعلم! وقد تعرض (أنس) ومن معه من المظلومين لأكثر من مرة لخطر الطرد!"
فسأل (ماجد) بتعجب "وماذا تريدينني أن أفعل؟"
فأجابت (نادين) "أن تنتقل لذلك الفصل، وتكون جاسوساً سرياً للمدير، تخبره بأسماء الطلبة الذين يتعمدون ارتكاب الضوضاء!"
فصدم (ماجد) وقال "أفتّن عليهم؟!؟"
فقالت (نادين) "ليس في هذا خطأ!! لأنك بهذه الطريقة ستحمي المظلومين! فقد أعطاهم المدير فرصة أخيرة وإلا فسيطردهم جميعاً من المدرسة! ألا ترى أن في هذا ظلماً للغير؟"
فأومأ (ماجد) برأسه إيجاباً وهو يقول "بلى! هذا ظلم"
فقالت (نادين) "إذاً أنت ستحميهم! ويجب على أولئك المشاكسين أن يلقوا عقابهم وخصوصاً أنهم يعلموا أن في هذا خطر عليهم وعلى بقية الطلاب لكنهم لا يهتمون! لن تحمل ذنباً في التبليغ عنهم!"
فوافق (ماجد) وقال "حسناً، أنا موافق طالما هذا العمل ليس سيئاً!!"
ثم قالت (نادين) "أريد منك خدمة أخرى لو سمحت"
فقال (ماجد) "ما هي؟"
فأجابت (نادين) "أريدك أن تصلح بين (أنس) و(سليمان)، ستكسب ثواب إصلاح بين مختصمين!"
فقال (ماجد) "هذا سهل! ثقي بي يا خالتي!"
فابتسمت (نادين) وعانقت (ماجد) وهي تقول "أشكرك جزيل الشكر يا عزيزي! لن أنسى معروفك هذا أبداً!"

***يتبع***

هبة

هبة
أخت متألقه


*الجزء التاسع*

انضم (ماجد) لذلك الفصل المشاغب دون أن يعلم أحد السبب، ودهش به (أنس) وفرح به لأنه ابن خالته، واستطاع (ماجد) دون أن يظهر السبب أن يكتشف من (أنس) أسماء بعض الطلبة، متظاهراً بأنه يود التعرف على المزيد من الأصدقاء!
إلا أن (ماجد) كان هدفه أن يعرف أسماء المشاغبين.
وقد تحدث (وسام) مع المدير وأخبره بالخطة وبأن يضع كل ثقته في (ماجد) لأنه يستحق الثقة، ووثق به المدير!
وقد كان (ماجد) يفضل أن يصلح حال الفصل بدل اللجوء إلى التبليغ والطرد!
ووجد أن المسؤول الأول عن الضوضاء هو (سليمان)، ووجد أنه يفعل هذا عمداً ليغضب (أنس) الذي يثور بركانه هو الآخر وينعته بالمفسد والمخرب!
وعندما خرج الطلاب للساحة، اقترب (ماجد) من (سليمان) وصافحه قائلاً "مرحباً، أعرفك على نفسي، أنا (ماجد)! كنتُ أدرس في الفصل المجاور، لكنني انتقلت منه لأسباب خاصة"
فقال (سليمان) "أهلاً بك!"
ثم قال (ماجد) "لا أدري إن كنت تمانع مصادقتي أو لا"
فقال (سليمان) "على العكس! أنا لا أمانع!"
ففرح (ماجد) وقال "شكراً لك! أشعر بالسعادة، لطالما كنتُ أتمنى التعرف على الشخص الذي لم يتوقف (أنس) بالحديث عنه!"
فنظر (سليمان) بطرف عينه لـ(ماجد) وهو يقول بسخرية "وماذا كان يقول عني؟ بالأصح.. ما هي الشتائم التي لم ينعتني بها بعد؟"
فأجاب (ماجد) "كان دائماً يتحدث عنك ويمدحك أمامي، والغريب أنه يخفي هذا ويتظاهر بغضبه منك أمامك! ربما يحاول إخفاء إعجابه بك وبشخصيتك!"
دهش (سليمان) وابتسم قائلاً بسخرية "أظن أنك فهمته بشكل خاطيء! لم يقصد أن يمدحني، بل كان يسخر مني!"
فأومأ (ماجد) برأسه نفياً وهو يقول "على العكس، كان يقول لي أنه يراقبك خلسة ويحاول أن يتعلم منك الشجاعة والقوة، لكنه كان يتألم بشدة عندما يجدك تتحول من قدوته إلى طالب مشاكس تتعمد الضوضاء وتتهمه بها! كان يثور عليك لأنه يثق بك ويحتفظ في قلبه مكانة خاصة لك!"
كان (سليمان) صامتاً دون أي كلمة، لم يشكك في مصداقية (ماجد) لأنه يرى أنه طالب جديد لن يقول إلا الحق الذي رآه منذ دقائق في فصله الجديد.. وربما لو كان يعلم أن (ماجد) هو ابن خالة (أنس) لما صدّق أبداً!!
ثم قال (ماجد) "وأنت؟ ألا تنظر إليه النظرة التي ينظر هو إليك بها؟"
فالتفت (سليمان) ولم يرد، ثم جرى مبتعداً وهو يقول "يجب أن أذهب!"
لم يحزن (ماجد) من ذهابه المفاجيء، فقد علم أن (سليمان) في حرب نفسية قوية، فهو يشعر بالندم الشديد، ويشعر أنه كان يخيب ظن (أنس) في كل تصرفاته الشريرة معه!
وبينما كان (سليمان) يجري مبتعداً و(ماجد) واقف يراقبه، دهش بصوت أحد خلفه يقول بغضب "(ماجد)! لا تصاحب شخص مثل هذا!"
فالتفت (ماجد) متعجباً ليجد (أنس)، فقال (ماجد) بفزع "(أنس)؟!؟! منذ متى وأنت هنا؟!؟"
فأجاب (أنس) متعجباً من فزع (ماجد) "الآن فقط! لماذا؟"
فتنهد (ماجد) براحة خشية أن يكون قد سمع كلامه، ثم لف ذراعه حول كتفه ومشى معه وهو يقول "لن تصدق أبداً ما سمعته من (سليمان)!!"
فتعجب (أنس) وقال "ماذا سمعت؟"
فأجاب (ماجد) "عندما كنتُ أراه في البداية، ظننتُ أنه يكرهك، لكنه يخفي الكثير!"
ازدادت تلك العبارة من الغموض الذي يشعر به (أنس)، فاستفسر قائلاً "ما الذي تقصده يا ابن الخالة؟"
فقال (ماجد) "تحدثتُ الآن مع (سليمان) لأستفسر منه سبب كرهه لك! لكنني فوجئت به يقول أنه يحبك ويحترمك أكثر من أي شخص آخر، إنما يفعل ما يفعل ليخفي ارتباكه من التوتر الذي يحدث له عندما تلتقي عينيكما ببعض! فأنت مكانتك خاصة في قلبه، وقال أنه يراك قدوته في الهدوء والذكاء، وكل ما يفعله الآن فقط ليختبر صدق تصرفاتك الهادئة، ويحاول التعلم منك!"
فقال (أنس) مندهشاً "لابد أنك جننت!! (سليمان) يكرهني، أنا واثق من هذا!!"
فقال (ماجد) "صدقني.. هذا ما كنتُ أظنه أنا أيضاً! لكنني فوجئتُ بنظرته الحقيقة اتجاهك! قال أنه يتألم ويعاني كلما وجدك تهاجمه وتصرخ في وجهه، وانفعاله وحزنه وصدمته هم السبب في رد هجومه عليك!"
فقال (أنس) وكأنه لا يستطيع تصديق ما يقول (ماجد) "ولكن.. لقد حاول أن يلصق بي تهمة المشاغبة أمام المدير!!"
فقال (ماجد) "أخبرني (سليمان) عن هذا الأمر، وقال أنه فعل هذا ليختبر صبرك وإخلاصك! وأراد أن يعرف كيف ستكون ردة فعلك! لكنه أكد لي أنه لم يكن سيخذلك لو تطور الموضوع بينك وبين المدير!"
فطأطأ (أنس) رأسه وقال "لا أصدق! هل حقاً (سليمان) هكذا؟"
فأجاب (ماجد) "أجل يا صديقي وابن خالتي! إنه يشعر بالخجل منك، كلما حاول الاقتراب منك وجد نفسه يبتعد خوفاً وتوتراً منك، فهو يراك قدوته، ويرى منك إنساناً عظيماً، ويحقر نفسه أمامك، ويرى أنك لن ترضى بمصادقته بسبب كل ما فعله لك من تهم وإزعاج!"
فقال (أنس) "على العكس! لو كنتُ أعلم أن هذا ما يخفيه.. لما انتظرت لحظة في أن يكون صديقي المفضل!"
فقال (ماجد) "أرجو أن يبقى ما قلته لك سراً.. حتى لا يغضب مني (سليمان) لأنني كشفتُ حقيقة مشاعره اتجاهك!"
فقال (أنس) "لا عليك! سيبقى الأمر سراً!"
فرح (ماجد) كثيراً، وشعر أنه نجح في مهمته.
وعندما عاد كل طالب إلى فصله انتظر (ماجد) ما سيحدث، وكان كل من (أنس) و(سليمان) يشعران بالخجل من بعضهما البعض، وكل منهما يظن أن لدى الآخر مكانة خاصة في قلبه، ويظن أنه قدوة الآخر ويجب أن يحسن ظنه بالآخر!
عندما دخل الأستاذ وطلب منهم إخراج الكتب والأدوات، نهض (سليمان) من مقعده واتجه لمقعد (أنس) وهو يشعر بالتوتر والقلق، وعندما وقف أمامه صدم (أنس) وطأطأ رأسه متظاهراً بأنه لم يلمحه، وكل منهما كان يحدث نفسه بما لم يخطر ببال الآخر، فقد كان (سليمان) يقول في نفسه "إنه يتجنب النظر إلي، يشعر بالخجل مني لأنه يحبني ويحترمني"
أما (أنس) فكان يقول في نفسه "إنه يحاول التقرب إلي! لماذا جاء إليّ أنا بالذات؟ إنه يحبني ويحترمني!"
ثم نطق (سليمان) قائلاً باحترام "أريد قلماً!"
ففتح (أنس) محفظته سريعاً وأخرج منها قلم وأعطاه لـ(سليمان) وهو يقول مبتسماً "تفضل!!"
فردّ (سليمان) الابتسامة قائلاً "شكراً!!"
وتسارعت دقات قلب كليهما، ثم عاد (سليمان) لمقعده وهو يشعر بسعادة كبيرة، بينما لم تختلف سعادته عن السعادة التي كان (أنس) يشعر بها وهو جالس في مقعده دون أي حركة!
ثم التفت (أنس) لـ(ماجد) فوجده ينظر إليه مبتسماً ثم غمز له!!
فازداد خجل (أنس) والتفت للأمام وبدأ بكتابة ما يكتبه الأستاذ على السبورة!
ثم التفت (سليمان) لـ(ماجد) فوجده يبتسم ثم يغمز له!! فخجل هو الآخر ونظر للسبورة وبدأ بالكتابة!
أما (ماجد) فقد تنهد براحة وبدأ بالكتابة هو أيضاً!
وعندما انتهت الحصة تشجع بعض المشاغبين وطلبوا من (سليمان) أن يشاغبوا كما يفعلوا في العادة، ولكن (سليمان) نظر خلسة لـ(أنس) فوجده ينظر إليه، فلم يرد أن يخيب ظنه كالعادة وأراد أن يكون القدوة التي يقتدى بها، فقال آمراً من حوله بالهدوء "كلا! دعونا من هذا، لنتوقف عن تصرفات الأطفال!"
ففرح (أنس) ثم هتف قائلاً بشجاعة "كلام (سليمان) صحيح!!"
ففرح (سليمان) ثم اقترب من مقعد (أنس) واعترف قائلاً "أعترف أنني كنتُ غبياً!!"
فدهش (أنس) ثم قال "لا تقل هذا! على العكس.. أنا من يجب أن أعتذر!"
فسال العرق من جبين (ماجد) وهو يقول في نفسه بقلق "لا داعي للتفاصيل! لا داعي للتفاصيل وإلا فضح أمري!!"
إلا أنه تنهد براحة بعد أن اكتفى (أنس) و(سليمان) بالابتسام وصافحا بعضهما البعض!
منذ ذلك اليوم، بدأ المدير يلاحظ الهدوء الغير معهود من ذلك الفصل المشاغب، لم يعد يسمع منه شيء! وصار المعلمون يتحدثون عن أنه فصل هاديء ومتفوق!
فارتاح المدير وهو يقول "الحمد لله!! كان (وسام) محقاً عندما قال أنها الفرصة الأخيرة ولن يخيب ظني به!"
وهكذا تمكنت خطة (نادين) و(وسام) بمساعدة الله ثم (ماجد) من حماية جميع الطلاب من الطرد، ونيل استحسان المعلمين لديهم، كما الإصلاح بين (سليمان) و(أنس).
وهكذا أغلقوا باب تلك المشاكل التي لم تكن تنتهي، وحمدوا الله على كل شيء!

***يتبع***

واثقة الخُطى

واثقة الخُطى
المديره

ما الذي حصل بعدهااا Smile

https://banat3echa.yoo7.com

هبة

هبة
أخت متألقه


*الجزء العاشر*

في إحدى الليالي، خرج (وسام) من المنزل ليشتري بعض المستلزمات من إحدى الأسواق القريبة، بينما كانت الفتيات الثلاث في غرفتهن كل منهن منسجمة في عملها الخاص، أما (أنس) فكان في غرفة الجلوس غارق وسط كتبه يدرس من ذاك ويكتب واجب في ذاك!
وفجأة دخل عليه أخوه الأصغر (أيمن) وقال "(أنس)! هيا، ألن نذهب؟"
فنظر (أنس) قائلاً لـ(أيمن) بانزعاج "ألا ترني مشغولاً؟"
فتنهد (أيمن) بحزن وقال "لكن.. نحن نذهب في كل أسبوع إلى الملعب للعب بالكرة مع بقية الأصدقاء من الفريق!"
فعاد (أنس) يقلب صفحات إحدى الكتب وهو يقول "اليوم لن أتمكن من الذهاب! فلدي واجبات كثيرة، ولدي اختبار لم أبدأ في دراسته بعد! وكما ترى لقد صارت الساعة 8 ليلاً، ولم يعد لدي وقت كافي!"
فطأطأ (أيمن) رأسه وهو يقول "لكن.. أريد أن أذهب"
فقال (أنس) "اذهب وحدك إذاً!"
دهش (أيمن) ونظر لـ(أنس) بسعادة وهو يقول "أتسمح لي؟!؟!؟"
فأجاب (أنس) "نعم! أسمح لك، بشرط أن تعتني بنفسك جيداً في الطريق!"
فأومأ (أيمن) برأسه إيجاباً وهو يقول "سأفعل! مع السلامة!!"
ثم استدار والتقط بعض أدواته الخاصة وزجاجة ماء ووضعهم في حقيبة يحملها على ظهره ثم غادر المنزل قائلاً "مع السلامة!!!!!!!"
فقاطعه صوت والدته (نادين) تقول "(أيمن)! إلى أين ذاهب؟"
فأجاب (أيمن) "إلى الملعب يا أمي! أنسيتِ؟"
فقالت (نادين) "هل ستذهب وحدك؟"
فردّ (أيمن) "نعم! فـ(أنس) مشغول بالدراسة"
فقالت (نادين) "حسناً اعتنِ بنفسك جيداً ولا تتأخر!"
ففتح (أيمن) باب المنزل وهو يقول "حاضر!"
ثم أغلقه وراءه وجرى مسرعاً للملعب، وبينما هو في الطريق نظر لساعة يده وقال "لقد تأخر الوقت! أخشى أن تبدأ عليّ المباراة!!"
وبعد 10 دقائق كان (أيمن) قد وصل للملعب، فاستقبله أصدقائه وقال أحدهم "لماذا تأخرت كل هذا يا (أيمن)؟"
فأجاب (أيمن) وهو يلهث تعباً "سامحوني! لكن (أنس) لم يأتي معي ويصطحبني بدراجته فهو منشغل بالدراسة، لهذا اضطررتُ للمجيء وحدي مشياً على الأقدام!"
فقال أحدهم "لا بأس! هيا بنا نبدأ!!"
وبدأت المباراة، وأخذ الأولاد يمررون الكرة بينهم ببراعة أمام الخصم الجديد وهو فريق اتفقوا على اللقاء معه في هذا الملعب لإجراء مباراة للتحدي، وكان أكثرهم قوة واندفاع هو (أيمن)، فقد كان يصوب الكرة ناحية الشبك فلا يفلت منه الهدف أبداً!!
فقال أحد اللاعبين من الفريق الآخر "رائع! أنت لاعب ماهر يا صبي!"
فأجاب (أيمن) وهو يضحك خجلاً "شكراً جزيلاً لك!!"
ومضت الساعة، ساعة ما إن انتهت حتى خرت قوى اللاعبين، وصاروا يلهثون تعباً ويتصببون عرقاً!
ثم أتى قائد الفريق الخصم وصافح (أيمن) وهو يقول "لقد هزمتنا! مبارك لك! نعترف أنك قوي وبارع!"
فابتسم (أيمن) قائلاً "أشكرك! أنت أيضاً لعبت بمهارة!"
ثم مضى كل فتى لحقيبته وجهز نفسه للعودة إلى المنزل، فقد صارت الساعة 9 ليلاً.
حمل (أيمن) حقيبته وغادر الملعب مع أحد أصدقائه، ثم افترقا عند تقاطع الطرق، وتابع (أيمن) طريقه وحده داخلاً في شوارع ضيقة مختصرة، وبينما هو يسير ظهر أمامه رجل يقول له "مرحباً يا صغير! أين والداك؟"
فتعجب (أيمن) وقال "ليسا معي! لماذا؟"
فقال الرجل "أأنت وحدك؟"
فأومأ (أيمن) برأسه إيجاباً وهو يقول ببراءة "نعم وحدي!"
فابتسم الرجل بشر ثم انقضّ على (أيمن) وخطفه بسرعة كاتماً أنفاس الصغير الذي حاول الصراخ لكن لم يستطع، وابتعد به عن المكان!
ومضى الوقت و(أيمن) لم يعد لمنزله حتى الآن، وبدأ اللهب يشتعل في قلب (نادين) خوفاً على ابنها، وأخذت تدور أمام الساعة بطريقة متكررة ومرتبكة، ثم جلست على إحدى الكراسي وهي تقول "يا رب، أين (أيمن)؟ أنا قلقة عليه!"
ثم قالت لها (لجين) التي كانت تقف عند الدولاب تتأمل ثوب زفافها "لا تخافي يا أمي! لابد أنه قادم! لن يتأخر!"
وفجأة دخلت (هند) للغرفة وهي تمسك جمجمة من البلاستيك في يدها، وجلست على سريرها وأخذت تتفحص الجمجمة وتكتب بعض الملاحظات في إحدى كتبها، ثم رفعت رأسها بتعجب ونظرت لوالدتها وقالت "أمي؟ أمازلتِ قلقة؟"
فأجابت (نادين) "الساعة صارت 10 ليلاً ولم يعد حتى الآن!! هذا ليس من عادته!!"
ثم قالت (ريم) التي كانت على سريرها لـ(لجين) "اختبريني في هذا الدرس الذي حفظته الآن!!"
فالتقطت (لجين) الكتاب وأخذت تسمع ما تتلوه عليها (ريم) من درس حفظته يتعلق بالمحاكم والسجون، كيف لا وتخصصها القانون؟
ولم يزد الكلام الذي قالته على مسامع (نادين) سوى الغم والقلق، فطفح كيلها وغادرت الغرفة وهي تقول "لا يوجد منكن أحد مهتم باختفاء (أيمن)!!"
ثم دخلت غرفة الجلوس وجلست بجانب (أنس) الذي كان مستلقي على الأرض يضع الكتاب على وجهه ويختبر ما حفظه، ثم يبعد عنه الكتاب ويتأكد من صحة ما قاله، ثم يعيد الكتاب مجدداً على وجهه، ولكن في إحدى المرات التي رفع فيها الكتاب، شعر بوجود أمه معه في الغرفة، فرفع ظهره من على الأرض ونظر لوالدته وقال "أمي؟ هل أنتِ بخير؟"
فقالت (نادين) وهي تسند رأسها على يدها "أنا قلقة، قلقة على (أيمن)!"
فنظر (أنس) للساعة وشعر بالقلق أيضاً، فمن العادة في الماضي أن يعودا من الملعب عند الساعة 9 ليلاً، لكنه طمأن والدته قائلاً "لا تقلقي يا أمي! فـ(أيمن) يعشق الكرة! ودائماً كنتُ أنا من أخرجه من الملعب غصباً، لعله فرح بعدم وجودي معه الليلة فلعب أشواط إضافية!"
فتنهدت (نادين) قائلة "ولكن.. مضى ساعتين على خروجه! ولا أظن أن (أيمن) يحتمل اللعب بالكرة ساعتين متواصلتين، فهذا مجهد عليه!"
فقال (أنس) "لا تقلقي يا أمي! لابد أنه قادم الآن!"
ثم مدّ الكتاب لها وقال "ساعديني في حفظ هذا الدرس، فقد جلب لي الصداع ولم يرسخ!!!!!!"
فأمسكت (نادين) الكتاب محاولة تناسي موضوع ابنها، لكنها لم تستطع وكان بالها مشغولاً، ووجد (أنس) أنه يتحدث مع نفسه! فتنهد قائلاً "أعطني الكتاب يا أمي! فأنا واثق أنكِ لم تعرفي حتى ما هو عنوان الدرس!"
فأعادت (نادين) الكتاب وهي تقول "سامحني يا (أنس)، لكن تفكيري مشوّش!"
وفجأة دخل (وسام) للغرفة بعد أن عاد من مشواره، ووجد الحال الذي عليه زوجته فقال بتعجب "(نادين)! ما بكِ؟"
فقالت (نادين) "ابنك (أيمن)، لم يعد حتى الآن!"
فجلس (وسام) معهما وقال "وأين هو؟"
فأجابت (نادين) "ذهب للملعب!"
فنظر (وسام) بتعجب لـ(أنس) وقال "صحيح! اليوم هو يوم المباراة الأسبوعية! ولكن.. لماذا لم تذهب معه يا (أنس)؟"
فأجابت (نادين) نيابة عنه "لديه اختبارات وواجبات عدة!"
ثم نظر (وسام) لـ(نادين) ووجد تلك الملامح القلقة والحزينة، فوضع يده على كتفها وقال "عزيزتي لا تقلقي!"
فتنهدت (نادين) ولم ترد، ففكر (وسام) قليلاً ثم قال "حسناً، سأذهب للبحث عنه!"
ففرحت (نادين) وقالت "أجل! فكرة!"
فوقف (وسام) واتجه لباب المنزل وهو يقول "سأذهب للملعب وأرى إن كان هناك أو لا"
وبعد دقائق كان (وسام) قد وصل للملعب بسيارته، ثم نزل من السيارة ووجد الملعب خالٍ لا يوجد به أحد، فأخذ القلق يتغلغل في قلبه أيضاً.
وفجأة سمع الحارس يقول "هل أخدمك في شيء؟"
فالتفت (وسام) للرجل وصافحه قائلاً "السلام عليكم!"
فأجاب الحارس "وعليكم السلام ورحمة الله! هل أنت بحاجة إلى المساعدة؟"
فأجاب (وسام) "فقط أود أن أسأل.. عن الملعب!"
فقال الحارس "تفضل!"
فتابع (وسام) كلامه قائلاً "أليس من المفترض أن يكون فيه لاعبين؟ أظن أن اليوم هو يوم المباراة!"
فأجاب الحارس "بلى! لكن كل منهم عاد إلى منزله! منذ أكثر من ساعة!"
صدم (وسام) وقال "أ.. أكثر من ساعة؟"
فأومأ الحارس برأسه إيجاباً وهو يقول "أجل!"
فطأطأ (وسام) رأسه بقلق قبل أن يعود لسيارته وهو يقول "حسناً شكراً لك"
ثم ابتعد (وسام) عن الملعب وأخذ يتجول في الشوارع القريبة بحثاً عن (أيمن) لكن لم يجد له أي أثر!
فعاد للمنزل بخيبة أمل حاملاً أنباء لن تفرح (نادين) أبداً التي كانت تنتظره عند النافذة بفارغ الصبر، ولكنها صدمت عندما وجدته يعود وحده بدون (أيمن)!
ففتحت باب المنزل وأخذت تراقبه وهو ينزل من السيارة ويقترب من المنزل، وعندما رفع رأسه لم يجد (نادين) فقط، بل وجد الأبناء كلهم معها ينظرون إليه بقلق، فطأطأ رأسه وقال "لم أعثر عليه"
صدموا جميعاً ثم قالت (لجين) "يا إلهي! أين يمكن أن يكون قد ذهب؟"
ثم قالت (هند) "أتراه ذهب لمنزل أحد أصدقائه؟"
فأجابت (ريم) "لا أظن هذا! فليس من عادة (أيمن) أن يذهب لمنزل أحد دون أخذ الإذن!"
ثم نظرت (لجين) لـ(أنس) وقالت له "(أنس)! أنت أكثرنا علماً بهذه الرحلة! أين يمكن أن يكون قد ذهب؟"
فأجاب (أنس) "لا أدري! ما أعرفه عن هذه الرحلة.. أنها من المنزل إلى الملعب ثم من الملعب إلى المنزل!!"
ثم نظروا هم الأربعة لـ(نادين) التي كانت تطأطئ رأسها والدموع صارت تتجمع في عينيها خوفاً وقلقاً على ابنها الأصغر.

***يتبع***

واثقة الخُطى

واثقة الخُطى
المديره


ربي يستر شن صار في ايمن ؟؟؟؟؟؟؟

https://banat3echa.yoo7.com

هبة

هبة
أخت متألقه



*الجزء الحادي عشر*

كانوا جميعاً جالسين في غرفة الجلوس يتأمل كل منهم الأرض التي أمامه، منهم من طبع القلق دموعاً في العين وعلى الخد، ومنهم من طبع القلق ملامحه الغاضبة على الوجه، ومنهم من طبع القلق حركات تشنجية على إحدى القدمين!
ثم قطع صمتهم صوت (ريم) تقول مقترحة "أبي! لماذا لا تتصل بالشرطة؟"
فرفعت (نادين) رأسها بحماس وقالت "(ريم) على حق! اتصل بالشرطة يا (وسام)!"
فأومأ (وسام) برأسه إيجاباً وهو يقول "فكرة جيدة!"
وما إن همّ بالوقوف حتى سمع صوت الهاتف يرن، وما إن رنّ حتى تسارعت نبضات قلب العائلة، وجروا مسرعين للهاتف، ثم أجاب (وسام) قائلاً "السلام عليكم!"
وكانت (نادين) والأبناء ينظرون جميعاً لـ(وسام) منتظرين أي خبر عن (أيمن)، لكنهم فوجئوا بـ(وسام) يقول بعد أن قطّب حاجبيه غضباً "من أنت؟!؟"
تلك العبارة زادت من قلق الجميع، فمدّت (لجين) يدها للهاتف وهي تقول "من بعد إذنك يا أبي!"
ثم ضغطت على الزر المكبر للصوت، ليتمكنوا جميعاً من سماع المتكلم، فسمعوه يقول "هل أنت (وسام)؟"
فأجاب (وسام) "نعم! من أنت؟"
فقال الرجل "ابنك هو (أيمن)! صحيح!؟"
شهق الجميع بصدمة ثم قال (وسام) "نعم!! هل تعرف عنه شيء؟"
فأجاب الرجل "إنه معي!"
صدموا جميعاً ثم صرخ (وسام) قائلاً بغضب وانفعال "ومن أنت؟!؟ ولماذا هو معك؟!؟ أجبني فوراً!!!!!!!!"
فأجاب الرجل "ابنك معي، وإن كنت تريد أن تمتع عينيك بالنظر إليه مجدداً، فعليك أن تكون جاهزاً بعد خمسة أيام لوضع مبلغ 60,000 جنيه في حديقة المتحف الكبير المهجورة! في تلك الحديقة شجرة واحدة للتوت، ضع تحتها المبلغ إن كنت تريد ابنك!"
كلمات شلّت كل أفراد العائلة، ووجدت (نادين) نفسها تترنح بسبب الدوار وتكاد تفقد وعيها، فأمسكت بها (لجين) ونظرت لـ(هند) قائلة بفزع وهي تهمس خوفاً من أن يسمعها الرجل "أحضري كرسي!! بسرعة!!!!"
فجرت (هند) وأحضرت كرسي، ثم جعلا (نادين) تجلس عليه، أما (ريم) فكانت منتبهة مع الذي كان يقوله الرجل، وملامح الغضب تعلو وجهها، وتمنت لو أنها أكبر سناً وتخرجت من الجامعة وصارت لديها خبرات في العمل، حينها كان بمقدورها القبض على هذا السارق!
ثم قال الرجل "إن تأخرت أكثر من 5 أيام، فلن ترى ابنك (أيمن) مجدداً! فبإمكاني أن أقضي على ابنك وآخذ أعضائه! وذلك ربح أوفر بكثير! ولكن.. أشفقت على حال الصغير الذي معي!!"
ظل (وسام) صامتاً دون أي كلمة، قبل أن يسمعوا جميعاً صوت سماعة هاتف الرجل قد أغلقت وانقطع الإتصال، إلا أن (وسام) ظل يعلق سماعة الهاتف عند أذنه وهو يخفض رأسه ويغمض عينيه بأسى.
ثم مدّت (ريم) يدها وأخذت منه السماعة ثم أغلقت الهاتف، ثم وضعت يدها على كتف (وسام) وهي تقول "لا عليك يا أبي! اهدأ أرجوك! لن تهمنا النقود! المهم أن يرجع إلينا (أيمن) سالماً! النقود ليست أغلى منه مهما كانت قيمتها!"
ثم نظر (وسام) بأسى لـ(ريم) وهو يقول "النقود ليست مهمة.. ولكن.. من أين لي أن أحضر ذلك المبلغ؟!"
فطأطأت (ريم) رأسها بحيرة وهي تقول "كل ما علينا الآن أن نهدأ، وسيساعدنا الله! ستُحَل يا أبي! ستُحَل بإذن الله!"
ثم قالت (نادين) وهي تضع يدها على رأسها "إنه ابتلاء من الله! وما أشده من ابتلاء! أرجو أن يعيننا الله في هذه المحنة!"
ثم طأطأت رأسها وانهمرت الدموع من عينها وهي تقول بألم "حبيبي (أيمن)!"
فربّتت (لجين) على كتف أمها وهي تقول مساندة "كما قلتِ يا أمي، مجرد ابتلاء من الله! لا نريد أن نفشل! سننجح فيه بإذن الله"
ثم قالت (هند) بحزن "كيف نضمن أن ذلك الرجل لن يقتل (أيمن) لسرقة أعضائه كما قال؟"
فنظرت (لجين) لـ(هند) بغضب ونهرتها قائلة "ما بكِ أنتِ؟! أتزيدين الوضع سوءاً؟!؟"
فقالت (هند) "لا! لم أقصد!!"
ثم عمّ الصمت مجدداً، والكل ينظر لما أمامه وكأن لا يوجد شيء أمامه! كان الألم يعصرهم بشدة، ومن بعد هذا الهدوء الحذر أفزعهم فجأة صوت صراخ قوي وبكاء هستيري، فالتفتوا جميعاً ليجدوا (أنس) يصرخ ويضرب الحائط ووجهه، وهو يبكي قائلاً "أنا السبب!!!!!!!! أنا من تركته يذهب وحده!!!! لو حدث له مكروه فلن أسامح نفسي!! أنا السبب!!!!!!!!!!"
فاقتربت منه (ريم) وحاولت تهدئته وهي تقول "(أنس)!! اتّقِ الله ولا تفعل هذا بنفسك!! ما حدث حدث، ولن يغيره أحد!!"
ولكن (أنس) وفي الحالة التي كان فيها، دفع عنه (ريم) ثم عاد لصراخه من جديد، وصراخه هذا أثار الغضب بل وأشعل بركان الحمم الغاضبة في داخل والده (وسام)! فقد كان يريد الهدوء ليفكر في كيفية التصرف في مثل هذا الموقف، ولم يكن ينقصه هذا الصراخ والنواح الذي لن يفيد في شيء!
فالتفت بطرف عينه وقال لـ(أنس) بهدوء "(أنس).. اهدأ!"
ولكن (أنس) لم ينتبه بل حتى لم يسمعه، فكرر (وسام) تهديده وهو يقول محاولاً كتم غضبه "قلت لك اهدأ يا (أنس)!!!"
ولكن لا جدوى، حينها انفجر البركان ووجد (وسام) نفسه يتقدم صوب (أنس) ويتمنى أن يشوّه وجهه ويخيط فمه!
عندما لمحت (نادين) زوجها يجري مسرعاً ناحية (أنس)، وقفت مسرعة من مكانها وعلمت أن النهاية لن تكون سليمة! فصرخت قائلة لعلها تحد من الخطر "(وسام)!!! توقف أرجوك!! سيهدأ!!!!"
ولكن انتقلت العدوى الهستيرية إلى (وسام) وصار لا يسمع شيء حوله، ثم اندفع ناحية (أنس) الذي حاول أن يهرب منه بخوف وفزع، ثم تلقى منه صفعة قوية كادت تكسر رقبته، ثم ختم عقابه بلكمة مهلكة على ظهره، هوى على إثرها (أنس) على الأرض وهو يسعل بقوة ويضع يده على صدره الذي شعر أنه سيخرج من مكانه ويسقط على الأرض تحته!
جن جنون (نادين) والفتيات ثم جرين بسرعة لـ(أنس)، ثم انحنت (نادين) والتقطت ابنها (أنس) الذي ما إن ترى ملامح وجهه حتى تشعر أنه إنسان يحتضر، ثم رفعت رأسها ونظرت لـ(وسام) وصرخت قائلة بانفعال "أجننت؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!"
ولكن (وسام) لم يرد وكان ينظر لـ(أنس) بغضب شديد، ثم تابعت (نادين) كلامها قائلة "لتحمي ابنك.. تقضي على ابنك الآخر؟!!؟"
ثم قالت (لجين) وهي ترتعش قلقاً من اندفاع والدها المفاجيء والقوي "أبي ما بك؟! أرجوك اهدأ!"
ثم صرخ (وسام) قائلاً "أصمتوا جميعاً!!!!!!!!!!!!!"
فصمتوا في ثوان، ولم يُسمع صوت آخر سوى سعال (أنس) المتكرر وشهقات بكائه، ثم التفت (وسام) وغادر الغرفة متجهاً صوب غرفته، ثم أغلق خلفه الباب بقوة.
ثم نظرت (نادين) لـ(أنس) وأخذت تمسح على رأسه وهي تقول "بسم الله الرحمن الرحيم، لا حول ولا قوة إلا بالله"
ثم خرجت (لجين) من الغرفة لتعود بعد قليل تحمل كوب ماء في يدها، ثم انحنت لـ(أنس) وهي تقول "اشرب بعض الماء يا (أنس)!"
ثم أمسكت (نادين) الكوب وقربته من فم (أنس) إلا أنه أبعد رأسه بعيداً واستمر في سعاله والتقاط أنفاسه بسرعة، فقالت (نادين) والدموع قد اجتمعت في عينيها "أرجوك يا (أنس)! اشرب بعض الماء لعله يخفف عنك!"
فرفع (أنس) ظهره من على الأرض والتقط الكوب ويديه ترتجف بقوة، ثم شرب بعض الماء وأعاد الكوب لوالدته وعاد مستلقي من جديد على الأرض!
في ذلك الوقت كان (وسام) في غرفته يستغفر الله ويلعن الشيطان، ثم يفكر بحيرة وتوتر في كل ما يجري حوله، وفجأة سمع صوت أحدهم يفتح الباب ببطء بعد أن طرق عليه مرات قليلة، فنظر (وسام) للباب ليجد ابنته (لجين) تدخل رأسها وتقول بهدوء "أبي.. هـ..هل تسمح لي بالدخول؟"
فطأطأ (وسام) رأسه مبعداً نظره عنها ثم قال "هل تريدين شيء مهم؟"
فارتبكت (لجين) ثم قالت "أ.. كلا.. لا عليك"
ثم أخرجت رأسها وهمّت بإغلاق الباب ولكن قاطعها صوت (وسام) يقول "ادخلي يا (لجين)"
فأدخلت (لجين) رأسها عبر الباب وقالت "أدخل؟"
فأجاب (وسام) "نعم"
ثم همّت (لجين) بالدخول ولكن توقفت بعد أن وكزتها (هند) التي كانت تختبيء خلفها، فتذكرت (لجين) ونظرت لوالدها وهي تقول "أ.. أبي.. هل تسمح لـ(هند) بالدخول أيضاً؟"
فأجاب (وسام) "حسناً"
ففرحت (هند) ثم دخلت بعد (لجين) وأغلقتا الباب خلفهما، ثم تقدمتا بأدب وهدوء وجلستا أمام (وسام)، وأخذتا تنظران إليه وهو يركز عينيه على الأرض أسفله، ثم رفع رأسه ونظر إليهما قائلاً بحزن "لقد تسرعت! صحيح؟"
ارتبكت كلتا الفتاتين ثم نظرتا لبعضهما البعض بتوتر، ثم قالت (لجين) لوالدها وهي تبتسم بحنان "أ.. أتقصد (أنس)؟ لا عليك يا أبي! نحن جميعنا نعلم أنك كنت غاضب ومتوتر!"
فطأطأ (وسام) رأسه دون أن يعلق، ثم قالت (هند) "أ..أبي! ما رأيك أن نعد نقودنا ونرى كم نملك من المبلغ الذي طلبه منا الرجل؟"
فقال (وسام) بأسى "كل ما نملكه لن يتجاوز ثلث المبلغ!"
فقالت (لجين) "لا بأس يا أبي! لماذا لا تستلف من أحد؟"
فقال (وسام) "أستلف؟ الإنسان يستلف مبالغ معقولة للضرورة! وليس آلاف!!"
فقالت (هند) "هذا عندما يكون الشخص الذي ستستلف منه غريباً، ولكن.. نحن سنستلف من أناس قريبين إلينا!"
فسأل (وسام) متعجباً "مثل؟"
فأجابت (لجين) "مثل خطيبي (لؤي)! وخطيب (هند).. (سامي)!"
فابتسم (وسام) بأسى وهو يقول "ألا يكفيهما النقود التي يجمعانها استعداداً لزواجهما؟ كلا.. لن أطلب منهما!"
ثم قالت (هند) "لكنهما لن يرفضا! ثم إن النقود سنستلفها من عائلتيهما وليس منهما شخصياً!"
ثم أردفت (لجين) قائلة "صحيح!! ما تقوله (هند) صحيح! ثم إن عائلة (لؤي) غنية يا أبي! قد يمكنها دفع المبلغ بأكمله وحدها!"
ثم وقف (وسام) بحيرة وأخذ يتجول في الغرفة وهو يقول "لا أظن أنها فكرة سليمة!"
ثم قالت (هند) "وما هو السليم في نظرك إذاً يا أبي؟ إنها الفكرة الوحيدة!! هذا أفضل من اللجوء إلى غيرهما!"

***يتبع***


واثقة الخُطى

واثقة الخُطى
المديره

Shocked Shocked Shocked

https://banat3echa.yoo7.com

هبة

هبة
أخت متألقه


*الجزء الثاني عشر*

"انسيا هذا الأمر تماماً، ولا تتحدثا عنه مرة أخرى! هذه القضية أنا المسؤول عنها! وأنا من سيتصرف!"
كان هذا آخر ما قاله (وسام) لابنتيه (لجين) و(هند) الجالستين معه في الغرفة بعد محاولات عدة لجعله يقتنع بطلب مبلغ من المال من عائلة (لؤي) وعائلة (سامي) كدين يرده في المستقبل!
طأطأت (لجين) رأسها ونظرت لـ(هند) وطلبت منها بالإشارات أن تغادرا الغرفة كي لا تزعجا والدهما أكثر مما هو عليه الآن، وبالفعل غادرتا الغرفة وأغلقتا خلفهما الباب، ثم تنهدت (هند) وقالت "ما به أبي؟ لماذا ينظر لـ(لؤي) و(سامي) على أنهما شخصين غريبين؟"
فقالت (لجين) "بالنسبة لي.. لن أستسلم! وسأطلب من (لؤي) أن يقرضنا مبلغاً من المال!"
فقالت (هند) بصدمة "أتعصين أوامر أبي؟ لقد قال أن.."
ولكن (لجين) قاطعت كلامها قائلة "لا يهمني ما قال! أبي يشعر بالخجل منهما ليس إلا، إن كنتِ تشعرين بالخجل أنتِ أيضاً من (سامي)، فأنا لن أتردد في طلب العون من (لؤي)! فأنا أعرفه جيداً لن يبخل علينا أبداً! على العكس سيبذل المستحيل لمساعدتنا!"
ثم قالت (هند) "كلا يا (لجين)! أنا لا أشعر بالخجل منه، لكن.."
ثم قطعت (لجين) كلامها قائلة "لكن قلقة من أبي؟"
فأومأت (هند) برأسها وهي تقول "نعم!"
فطأطأت (لجين) رأسها ولم ترد، ثم التفتت ودخلت غرفتها دون أي كلمة، ولحقت بها (هند) وأغلقتا الباب.
في ذلك الوقت كانت (نادين) في غرفة الجلوس جالسة على الأرض، وبجانبها (أنس) يغط في نوم عميق بعد أن تخدر جسده بسبب الألم الذي شعره وبسبب البكاء الذي لم يبكه في حياته قط، وكانت (نادين) تمسح على رأسه وعلى صدره وتقرأ آيات من القرآن.
وبجانبهما كانت (ريم) جالسة تتأمله بحزن، كانت تتأمله بعينيها ولكن في قلبها تفكر في المسكين الآخر (أيمن)!
ثم رفعت (ريم) رأسها ونظرت لأمها وقالت على لسان القانون "على السارق أن يوضع في السجن ويحاكم محاكمة عادلة وينل عقابه الأليم!"
فقالت (نادين) بسخرية "لو كان الأمر بهذه السهولة لفعلنا!"
فقالت (ريم) "ليفعل أبي خطة! مثلاً.. يذهب متظاهراً بأنه سيسلم المال، ولكن معه تكون الشرطة مختبئة وتراقبه من بعيد، وعندما يظهر المجرم ليستلم النقود ويسلّم (أيمن)، تظهر الشرطة فجأة وتقبض عليه!"
ثم رفعت (نادين) رأسها وقالت بغضب "(ريم)!! هل تظنين أن الرجل بهذا الغباء؟! ثم من أين تأتين بهذه الخطط الغريبة؟!؟"
فطأطأت (ريم) رأسها وقالت بحزن "من المنهج الذي أدرسه في الجامعة!"
فقالت (نادين) "دعينا من منهجك الآن! من المستحيل أن يظهر المجرم أمام والدك! لابد أنه سيرسل من يأخذ النقود، أو أنه سيلجأ لخطة ما دون أن يحدث لقاء بينه وبين (وسام)!"
في ذلك الوقت.. فجأة سمع (وسام) في غرفته صوت أحدهم يطرق الباب، ثم أدخلت (لجين) رأسها وهي تقول "معذرة يا أبي، أريد أن آخذ شيء"
فقال "تفضلي"
فدخلت (لجين) بهدوء ونظرت حولها جيداً ثم سارت ناحية مكتب في الغرفة، فاقتربت منه وهي تنظر خلسة لوالدها لتشعر بالراحة عندما تجده ينظر للأسفل، ثم مدّت يدها بسرعة وسحبت هاتف (وسام) ووضعته في جيبها دون أن يشعر بها، ثم تظاهرت بأنها فتحت درج وأخذت منه أي شيء لا يهمها، ثم غادرت الغرفة، ومن بعدها انطلقت مسرعة لغرفتها حيث توجد (هند) وأغلقت خلفها الباب وهي تتنفس براحة، فقالت لها (هند) "ها؟؟ ما الأخبار؟ كيف سارت الأمور؟"
فأخرجت (لجين) الهاتف من جيبها وهي تقول "لقد أخذته دون أن يشعر بي!"
ثم تقدمت قليلاً وجلست على سريرها، وظلت تتأمل الهاتف وهي تقول "أشعر بأن ضميري يؤنبني!"
فقالت (هند) مشجعة "لا عليكِ يا (لجين)! ما ستفعلينه يصب في مصلحة أبي!"
ثم قالت (لجين) "وماذا سيقول عني (لؤي) إن اتصلت به بالهاتف؟ ألن يقول أني عديمة أخلاق؟"
فقالت (هند) "اشرحي له سبب اضطرارك محادثته في الهاتف! وسيتفهم الوضع!!"
ثم رفعت (لجين) رأسها لـ(هند) وقالت "وماذا عنكِ أنتِ؟ هل مازلتِ مصرّة على قرارك؟"
فأجابت (هند) "نعم! أنا أخاف أن أعصي أوامر أبي! إن حدث لي ما حدث لـ(أنس) فلن أبقى على قيد الحياة لحظة بعدها!!"
ثم طأطأت (لجين) رأسها ووضعت هاتف والدها في الدرج بجانبها وهي تقول "أرجو ألا يكتشف أبي أن هاتفه قد اختفى!"
فتعجب (هند) وقالت "ألن تتصلي به الآن؟!"
فغضبت (لجين) وقالت "الآن؟!؟ هل يمكنكِ أن ترفعي رأسكِ وتنظري كم هي الساعة الآن؟!؟"
فنظرت (هند) للساعة ووجدت أنها 12 ليلاً!
فضحكت بخجل وهي تقول "نعم! هيهيهي.."
ثم استلقت (لجين) على سريرها، ثم وضعت (هند) يدها على خدها وهي تقول "أشعر ببعض القلق!"
فسألت (لجين) "لماذا؟"
فأجابت (هند) "لأن (سامي) سيأتي غداً إلى هنا!"
فدهشت (لجين) وقالت "غداً؟ لماذا؟"
فردّت (هند) "أنسيتِ أنه قادم ليناقش معي بعض الأمور بخصوص منزلنا الذي يقوم الآن ببنائه؟"
فقالت (لجين) "ااه صحيح!"
ثم استدارت (لجين) وأغمضت عينيها استعداداً للنوم وهي تقول "أرجو لكِ التوفيق! لا تبخلي عليّ بالدعاء أنتِ أيضاً!"
في تلك اللحظة وقفت (نادين) من على الأرض، ثم هزّت (أنس) محاولة إيقاظه وهي تقول "(أنس)! عزيزي! انهض أرجوك!"
ففتح (أنس) عينيه ونظر حوله بتعجب، وهو يقول في نفسه ((ما الذي أفعله على الأرض؟؟؟))، ثم تذكر فجأة ما حدث له قبل ساعة، ثم سحبته (نادين) من ذراعه وهي تساعده على الوقوف مع (ريم) وهي تقول "هيا انهض"
فحاول (أنس) الوقوف لكنه صرخ ألماً وعاد مجدداً على الأرض، فقالت له (نادين) بقلق "عزيزي! ما الذي يؤلمك؟"
فقال (أنس) "ظهري!"
فحزنت (نادين) وخشيت أن تكون تلك اللكمة قد تسببت في مشكلة ما في ظهره، ثم ساعدته مجدداً على الوقوف حتى تمكن أخيراً من هذا، وسار ببطء وهو يستند على (نادين) من جهة، و(ريم) من جهة أخرى، ثم أدخلتاه لغرفته وجعلتاه يستلقي على سريره.
ثم وضعت (نادين) عليه الغطاء ثم قبّلت جبينه وهي تقول "تصبح على خير يا عزيزي، ستكون غداً بخير! أأنت واثق أنك لا تشعر بألم يوحي بأن هناك كسر أو شيء كهذا في ظهرك؟"
فأجاب (أنس) "كلا يا أمي، لا تقلقي، أنا بخير بإذن الله"
فابتسمت (نادين) بحنان ثم غادرت الغرفة مع (ريم) التي قالت "تصبح على خير يا (أنس)!"
فردّ عليها "تصبحين على خير، وأنا آسف على كل شيء!"
بعد أن غادرت (ريم) الغرفة اتجهت لغرفتها حيث (لجين) و(هند).
أما (نادين) فدخلت غرفتها لتجد (وسام) جالس على كرسي يسند رأسه على يده ومغمض العينين، وعندما سمع صوت أحدهم دخل للغرفة فتح عينيه ونظر للباب، وعندما وجد أنها (نادين) وقف قائلاً "(نادين)؟ أخبريني.. كيف حال (أنس)؟"
فقالت (نادين) بنبرة مؤنبة "لولا أن الوقت تأخر لكنتُ أخذته للطبيب، حالته مزرية!"
فطأطأ (وسام) رأسه بحزن دون أي كلمة، ثم نامت (نادين) في سريرها وأغمضت عينيها دون أن تنطق بأي كلمة أخرى.
وظل (وسام) ينظر إليها وهو يشعر بندم شديد على كل ما فعله، ثم بهدوء تسحب لخارج الغرفة وأغلق خلفه الباب، ففتحت (نادين) عينيها وهي تقول بتعجب "إلى أين ذهب!؟"
في ذلك الوقت دخل (وسام) بهدوء لغرفة (أنس)، ثم تقدم ناحية سريره وجلس بجانبه، ففتح (أنس) عينيه بفزع ونظر بجانبه وصدم عندما وجد (وسام)!
فارتبك (أنس) وطأطأ رأسه خوفاً من والده، إلا أنه دهش بيد حنونة تلامس جبينه وتمر على خده ثم إلى شعره، فرفع (أنس) بصره للأعلى ونظر لوالده فوجده ينظر إليه بابتسامة حنونة ثم يقول "اعذرني يا (أنس)، لقد كنتُ قاسياً!"
فدمعت عينا (أنس) ثم تناسى كل الألم الذي يشعر به ورفع ظهره بسرعة من على السرير وارتمى في حضن والده وأخذ يجهش بكاءاً، فمسح (وسام) على ظهره وأخذ يهدئه قائلاً "لا تبكي يا (أنس)، فأنت تزيد من ألمي وندمي!"
فمسح (أنس) دموعه وهو يقول "أنا الذي يجب أن أعتذر إليك، أنا دائماً غبي وتصرفاتي تزعج من حولي!"
فقال (وسام) "هذا غير صحيح! أنت ولدي الذي أفتخر به أمام الجميع! إنما كانت لحظة غضب استغلها الشيطان ودخل في جسدي مشعلاً معه لهب لم أعرف كيف حدث ومتى اشتعل ولماذا!"
فقال (أنس) "لا عليك يا أبي! لقد سامحتك! بل إنني لم أحزن منك من البداية!"
في ذلك الوقت كانت وراء الباب تقف (نادين) تراقبهما بهدوء وتبتسم بحنان، ثم دمعت عيناها ووضعت يدها على قلبها وهي تقول في نفسها "أرجو أن تكون معانقتك التالية مع ابنك العزيز (أيمن) يا (وسام)! أرجو ذلك! يا رب.. أعده لنا سالماً يا رب!"

***يتبع***

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 2]

انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى