منتـديـات بنــات عائـشــه
مرحبــا بـك عـزيزتي الزائـره يســعدنا ان تنظمي معنـا في منتـديـات بنـات عائـشــه ام المؤمنـيـن رضـي الله عنـها

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتـديـات بنــات عائـشــه
مرحبــا بـك عـزيزتي الزائـره يســعدنا ان تنظمي معنـا في منتـديـات بنـات عائـشــه ام المؤمنـيـن رضـي الله عنـها
منتـديـات بنــات عائـشــه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

قصة من تأليفي.. الفصل الأول.. بين زوجي ووالدته

4 مشترك

انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 2]

هبة

هبة
أخت متألقه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

كيف حالكم أخواتي الفاضلات عسى أن تكونوا بخير Smile

في هذا المنتدى الغالي أود أن أضع فيه قصة من مجموعة القصص التي أعشق تأليفهم دوماً..

وهذه قصة نستخلص منها العبرة والإخلاص والأمانة والتحمل والصبر والتقدير وغيرها..

وهي قصة قمتُ بتأليفها منذ فترة لا أذكر كم مضى عليها..

وتحتوي على فصلين..

الفصل الأول بعنوان.. بين زوجي ووالدته..
الفصل الثاني بعنوان.. بين زوجي وأبنائي..

وفي كل فصل 15 جزءاً.. وبهذا تكون القصة كاملة 30 جزء!

أمنيتي حقاً أن يستفيد منها الفتيات وخصوصاً المقبلات على سن الزواج..
ففيها من مشاكل حياتنا التي معظم الزوجات يعانين منها سواء بسبب أمهات أزواجهم.. أو مشاكل مراهقة أبنائهم..

وهي قصة من واقع حياتنا لكنها من تأليف خيالي هههه

أترككم مع الجزء الأول من القصل الأول.. بين زوجي ووالدته..


يتبع..

هبة

هبة
أخت متألقه


*الجزء الأول*

ارتجفا جفني (نادين) وأغلقت عينيها بسرعة بعد أن وقعت عليها الأضواء القوية المسلطة نحوها مباشرة. تلك الحسناء الواقفة عند الباب، والتي كانت تقف مجاورة لأختها الكبرى لتزفّها وسط أعداداً كبيرة من النساء التي شعرتْ العروس لحظتها بدقات قلبها تتسارع توتراً من هذه اللحظة التي ترى فيها مئات الأعين تستقر على كل شبر منها.
كان عرساً أدهش الجميع، فلم تستخدم فيه العروس أي نوع من أنواع الآلات الموسيقية سوى آلة (الدف)، متجنبة الخلافات والآراء المتعددة بخصوص باقي الآلات، كما أن الدف لم يتم استخدامه إلا لحظة دخول العروس، ليشعر من حولها أنها لحظة تختلف عن باقي اللحظات التي قضينها منذ فترة في الصالة.
لم تترك أعين النساء شبراً واحداً من العروس إلا وتفحصنه جيداً، مع ملامح إعجاب ورضا، ثم أخذت أصوات بعض الهمسات الخفيفة تأتي من بعض الطاولات التي كن فيها نساء أدهشن حقاً بجمال العروس وأناقتها وذوقها الرفيع في اختيار فستانها الأنيق ومكياجها الهاديء البسيط.
والذي أدهشهم بالفعل هو تخلف هذه العروس عن أداء العديد من العادات المتداولة في أعراسهم المعتادة، فلم يكن عرساً صاخباً به الأغاني الماجنة والساقطة والصامّة لطبلة الأذن، حتى أن كل سيدة ما إن تعود لمنزلها بعد الحفل حتى تجد نفسها تترنح في مشيتها بسبب الصداع الرهيب الذي أصابها وأرجف ما فيها، ناهيك عن حنجرتها التي تجرح بسبب صراخها لتُصل صوتها لمن تجلس ملاصقة لها في الطاولة، وإن كانت بعيدة فلا أمل في وصوله من حنجرتها، بل لابد أن يتناقل كل من يجلس بجانبها الجملة حتى تصل إلى مسامع من تريد قوله لها.
كما أن عروس هذه الليلة الهادئة لم تكن ترتدي الفستان العاري الكاشف لمفاتنها، بل كان مستوراً في حد ما يسمح لبقية النساء شرعاً النظر إليها، ولم يفتقر الرقي والأناقة والبساطة التي لم تزد النساء إلا إعجاباً وانذهالاً. وشعرن النساء في الصالة أنهن هادئات على خلاف العادة، وشعرن بالوقار والهيبة، لدرجة أن من أرادت أن تمد يدها وتشرب بعض الماء من الكأس الموضوع أمامها على الطاولة، يستغرق منها هذا ما لا يقل عن دقائق تُعد على أصابع اليد، على عكس ما يحدث في باقي الحفلات، التي لا تجد فيها نفسها إلا كالمجنونة تتراقص بين الطاولات كمن صعقها الكهرباء، أو كالحرباء التي تلفظ أنفاسها الأخيرة.
حاول بعض النساء الجالسات على طاولات قريبة من البساط الذي ستسير عليه العروس لتصل لكرسيها، أن يدققن النظر لوجه العروس ليدهشن عندما يكتشفن أنها لم تعبث بحاجبيها ولم يمسسهما شيء، بل بقيا كسابق عهدهما. وكان ذلك ما عاهدت به العروس نفسها منذ صغرها: ((أن ترضي الناس وتتجنب تعليقاتهم، في سبيل كونها ملعونة من خالقها تلك الليلة.. فبالتأكيد..لا!!)). فكل ما يهمها رضا خالقها، ولو كان راضٍ عنها فسيقذف في قلوب من حولها رضاهم جميعاً وحبهم لها واحترامهم لرأيها وذاتها، وهذا ما كان يحدث حالياً وبالفعل.
لقد فرضت العروس احترامها وسط كل هذه الأعداد، فكلما اكتشفوا حقيقة تخلفت بها عن عاداتهم السيئة التي تحتاج جرأة عظيمة لتخطيها، لم يزدهم هذا إلا إعجاباً بها. وكانت الهمسات المتناقلة بينهم خير دليل على هذا، وشعر كثير منهن بالأسف، فقد تمنين أن يكون عريس هذه الحسناء هو ابنها أو أخيها أو على الأقل أحد أقربائها.
لقد كانت الأخت الكبرى التي سبق وأن كانت مكانها يوماً ما والتي حالفها الحظ بأن تزف أختها العروس اليوم، تشعر بفخر شديد بسبب ما رأته من انبهار في أعين الناس من جمال العروس ومحيطها بالكامل، ولم يختلف حالها كثيراً عن الحال الذي كانت عليه الأخت الصغرى التي تسير خلف أختها العروس حاملة طرف الفستان الطويل.
توتر العروس طبع ألوان الخجل وعلاماته على وجهها، واحترن النساء في ما يمكن تعليقه لبعضهن البعض عن ملامحها. هل سيتحدثن عن بريق عينيها العسلية الواسعة؟ أم يتحدثن عن لون شعرها الكستنائي، شديد النعومة، وتسريحته الرائعة؟ أم يتحدثن عن التاج المتواضع البرّاق الذي كان يرتاح فوقه ليزيده جمالاً وأناقة؟ أم عن المكياج الهادئ الذي كانت ترسم به عينيها وشفتيها بألوان تريح النظر؟ ناهيك عن أخلاقها وأدبها الذي يشهد به كل من يعرفها.
كلما دققن النساء في تفاصيل الحفل والعروس، وجدن ما يرضي الله، حتى أن العروس لم تسمح لأن يكون والدها أو أخوها أو حتى زوجها هو من يزفّها داخل الصالة، فلا يجوز لرجل أن يدخل على عدد كهذا من النساء المتبرجات من أعلى رأسهن حتى أسفل قدمهن، ناهيك عن أنها عادات الغرب الذي صارت وللأسف تتغلغل داخل مجتمعاتنا الإسلامية، وتحرّف عقائده، وتزرع فيه مظاهر الفساد بكل سمات الإغراء ومعانيه. كما أن العروس خشيت أن يلعب عدو البشر -إبليس- دوراً فعالاً في خطوة كهذه، وتزل عين زوجها على حسناء أخرى جالسة في إحدى الطاولات، والتي لن تكون أكثر جمالاً من الملاك التي بجانبه، ولكن الممنوع مرغوب ... والحيطة واجب! رغم أن العروس لم ولن تنسى مدى روعة من تُزّفُّ إليه الليلة من إخلاص لها، وغض لبصره الدائم أينما ذهب.
خطيبها.. وزوجها الليلة.. لم تشك فيه يوماً، فلم تجد منه سوى التدين وطيب الخلق وحسن المظهر، وكان مخلصاً لها حريصاً على إرضائها رغم بعده عنها طوال الأشهر التي كانا فيها في عهد الخطوبة، وعندما كان يريد الاطمئنان عليها، يكتفي بالاتصال بوالدها ويأخذ منه الخبر اليقين الذي يأرّق ليله تفكيراً بعروس المستقبل، وما إن يستريح قلبه حتى يطلب أن يوصل تحياته وينهي مكالمته. وليس كالذين يتسكعون في الهواتف بالساعات منسجمين في الكلام المعسول حتى أن كل منهما يسقط من عين الآخر بعد فترة، ويمل هو منها وهي تظن أنه يهيم بها ولا ينام الليل بسبب كثرة أحلامه بها! تلك تصرفات المراهقين، الذين يريدون التسلية، والذين يبدؤون حياتهم بما لا يرضي الله، فينتهي بهم المطاف إلى ما ترونه من مشاكل العصر الذي لا ينتهي بعد أسابيع قليلة إلا بالطلاق.
بعد أن وصلت العروس لكرسيها، همّ بمساعدتها أختاها وهيّئا لها المكان للجلوس مع الحفاظ على أناقة فستانها. وبعد أن استقر حالها أخذت تنظر لمن حولها بخجل يطبع ابتسامة خفيفة على شفتيها. وكانت كلما لمحت أحد معارفها، رفعت يدها ولوحت لها بهدوء وسعادة، مما يتسبب في شعور تلك المرأة بالفخر وسط من حولها من النساء الّوات رمقنها بنظرات الغيرة.
ثم ما لبثن حتى بدأن بالتقدم نحوها وإلقاء التحية عليها، مباركات لها على زواجها. وكانت ردودها الهادئة ورقّة صوتها، لا يزيد النساء إلا حسرة لأن لن تكون هناك صلة تربط بينهن وبينها مستقبلاً.
كن يقفن صفاً أشبه بالطابور، كل واحدة منهن تنتظر دورها بفارغ الصبر لتتأمل العروس عن كثب، باحثة عن ولو عيباً واحداً فيها يسقط لهبها المشتعل إعجاباً بها، إلا أن ذلك لا يكون حادثاً بعد لقائها. وكانت العروس جالسة مكانها تصافح من يصل دوره إليها وتشكره على الحضور والمباركة، ولكن ما إن وصل الدور في تلك السيدة التي كانت منشغلة ولم تكن تهنأ بالراحة طوال النهار وانشغالها بكل ما حولها، حتى ابتسمت لها العروس ووضعت باقة الورد التي كانت تحملها جانباً، ثم أجبرت نفسها على الوقوف احتراماً لتلك السيدة التي لم تكن سوى والدتها التي أحسنت تربيتها منذ صغرها، وها هي تراها عروساً أمامها تدخل حياة جديدة قد تكون مليئة بالصعاب والمشاكل، إلا أنها وثقت في أن تصرف ابنتها الحكيم لن يوقعها في ما تكرهه، واتكأت كل منهما على كتف الأخرى وسالت دموعهما حزناً على الفراق الذي سيبعدهما عن بعضهما البعض ولو بشكل رمزي، فقد اعتادت العروس أن تستيقظ يومياً على وجه والدتها التي تستقبلها بابتسامة رضا، وها هي العروس تنتقل من وجوب رضا الأم إلى وجوب رضا الزوج، ولم تعد أمها مسئولة عنها كما مضى.
بعد هذا العناق الطويل، قالت الأم لابنتها التي بدأت تلمح مكياجها يسيل مع دموعها "اهدئي عزيزتي، فأنتِ تفسدين مكياجكِ الأنيق ببكائكِ".
ثم أخرجت منديلاً وأخذت تمسح دموع ابنتها بحنان وأضافت قائلة "أرجو لكِ حياة هنيئة مع زوجك، واسعي لإرضائه، والزمي ما يرضي الله، وسترين كيف تكون حياتكِ في أمان وسلام بإذن الله!".
فأجابت العروس "شكراً لكِ يا أمي! الفضل يعود لله ثم لتربيتكِ الحسنة وتشجيعي على ما يرضي الله، ولن أخيب ظنكِ بي بإذن الواحد الأحد!".
بعد أن انتهين النسوة من إلقاء التحية والمباركة، عادت كل منهن إلى طاولتها تحدث كل منهن الأخرى على أكثر ما أثار إعجابها بالعروس. ثم حضرت للعروس السيدة المتخصصة في التقاط بعض الصور التي تريد العروس الاحتفاظ بها للذكرى، وأخذت تطلب منها الجلوس بوضعيات معينة، كأن تخفي أسفل وجهها بطرحتها كالتي تلبس نقاباً، مما زاد من أنوثتها ورقّتها وجمالها. وبدل أن تنشغل النساء في الطعام الذي وصل إليهن على الطاولة، تركنه وأخذن يتأملن العروس وهي تصطنع بعض الحركات أمام عدسة الكاميرا.
وكانت بعض النساء من عائلة العروس والمقربين منها، يتجولن في الصالة بثبات ووقار كأنهن يقلن لمن حولهن ((أنظرن إليّ، فأنا من إحدى المقربات إلى العروس)).
كذلك كانت تلك الليلة، التي عادت فيها كل سيدة إلى منزلها، وزوجها يستغرب هدوئها وراحة بالها، على عكس ما كانت عليه بعد عودتها من باقي الحفلات، حيث يجدها تشتكي وتتذمر، ثم ينتهي بها الحال بأن تفجر بركانها في زوجها المسكين الذي يرضى بالواقع ويتجاهلها حتى تهدأ في اليوم التالي، لأن هذا ما اعتاد عليه بعد عودتها من الأعراس.
ثم لتتجه العروس لبيت الزوجية، داخلة في حياة جديدة تشعر فيها بالتفاؤل، وداعية الله أن يوفقها في حياتها وأن تكون خير زوجة، ثم أم، ثم جدّة، بإذن الله!

***يتبع***

واثقة الخُطى

واثقة الخُطى
المديره

كالمجنونة تتراقص بين الطاولات كمن صعقها الكهرباء، أو كالحرباء التي تلفظ أنفاسها الأخيرة.






ههههههههههههه وصف في مكانه





مــــااااااشـــــــــــاااااااااااااااااااء الــلــه عليـــكـ ياهبــه مـــبدعــه جدا وقصـــه راااااااااااااائعه في بدايتهــا وطريــقة اسلـــوبكــ في ســرد القــصــه جـميل جدا جدا روووعه والكاتبه مبدعه جدا الكلمات تعجز عن وصف مدى اعجابي للقصه
ونحن في انتظااار التكمله

https://banat3echa.yoo7.com

هبة

هبة
أخت متألقه

جزاك الله كل خير أختي مليكة على التشجيع فقد رفعتِ من معنوياتي كثيراً SmileSmile

ها هو الجزء الثاني أرجو أن يعجبك..

هبة

هبة
أخت متألقه


*الجزء الثاني*

جميلة تلك الأيام التي قضتها العروس (نادين) مع زوجها (وسام) الذي كان يكنّ لها احتراماً كبيراً ويحقق لها كل رغباتها، كما أنها لم تبخل عليه بشيء بمقدورها فعله.
ورغم أن عمرها كان 22 عاماً، وهو كان يكبرها سناً بـ6 سنوات، إلا أنهما لم يفتقدا روح الدعابة والمرح، كما أنهما لم يهجرا ألعاب الطفولة حين يشعران بالملل. وكانت هي من تبادر بالفكرة أولاً، فتجد منه ترحيباً بالفكرة، وقد يصل بهما الحال لأن يلعبا لعبة الاختباء في أرجاء المنزل مع صرخات الفزع والضحك عندما يكتشف أحدهما مكان الآخر!
إلا أن حريتهما كانت مقيّدة بعض الشيء، فمنزلهما الخاص كان يفصل بينه وبين منزل عائلة (وسام) باب واحد لم ترضى الأم بأن تراه مقفلاً بالمفتاح ولم تسمح بذلك حتى. فقد كانت تعيش وحدها بعد أن سافر زوجها منذ أشهر بسبب مهمة عمل، وابنتها الوحيدة متزوجة وتعيش مع زوجها بعيداً، وها هو ولدها الذي بقي لها ينفصل عنها أيضاً، إلا أنها حاولت جاهدةً أن تبقى قريبة منه وألا تشعر ببعده عنها.
تقبّلت (نادين) هذه الفكرة بصدر رحب، رغم شعورها بالفزع عندما تطل عليها والدة زوجها (حواء) فجأة من الباب الفاصل بين الشقتين دون استئذان، ثم تتفقد المنزل بعينيها و(نادين) تظل صامتة تراقبها بخوف، وإن اكتشفت (حواء) أن هناك بقعة تحتاج للتنظيف في إحدى الغرف أو تقصير بسيط منها في أداء واجباتها اللازمة، فترمقها بنظرة غامضة قبل أن تعود أدراجها إلى شقتها، فتتنفس (نادين) الصعداء ثم تبتسم مرحاً وتهب لتنظيف ما أزعج والدة زوجها، أو عمل ما تريد منها أن تعمل.
كانت (نادين) تجهل سبب المعاملة الجافة التي تتلقاها من (حواء)، رغم أنها لم تقصر في حقها في شيء، وكلما نادتها كانت الأخرى قد وصلت أمامها في ثوانٍ معدودة بكل رشاقة وخفّة. إلا أنها شعرت أن مع كثرة مرورها على شقتها وتحيتها إما صباحاً وإما مساءاً، كأنه يزعج (حواء)، لهذا قررت أن تقلل من زياراتها، ولكن وفي نفس الوقت، قد يكون هذا سبباً في الشعور ببعض التقصير في واجبها اتجاهها، فلابد أن تكنّ لها احتراماً وخصوصاً أنها والدة زوجها، المسئول هو عن إرضائها.
انقضت الأشهر الأولى وكل من الزوجين يحظيان بحياة سعيدة لا يحلم أي منهما أن يعيش أفضل منها، وكان كل منهما يمطر الآخر بكلمات المدح والتشجيع على أي فعل يقوم به في المنزل، وكانت (نادين) تشعر بالاطمئنان زيادة لأن منزلها لا يبعد كثيراً عن منزل عائلتها حيث قضت فيه أيام طفولتها وترعرعت فيه في ظل والدين كريمين أغرقاها بالحب والحنان وأنشآها على حسن الأخلاق. وبوجودها قريبة منهما، فهذا يبعث في نفسها راحة شديدة بأن تجدهما بجانبها إن احتاجت إليهما لسبب طارئ.
أشهر تليها لتدهش (نادين) بعد أن تشعر أن هناك ما يتحرك داخل أحشائها، فأدركت أنها حامل. وكانت تلك المفاجأة من أروع المفاجآت التي تلقاها (وسام) في حياته، وشعر بسعادة كبيرة لهذا الخبر. أما بالنسبة لردة فعل (حواء).. فلم تقل إلا بكل فظاظة "مبارك، أرجو أن يكون ولداً وسيماً".
تعجبت (نادين) من هذه الجملة التي تلقتها، فلماذا لم تقل ((ابنة جميلة))؟ ومن هنا أخذت الوساوس تراود (نادين) من أن تكون (حواء) من الذين يتمنون ويفضلون البنين عن البنات!
إلا أنها لم تكترث كثيراً ولم تشأ أن تفسد فرحتها، وراحت تزف الخبر لعائلتها التي غمرتها بأحضان السعادة والبهجة، وكان (وسام) برفقتها لا يقلّهم سعادة. وعلمت (نادين) أن أيام اللهو واللعب بينها وبين (وسام) يجب أن تنتهي، فقريباً ستصير أمّاً، وعلى عاتقها مسئولية كبيرة وعظيمة، وهي تربية هذا الطفل تربية صالحة من البداية.
وبعد أيام اكتشفت (نادين) أن حملها ليس بالسهولة التي كانت تظنها، فقد بدت عليها أعراض الإعياء وأخذ المغص ينتزع منها فرحتها التي لم تهنأ بها. فقد كان وحمها صعباً أجبرها على ملازمة الفراش فترة طويلة، وهذا وبلا شك لم يعجب (حواء)، فكل النساء يحملن على حد تعبيرها.
كان (وسام) يحاول جاهداً مساعدة (نادين) في تخطي هذه المرحلة الحرجة، وأخذ يتولى مهمة طهي الطعام وتنظيف المنزل، وكانت كلما رأته والدته جن جنونها، وأخذت منه ما كان يعمل وطلبت منه الجلوس والراحة، وأن مثل هذه الأعمال ليست من اختصاصه. ولكن (وسام) يبادلها بابتسامة خفيفة يقول فيها "لماذا يا أماه؟ ألم يكن رسولنا الحبيب -صلى الله عليه وسلم- يساعد زوجاته؟"
فترد عليه (حواء) بلسانها الحاد "بلى!! عندما يحتاجون للمساعدة فعلاً!"
فقال (وسام) محاولاً إقناعها "أولاً: هذا غير صحيح! فهو لم يساعدهن عندما احتجن للمساعدة فقط، بل يفعل ذلك دون طلب من أحد. ثانياً: ألا ترين أن (نادين) حقاً بحاجة للمساعدة التي تحدثتِ عنها؟"
فاشتعل غضب (حواء) وأخفت غضبها بأن أشاحت بوجهها بعيداً وأخذت تقلب الطعام على النار والذي كان (وسام) قد شرع فيه قبل أن تقف أمه حائلاً بينهما، وهي تقول بتذمر "كلنا حملنا وكلنا أنجبنا الأطفال!!"
وما إن همّ (وسام) بالحديث حتى قطع كلامه صوت (نادين) تدخل المطبخ تستند على الحائط من شدة إرهاقها وتقول "أنا آسفة، أعلم أنني مقصرة في حقكما"
وما إن رآها (وسام) حتى قفز من مكانه وشرع لمساعدتها وأسندها عليه بحذر وهو يقول "(نادين)، لماذا نهضتِ من مكانك؟ الزمي الفراش كي لا ترهقي نفسك!"
فترد (نادين) بمجاملاتها العذبة "لا عليك عزيزي، أنا بخير"
فيقول (وسام) غير مقتنعاً "أي خير هذا الذي تتحدثين عنه؟ أنظري إلى وجهك في المرآة كم يبدو شاحباً وضعيفاً، هيا افعلي ما أمرتكِ به عزيزتي"
وفجأة سمعا (حواء) تقول وهي منسجمة في طبختها وكأن شيء لا يحدث "(نادين)، هلا أحضرتِ لي الملح؟"
فترك (وسام) يد (نادين) وجرى ليجلب الملح لوالدته محاولاً فعل ذلك نيابة عن زوجته، فرمقته (حواء) وهو يحمل الملح في يده ويقول بطاعة وصدر رحب "ها هو الملح أماه!"
إلا أن (حواء) قالت بانزعاج "أنا لم أقل (وسام)، بل قلتُ (نادين)!"
حينها وضع (وسام) الملح بجانبها على المنضدة ثم عقد ذراعيه قائلاً بريبة "إذاً أنتِ تريدين أن تتعبي (نادين)، وليس هدفكِ الملح فقط! لأنني أحضرته لكِ ومع هذا لستِ راضية!"
فدهشت (حواء) لتقول بغضب "أتهاجمني؟!"
وفجأة قالت (نادين) محاولة تلطيف الأجواء الثائرة "أرجوكما، أنا بخير، وسأساعدكِ يا سيدة (حواء) في الطهي، وأرجو ألا تمنعني يا (وسام)، فأنا أدرى بصحتي وقوتي، وأجد نفسي بخير الآن"
كان (وسام) حقاً يتمنى أن يعترض ويجبرها على العودة إلى فراشها، ولكنه لم يشأ أن يفرض عليها تسلطه وجبروته، فصمت ووثق في تصريحاتها بشعورها بالصحة الجيدة، وفسح لها المجال لمساعدة والدته مشترطاً عليها بطلبه "عديني أنكِ لن ترهقي نفسك، وما إن تشعري بالتعب حتى تعودي مباشرة إلى الفراش!"
فابتسمت (نادين) ابتسامة تحمل في معانيها الكثير من الوقار والشكر والامتنان لزوجها الذي يخشى عليها من نسمات الريح!
وعندما غادر المطبخ شمّرت (نادين) عن ذراعيها وأقبلت لمساعدة (حواء) إلا أنها فوجئت بـ(حواء) تجلس على الكرسي وتقول بنبرة آمرة متسلطة "هيا أكملي أنتِ، لقد تعبت!"
لم تعترض (نادين) ولم ترفض طلبها، وتمكنت بمعونة من الله أن تكمل باقي الأكلة حتى أصبحت جاهزة، وأرادت أن تجلس وتستريح قليلاً إلا أن (حواء) أخذت تطلب منها في كل مرة أشياء ليست ضرورية، فقط كي لا تتيح لها فرصة الجلوس. وظنت (نادين) أن تصرّف (حواء) ما هي إلا محاولة منها لمساعدتها على نسيان الألم والإرهاق الذي تشعر به.
أخيراً التفّوا جميعاً حول المائدة وتناولوا الطعام الذي شكر بعده (وسام) الله على نعمته بأن أنعم عليهم بها، ثم استأنف حديثه شاكراً كل من والدته و(نادين) على بذل مجهودهما في وضع تلك اللمسات الساحرة التي ضاعفت من مذاقه الرائع.
فابتسمت (نادين) ثم داعبت شعره قائلة "لا تنسى أنك اشتركت في إعداده أيضاً!"
وكانت تقصد أنه هو من بدأ به وجهّز مقاديره.
وفجأة قالت (حواء) بتذمر "وأرجو ألا يحدث هذا مجدداً!"
فطأطأت (نادين) رأسها وخشيت أن تهب معركة أخرى بين (وسام) ووالدته، إلا أنه قال مداعباً بهدوء "أماه تعرفين أن الطهي من هواياتي!"
فتجيب (حواء) بنبرة جادة "هوايتك تلك في أيام شبابك مع أصدقائك، أما الآن فأنت متزوج، وهناك من هو مسئول عن هذه الأشياء!"
ثم نظرت بطرف عينها لـ(نادين) لتفهم ابنها أنها تخصها بالكلام، فابتسم (وسام) محاولاً هضم الموضوع على أنه مجرد نوع من الغيرة التي هي من طبيعة الأنثى، فقال "لا عليكِ يا أماه، فـ(نادين) لم أجد لها مثيل في الدنيا، ولن أجد! ولا تنسي أنني لن استغنى عنها، لا هي... ولا أنتِ يا أمي الحبيبة!"
كلمات نجح (وسام) في أن يسكت بها كلام والدته الجارح المرسل بصاروخ متفجر مصوب ناحية رأس (نادين) مباشرة، وعمّ الهدوء لدقائق قبل أن يعود الزوجين لشقتهما وتبقى (حواء) في شقتها.
في تلك الفترة كانت (نادين) قد دخلت للمطبخ وفتحت صنبور المياه استعداداً لغسل الأطباق، إلا أن (وسام) كان أسرع منها حركة وخطف الأطباق من يدها وأخذ يسحبها من ذراعها ليخرجها من المطبخ وهو يقول "هل تتعمدين استفزازي، أم ماذا؟"
فضحكت (نادين) كما ضحك (وسام) أيضاً، وأجبرها على النوم في الفراش طالباً منها عدم الابتعاد عنه إلا عند أداء الصلاة، وإن احتاجت لغيرها فتطلبه ليحضر لها ما تريد.
ثم نظر للساعة بجانبه ووجد أن عليه الخروج الآن ليلحق صلاة الجماعة في الجامع، إلا أن (نادين) أمسكت بيده قائلة بنبرة غريبة حزينة كأنه عصفور يريد الطيران دون جناحين "(وسام) أرجوك"
فعاد (وسام) قائلاً "نعم عزيزتي؟"
فتنهدت (نادين) قبل أن تقول بنبرة تخنقها ألماً "أرجوك.. لا أريد أن أرى نزاعات بينك وبين والدتك بسببي"
فابتسم (وسام) مواسياً ثم قال "لا توجد نزاعات أبداً يا عزيزتي! كل شيء على ما يرام، وما يحدث بيننا ما هي إلا مجادلات بسيطة ليفهم كل واحد منا وجهة نظره للآخر!"
فهزت (نادين) رأسها بخضوع قائلة "أرجو ذلك"
ثم قبّل (وسام) رأسها مستحلفها بالله أن تطلب منه أن يجلب لها أي شيء تحتاجه، إلا أنها قالت أن لا يلزمها شيء حالياً، وطلبت منه الذهاب للصلاة وأن كل شيء سيكون على ما يرام.
وما إن خرج (وسام) من المنزل حتى سمعت (نادين) صوت الباب الفاصل بين الشقتين يفتح، فتنهدت قائلة في نفسها مدركة ما ينتظرها "لطفك يا رب"
ودخلت (حواء) للغرفة حيث كانت (نادين) مستلقية، لتعقد بعدها ذراعيها حاملة في وجهها ملامح الانزعاج، وكأن مشهد تلك وهي مرتاحة في سريرها، ما هو إلا شوكة مؤلمة تغص مريء الأخرى!

***يتبع***

واثقة الخُطى

واثقة الخُطى
المديره


اه من غيرة الحموات بعدها شن صار ان شا ء الله ماهزبتها هههههههههههههههههه شفتي انا انزجمت مع القصه ..... وحسيت روحي قاعده معاهم Very Happy

https://banat3echa.yoo7.com

هبة

هبة
أخت متألقه

هههههههههههههه إنتِ مزال ما شفتِ شي يا مليكة ههههههههههههه
شكراً لك SmileSmileSmile

هبة

هبة
أخت متألقه


*الجزء الثالث*

أمطار اللوم انهمرت فوق (نادين) وأغرقتها بعد أن خرجت حروفها من (حواء) التي انزعجت من وجود (نادين) في فراشها والأطباق ليست مغسولة، وطلبت (حواء) تفسيراً لهذا التأجيل، فأجابت (نادين) "(وسام) منعني من غسلها وطلب مني أن أستريح"
فقالت (حواء) بسخرية "وهل أنتِ حقاً بحاجة إلى الراحة؟!"
فدهشت (نادين) من هذا السؤال، كيف لا تحتاجها وهي ترى أمام عينيها الإعياء الذي يصيبها فجأة وشعورها المتواصل بالرغبة في التقيؤ؟! لهذا كان جواب (نادين) بكل بساطة "بالطبع أحتاج"
فاستندت (حواء) على الحائط المجاور لتقول في مرارة "ومتى سنرتاح من هذه الراحة؟!"
ففكرت (نادين) محاولة معرفة الإجابة التي قد ترضي سيدة مثلها، إلا أن الإجابة لم تكن إلا تلك التي ستثير غضب الأخرى، وهي "عندما أضع الجنين"
جن جنون (حواء) وقالت صارخة مبتعدة عن الحائط الذي كان يسند ظهرها "وهل سنبقى أنا و(وسام) نعاني طوال الـ9 أشهر؟!"
فأجابت (نادين) محاولة تخفيف الصدمة "انقضى منهم 3 يا سيدة (حواء)!"
إلا أن المحاولة باءت بالفشل، إذ قالت (حواء) بنبرتها المعتادة "هذه مجرد حجج تتحججين بها كي تستريحي من أعباء المنزل"
فقالت (نادين) بشيء من الاستياء "إنني لا أتحجج بشيء والله يا سيدتي، وربي شاهد على ما أقول"
إلا أن (حواء) عادت من جديد لأول جملة افتتحت بها النزاع وقالت وكأن أحدهم أعاد الشريط من بدايته "حسناً، هيا انهضي واغسلي الأطباق"
فشعرت (نادين) أنها قد أرهقت نفسها في الإقناع دون فائدة، فقالت "أرجوكِ لا تدعيني أعصي أوامر زوجي"
فضحكت (حواء) قائلة بسخرية عائدة لشكوكها وتأويلاتها "ما هذه الحجة الجديدة؟ أرأيتِ كيف تلعبين بذيلك؟"
فأغمضت (نادين) عينيها بيأس وهي لا تعرف كيف تتصرف مع (حواء) التي لا تقنعها أي طرق، ثم ما أفتح عينيها هو سؤال (حواء) الذي لا تكف عن طرحه كنوع من الاستفزاز "هل ستغسلين الأطباق أم لا؟"
فأجابت (نادين) بصراحة "للأسف لا، لأن طاعة زوجي واجبة"
فغضبت (حواء) وقالت صارخة "وهل تظنين أن زوجك سعيد ببقائك هكذا في الفراش طوال اليوم؟"
فترد (نادين) بنبرتها الهادئة "لقد أظهر لي أنه راضٍ، لهذا يجب أن أرضى به أنا أيضاً حتى لو لم أكن أريد"
فابتسمت (حواء) باستهزاء لتقول "يا للروعة، تستخدمين حسن الخلق والطاعة لنيل غايتكِ!"
أرادت حقاً أن تنهي (نادين) كلامها بجملة واحدة، إلا أنها كتمتها وقالتها في قلبها ألا وهي "سامحكِ الله"
ثم التفتت (حواء) مغادرة الغرفة بعد أن أدركت أن إقناع (نادين) أمر أشبه بالمستحيل، وأخذت تبتعد عن الغرفة متجهة للمطبخ وهي تقول "أعلم أن (وسام) لن يهنأ له بال قبل أن يغسلهم بنفسه، لهذا أنا من سيقوم بهذا طالما هناك أناس لا ضمير لهم ويستغلون طيبة الناس وعطفهم!"
تنهدت (نادين) براحة بعد أن ابتعدت عنها (حواء) رغم عدم استساغتها الإهانات التي ألقتها (حواء) على مسامعها، وشعرت بالخجل حقاً لحظتها بعد أن سمعت صنبور المياه يفتح و(حواء) تغسل ما في الحوض، كيف تنام وتترك من هي أكبر منها سناً تغسل الأطباق؟ وأين..؟!؟ في منزلها الخاص!
فبقيت (نادين) محتارة، هل ترضي (حواء) وتعصي زوجها؟ أو تبقى كما هي تجبر نفسها على الشعور بوقاحة ما تقوم به؟
ولم تكمل تفكيرها حتى فجأة شعرت بباب المنزل يفتح، وعلمت أن (وسام) عاد من الجامع، فقالت بارتباك في نفسها "ماذا سيقول عني إن وجد والدته تغسل الأطباق؟"
ثم طمأنت نفسها قائلة "لا أظن أنه سيقول عني شيء، لأنه مهتم بصحتي أكثر من أي شيء آخر"
ثم عادت إليها الهواجس من جديد فسألت حائرة "ترى ماذا سيحدث؟"
ما إن سمع (وسام) صوت أحدهم يغسل الأطباق في المطبخ، حتى فقد صوابه وظن أنها (نادين) عصت أوامره وبدأت في غسلهم، فانطلق للمطبخ مسرعاً وهو يصيح ناهياً "(نادين)!!!! ألم أطلب منكِ أن........"
وفجأة صمت عندما اكتشف أن من في المطبخ هي والدته، فنظرت إليه بابتسامة ساخرة وهي تقول "لا عليك، ليست (نادين) التي تغسل الأطباق، بل خادمتها!"
صدم (وسام) قبل أن يقول "خادمتها؟ حاشاكِ مما تقولينه يا أماه!"
فنظرت (حواء) للحوض مجدداً وتابعت غسلها دون تعليق، إلا أن (وسام) اقترب منها ساحباً منها إسفنج الغسل وهو يقول عارضاً مساعدته "دعي هذا الأمر لي يا أماه، استريحي أنتِ!"
بعد هذه الجملة كانت (نادين) تسمعهم من بعيد، فقالت في نفسها قاصدة (حواء) "أرجو أن تدرك بعد هذه الجملة أن (وسام) يسعى لراحة الجميع، وليس أنا فقط!"
أما هناك، فكان النزاع مستمراً، فقد أعادت (حواء) سحب الإسفنج من يده وهي تقول "ألا تخجل أن تطلب مني أتركك تعمل أعمال النساء؟"
فنظر (وسام) للأطباق وقال "غريب! لا أجد مكتوب عليها ((خاص للنساء فقط))"
تلك الجملة أضحكت (نادين) التي كتمت أنفاسها كي لا يصل ضحكها لمسامعهما، أما (حواء) فقد قالت محاولة صرفه عنها "هيا اذهب لزوجتك ودعني أنهي عملي"
ولكن (وسام) كعادته اعترض قائلاً "لن أغادر المطبخ ولن أبرح مكاني حتى تغادريه معي!"
حينها ثارت براكين الأم لتقول بغضب "ومن سيغسل الأطباق إذاً؟! زوجتك الملاصقة للفراش؟! أم أنت الذي ستكون ممنوع مائة بالمائة من لمسهم طالما أنا على قيد الحياة في هذا المنزل!!!!!"
فوضع (وسام) يده على فمه قائلاً كلمات مفعمة بالضحك "أماه ما بك تتصرفين بهذه الطريقة؟ الموضوع لا يستحق كل هذا"
وبقي (وسام) يحاول إقناعها كما تفعل هي كذلك، حتى وجدت نفسها قد أنهت غسلهم في فترة جدالهما، فقال (وسام) "هل استرحتِ الآن؟"
فحملت (حواء) المنشفة وأخذت تزيل أثر البلل من يديها وهي تقول "المهم ألا تتعب أنت، يكفيك ما تعانيه بسبب (نادين)"
فتعجب (وسام) وسأل "ما أعانيه بسببها؟ ما قصدك؟"
بعد هذه الجملة ضربت (نادين) جبينها بيأس وهي تقول "ما إن يدخل اسمي في كلامهما حتى أعلم أن معركة ستشتعل!"
ولم تجد (نادين) خيار آخر لتجنب وقوع الحرب سوى أن تنادي (وسام) لتبعده عن والدته، فقالت منادية "(وسام) تعال أرجوك"
فعقدت (حواء) ذراعيها وقالت لـ(وسام) بسخرية "هيا اذهب، فالأميرة النائمة تناديك"
فنظر (وسام) نظرة المتحسر على تصرفات والدته، ثم التفت وذهب لـ(نادين) وهو يقول بلطف "كيف حال حبيبتي؟"
فتجيب (نادين) بحزن مصطنع "إنها حزينة"
صدم (وسام) ليقول قالباً المزاح لجد "ماذا؟!؟!؟ ماذا حدث؟"
فابتسمت (نادين) وقالت "اهدأ اهدأ، لم أكن أقصد بكلامي إلا أنني ألومك لأنك تمنعني من مغادرة الفراش"
فجلس (وسام) بجانبها وقال "لا أريدكِ أن ترهقي نفسك"
فسألته (نادين) "ألا ترى بعينيك أنني بصحة جيدة الآن؟"
فيرد (وسام) "أنتِ أدرى بصحتكِ عزيزتي، ولا أريد أن أكون سبباً في تقييد حريتك"
فابتسمت (نادين) وقالت مستبشرة "هذا يعني أن لي الحرية الآن في عمل ما أريد"
فيرد (وسام) مشترطاً "ولكن ليس لحد الإفراط"
فنهضت (نادين) بسعادة وغادرت الغرفة لتصدم عندما تجد (حواء) أمام وجهها تعقد ذراعيها وتقول "تماماً، تنهضين بعد أن أنتهي"
فقالت (نادين) بقلق "كلا، (وسام) سمح لي للتو أن..."
ولكن (حواء) قاطعت كلامها بأن ابتعدت عنها متجهة لشقتها وهي تقول "نعم نعم، سنرى قريباً"
هكذا كان الحال: (حواء) تقحم نفسها في كل كبيرة وصغيرة تفعلها (نادين)، ويجب أن تتذمر من عملها سواء كان قد نال إعجابها أو لم ينل، إلا أن (نادين) كانت تصبر وتحتمل، وكان (وسام) يظن أن (نادين) ليست منزعجة من (حواء)، إلا أنه لم يكن يعلم الحقيقة التي تخفيها، فقد صارت كلما رأت (حواء) تقترب من الشقة، فكأنها تحمل معها حبل المشنقة. ولكنها تصبر من أجل زوجها، فلو أظهرت (نادين) ولو انزعاج بسيط من تصرفات (حواء) فقد يقلب (وسام) الدنيا رأساً على عقب، دون أن يعلم ماذا يفعل! هل يهبّ في وجه أمه التي من الواجب عليه إرضائها واحترامها وطاعتها في كل كبيرة وصغيرة؟ أم يهب في وجه زوجته التي لم تكن سبباً في أي مشكلة والتي يحبها بشدة؟
لهذا كان كل من هؤلاء الثلاثة: (وسام)، (نادين)، و(حواء) يتمنون ألا يكشف أحد منهم تصرفات الآخر التي لا تكن له تقديراً أو إعجاباً، فتدخل في مشكلة قد تكون عواقبها وخيمة.
أخذ (وسام) زوجته (نادين) لفحص طبي تطمئن فيه على صحتها وصحة جنينها، وفي طريق العودة يمررها على منزلها حيث والديها وذكريات طفولتها البريئة، وتمضي عندهما أوقات تغمر قلبها السعادة والراحة، لتنسى الهموم التي تصبّها عليها (حواء) يومياً، وتكتم تلك الهموم لنفسها دون أن تخبر بها أحد، حتى أقرب الناس إلى قلبها ومفتاح أسرارها.. والدتها!
ثم تمضي الأيام سريعاً، بل والأشهر الطويلة، حتى تأتي اللحظة التي تطلب فيها (نادين) من (وسام) أن يأخذها إلى المستشفى لأنها تشعر بأن موعد ولادتها قد حان.

***يتبع***

واثقة الخُطى

واثقة الخُطى
المديره


باهي كملي بعدها شن صار في نادين ولددت بنت ولا ولد قصة من تأليفي.. الفصل الأول.. بين زوجي ووالدته 1852864628

https://banat3echa.yoo7.com

هبة

هبة
أخت متألقه


*الجزء الرابع*

لم تكن (نادين) فقط من تعاني في غرفة الولادة، بل (وسام) أيضاً الذي كان جالس في مكان قريب من الغرفة التي هي فيها، وجبينه يتصبب عرقاً والتوتر بادٍ عليه بوضوح من حركاته التشنجية ورعشة يديه.
وبعد انتظار طويل.. ينهض من كرسيه ويقضي وقته مشياً في الممر من بدايته حتى نهايته حتى يشعر بالدوار من الذهاب والإيّاب، فيعود للجلوس قبل أن يقف مجدداً معيداً جولته من جديد. والوقت يمضي وصار يشعر أن أعصابه قد تنهار في أي لحظة. أما بجانبه فكانت تجلس (حواء) التي كانت تراقب تصرفاته فقالت "أنا واثقة أن (نادين) لا تعاني حالياً ما تعانيه أنت!"
إلا أن (وسام) لم يسمعها، بل ولم يكن ينوي حتى سماعها، فلم يكن يتمنى سماع أي صوت إلا..... صوت بكاء الطفل الذي ظهر أخيراً!!
ما إن سمعه (وسام) حتى وقف من كرسيه وارتسمت ابتسامة واسعة على شفتيه تكاد تخفي ملامح وجهه، فقالت (حواء) محاولة تهدئته بأسلوبها المعتاد "اهدأ وإلا أفزعت من سيخرج من الغرفة بمظهرك"
ثم نظر (وسام) لوالدته وهو متصلب على نفس الملامح، فطأطأت (حواء) رأسها وقالت "ظننتُ ملامحك أسوأ من هذا، حسناً.. لا بأس بها"
وفجأة شعرت بذراعين يطبقان عليها ويعانقانها بل ويعصرانها بقوة، وكان ذلك (وسام) الذي أخذ يضحك بسعادة ويقول "أماه.. جاء الطفل!!!!!!!"
وفجأة فتحت ممرضة الغرفة وخرجت منها ليلتفت (وسام) مباشرة وتتسع ابتسامته عندما يجدها تحمل طفلاً بين يديها بعناية، فاقترب (وسام) من طفله وراقبه بسعادة وهو يقول "ما أجمله! إنه جميل حقاً"
فتجيب الممرضة ببشاشة "إنها طفلة يا سيدي، مبارك لك"
كانت تلك الجملة كوقعة الصاعقة على (حواء) التي كانت تريد أن يكون الطفل ذكراً، أما (وسام) فقد قابل الخبر بشكر لله وحمداً على النعمة، ثم ما لبث أن قال مستفسراً "(نادين)! كيف حالها؟"
فتجيب الممرضة مطمئنة "إنها بخير!"
فرفع (وسام) رأسه للسماء قائلاً براحة "الحمد لله"
ثم نظر مجدداً للممرضة وسأل راجياً "هل لي أن أراها؟"
فأجابت الممرضة "إنها نائمة حالياً يا سيدي، لكن بإمكانك الدخول إليها"
فنظر (وسام) لوالدته وقال "هيا بنا ندخل إليها"
إلا أن (حواء) مازالت تحت تأثير الصدمة، لا يتحرك لها ساكناً ولا يغمض لها جفناً!
وبالنسبة للممرضة فقد اضطرت للمغادرة كي تعتني بالطفل وتضعه في مكانه الخاص.
تعجب (وسام) من هدوء والدته وكأنها ليست سعيدة بهذه الحفيدة الجديدة، فقال متعجباً "أماه، ما بك؟ هل أنتِ بخير؟"
ولكن (حواء) لم ترد، فاسترق (وسام) بعض النظرات بلهفة وشوق إلى ما داخل الغرفة التي بها (نادين)، ليجدها تغط في نوم عميق في هدوء وسكون، فابتسم بسعادة ثم قال لوالدته دون أن يبعد ناظره عن حبيبته النائمة هناك "عن إذنك يا أماه، سأرى (نادين) وأعود"
ثم دخل الغرفة ووقف بجانب سريرها ثم حمل يدها وطبع عليها قبلة شكر وامتنان على هذه الهدية التي منحتها له بعد أن اختيرت من رحيم كريم، ثم لم يتركها حتى فتحت عينيها ليستقبلها بابتسامة سعيدة ويبشرها قائلاً "حمداً لله على سلامتكِ عزيزتي! مبارك لكِ! إنها طفلة ليس لجمالها مثيل! وتشبهكِ كثيراً!"
فابتسمت (نادين) وقالت كمجاملة تنسى بها آلامها التي تخدر كل جسدها "كانت ستكون أجمل لو أنها كانت تشبهك، الحمد لله!"
ثم نظرت حولها بتعجب بعد أن أدركت هدوء المكان وسألت بحيرة "أين السيدة (حواء)؟"
فنظر (وسام) ناحية الباب حيث توجد (حواء) على مقربة منه وقال متعجباً "لا أدري ما بها، تصرفاتها غريبة اليوم"
فقالت (نادين) في نفسها بسخرية "اليوم فقط؟"
وما هي إلا دقائق حتى زف (وسام) خبر المولودة الجديدة لوالدي (نادين) اللذان طلبا أن يبقى الأمر مفاجأة وألا يحرقا أعصابهما في لحظة ولادة (نادين)، وفور سماعهما الخبر انطلقا بسرعة إلى المستشفى بسعادة كبيرة مصطحبين معهما الأخت الصغرى لـ(نادين)، كما لم ينسيا أن يبلغا الأخت الكبرى أيضاً ليوصلها زوجها هي الأخرى إلى المستشفى.
كانت لحظة سعيدة بالنسبة للعائلة بأكملها، وخصوصاً عندما جاءت الممرضة تحمل الطفلة وتضعها في حضن أمها، وقد لاحظت (نادين) الشبه الذي بينها وبين وليدتها، فنظرت لزوجها وقالت "أنت على حق، أعترف أنها تشبهني!"
فيقول (وسام) ضاحكاً متبسّماً "لهذا أخبرتكِ أن لا مثيل لجمالها"
فابتسمت (نادين) خجلاً، ثم نظرت لابنتها مجدداً، وهي تشعر بسعادة كبيرة وسط عائلتها مع هذه المولودة الجديدة، كما سمعت من الجميع كلمات التشجيع والمدح على جمالها الخلاب وهدوئها.
كما انضمت إليهم (حواء) التي لم تشرق شفتيها ولو بابتسامة بسيطة تشجع بها (نادين) أو تهنئها بها. إلا أن (نادين) لم تكترث، فتشجيع والديها كان كافٍ لها، ناهيك عن تشجيع (وسام) الذي كان السبب الرئيسي في نسيانها كل ما عانته من حمل وإنجاب.
ثم تمضي الأيام، والأشهر، وكل من (نادين) و(وسام) يفيضان الطفلة حباً وحناناً شديداً والتي قررا تسميتها بـ(لجين). كان حبهما الشديد لها يثير بعض الانزعاج في قلب (حواء)، وأخذت تقول أن هذا قد يعلّق قلبها بهما لحد الإفراط وتصير لا تنام ليلها دون أحضانهما المعتادة.
كلامها أحدث ألماً في قلب (نادين)، التي وجدت نفسها بلا حرية حتى في التعامل مع ابنتها الجديدة، إلا أنها لاحظت تجاهل لهذا الكلام من قِبل (وسام) واستمر يفيض الطفلة بحبه وحنانه، فتشجعت (نادين) وفعلت المثل.
أما (حواء) فلم تكن تقبل حتى بحمل (لجين)، وإن تناوبت مرة على إطعامها فهذا من فيض كرمها، وكانت (نادين) تحاول جاهدة أن تزرع الحب بين (حواء) وحفيدتها لعل هذه العلاقة تكون سبباً في إصلاح البغض الذي تحمله (حواء) تجاه (نادين)، وبعد محاولات عدة تتظاهر فيها (نادين) بانشغالها أثناء غياب زوجها عن المنزل، فتطلب من (حواء) الاعتناء بـ(لجين) قليلاً ريثما تنهي عملها، فقط وسيلة للتقارب بينهما ليس إلا، وكانت الخطة تنجح بالفعل! فعندما كانت تعود إليهما تجدهما منسجمتين في الضحك والمزاح، فتبتسم (نادين) حامدة الله، وترجو أن يستمر الحال وإلى الأفضل أيضاً.
ولكن ما إن تلمح (حواء) (نادين) قادمة حتى تتظاهر بانزعاجها من (لجين) ثم تقول بتذمر "لماذا تأخرتِ؟"
فتجيب (نادين) وهي تحمل (لجين) لتصطحبها معها "أنا آسفة، أرجو ألا تكون قد أتعبتكِ (لجين)"
فتلتفت (حواء) دون أن ترد، وتتظاهر بخجلها من الاعتراف بأنها كانت تزعجها، إلا أن مثل هذه التمثيليات لم تنطوي على (نادين) التي كانت تراقبهما قبل مجيئها، وهي على يقين أن الجدة ستحب حفيدتها مهما بذر منها، وأن قلبها صار يتعلق بها. حتى عندما تريد (نادين) الخروج مع (وسام) لشراء بعض المستلزمات، تقترح عليهما (حواء) أن يتركا (لجين) معها، فيسمحا لها دون شك، وذلك خير دليل على أنها متعلقة بها كل التعلق.
وبعد مرور سنوات قليلة صارت (لجين) تتنقل في أرجاء المنزل فرحة بقدميها التي اكتشفت وظيفتهما منذ فترة قليلة. أما (حواء) فقد كانت منزعجة جداً وخصوصاً بعد أن أخبرها زوجها في مكالمة هاتفية أنه سيضطر لتمديد السفر أكثر، لأن عمله لم ينتهي بعد. حينها صرخت قائلة تزمجر في الهاتف "إلى متى سأبقى وحدي؟! لماذا لا تهتم بنا؟! حتى ابنك لم تحضر زفافه!!"
فيجيب زوجها في هدوء ورثه منه ولده "تعلمين ظروفي يا (حواء)، والله كنت أتألم يوم أدركت أن الليلة زفاف ابني، وأنا لم يكن بمقدوري الحضور!"
فقالت (حواء) بعد أن هدأت بنبرة حزينة تحاول كسب عطف زوجها وشفقته "أنا بحاجة إليك، لقد تعبتُ وحدي!"
فيقول الزوج متعجباً مدركاً أنها تشتكي من الملل فقط "لماذا؟ هل (وسام) يبخل عليكِ بشيء؟"
فترد (حواء) وكلمات الشفقة تتناغم مع صوتها "في الحقيقة.. لا، لكنني أشعر بالملل، وأنت تعلم أن تطفلي دائماً بين ابني وزوجته قد يزعجهما"
فيقول الزوج بنبرة ساخرة "لا تتطفلي إذاً!"
فتثور أعصابها من جديد وخصوصاً أن نبرات التوسل والترجي والاستعطاف لا تجدي معه ولو بنتيجة فاشلة، لتصرخ قائلة "وهل أبقى وحدي؟! لقد مللت!! أريد حقاً أن أجد مع من أتحدث!!!!!!"
فقال الزوج متنهداً بيأس "أنا أعرفكِ جيداً، تصرفي معهما بلطف وسوف ترين المعاملة الحسنة التي ستتلقينها!"
فصدمت (حواء) واشتعل وتوهّج وجهها احمراراً وهي تصرخ بغضب "ما قصدك؟!؟!"
فضحك الزوج قائلاً بنبرة مختلطة ما بين المواساة والسخرية "لا تنزعجي مني عزيزتي (حواء)، لكنني أعرفكِ جيداً! لابد أنكِ أزعجتهما بأوامركِ التي لا تنتهي!"
فقالت (حواء) بعد أن فقدت الأمل في تغيير قرار عزم هو على اتخاذه للمكوث بعيداً مدة أطول "سامحك الله!! أتتصل بي لتهينني؟"
فيرد الزوج مصححاً فهمها الخاطئ "لا.. أنا..."
ولكن (حواء) قاطعته قائلة بسخرية "لا تبرر، فلا بأس! أنا أيضاً اعتدتُ على إهاناتك! عموماً.. أرجو لك التوفيق، وأرجو ألا تنسى أن هناك عائلة بانتظارك هنا، مع السلامة"
فقال الزوج مسرعاً محاولاً منعها من قطع الاتصال "مهلاً.." ولكن قابله صوت انقطاعه.
ثم شعرت (حواء) بالملل يشتد عليها فذهبت تتسلى في الشقة المجاورة مع (لجين)، منتظرة الغداء الذي على وشك أن يجهز في أي لحظة والذي صنعته أنامل (نادين) البارعة.
وأخيراً اجتمع الجميع حول المائدة وتناولوا الطعام، والكل يتناوب في إطعام الصغيرة (لجين) التي أحدثت فوضى عارمة مكان جلوسها، إلا أن الجميع كان يتلقى هذا بروح الضحك والبهجة.
ثم وقفت (نادين) بعد انتهائهم من تناول الطعام وأخذت تلم الأطباق لتغسلهم، أما (حواء) فقد انطوت في زاوية الغرفة تلاعب (لجين) ببعض ألعابها، وكان (وسام) كلما أراد أن يساعد زوجته في نقل الأطباق من هذه الشقة للأخرى، صعقته نظرة أمه الحادة التي تشل قدميه وتبقيه جالساً مكانه.
وبينما كانت (نادين) منسجمة في غسل الأطباق، دخل عليها زوجها المطبخ وهو يتنفس الصعداء ويقول "أعترف أني صرت أخاف من أمي بعد أن بلغتُ عمري هذا، لقد هربتُ بأعجوبة!"
فظهرت ملامح الدهشة على وجه (نادين) قبل أن تنفجر ضحكاً على (وسام) الذي أخذ يراقب ضحكاتها وشاركها فيها أيضاً، ثم جلس يتبادل معها نقاش ممتع في بعض المواضيع المختلفة.
ثم أنهت ما كانت تغسله ولاحظ هو ملامح السعادة مرسومة على وجهها لا تفارقها منذ فترة، ففرح لفرحها، ولكن تمنى أن يعرف سبب هذه السعادة، فاستفسر قائلاً "فضولي يقتلني لأعرف ما سبب فرحة أميرتي اليوم!"
حينها نظرت إليه (نادين) تتنفس الصعداء لتقول "أخيراً لاحظتَ هذا!! لقد تَعِبَتْ شفتاي من الابتسام محاولة لفت انتباهك!"
فدهش (وسام) وقال "إذاً فأنتِ تخفين عني شيئاً"
فاقتربت من الطاولة التي يجلس عندها ثم جلست معه قائلة بابتسامة مشاكسة "ماذا تظن؟"
فأخذ (وسام) يفكر بحيرة إلا أنه لم يجد احتمالاً أكثر من "أعجبكِ الطعام؟"
فانفجرت (نادين) ضاحكة ثم قالت "كلا! صحيح أنه أعجبني ولكن ذلك ليس السبب!!"
فقال (وسام) راجياً منها الفصح بالأمر "أرجوكِ فأنا بحاجة لأن أفرح أيضاً، فبسعادتكِ أسعد"
فطأطأت (نادين) رأسها واحمرت وجنتيها قبل أن تقول بهدوء يغمره السعادة والخجل "أنا حامل!"

***يتبع***

واثقة الخُطى

واثقة الخُطى
المديره


نادين حامل اخرى بعدها حي عليها من حماتها حواء توا يبدن مشاكل من جديد قصة من تأليفي.. الفصل الأول.. بين زوجي ووالدته 944681783

يابختها نادين في وسام ان شاء الله ربي يرزقني بالزوج حنون كيف وسام قصة من تأليفي.. الفصل الأول.. بين زوجي ووالدته 126491095

https://banat3echa.yoo7.com

هبة

هبة
أخت متألقه

هههههههههههههههه آمين ^___^
شكراً على ردودك الجميلة مليكة وشكرا على متابعتكِ القصة Smile

هبة

هبة
أخت متألقه


*الجزء الخامس*

لم تكن المتاعب التي عانتها (نادين) في وحمها هذا أقل رحمة من حملها السابق، فرغبتها في التقيؤ هذه المرة أكثر بكثير من المرة السابقة، كما كانت كلما وقفت شعرت بالدوار وعادت للفراش مجدداً، وبدأت (حواء) روتين المضايقة والإزعاج وفرض الأوامر كلما غادر (وسام) المنزل.
وكانت (نادين) ترفض ما يرهقها، ليس طاعة لزوجها كما مضى، بل حتى طاعة لجسدها الذي أجبرها على البقاء في السرير، وأخذت (حواء) تتهمها بتقصيرها اتجاه واجبها المنزلي واتجاه زوجها وابنته، إلا أن (نادين) لم تعد تطيق حتى سماع كل هذا، فتغمض عينيها دون أي حركة، حتى تظن (حواء) أنها نامت فتغادر الغرفة.
وما إن يعود (وسام) للمنزل عائداً من نزهة يتنزه فيها مع ابنته (لجين)، حتى تختفي (حواء) من الوجود وكأنها لم تقترب من (نادين) أبداً، فيشعر (وسام) بالسعادة لأن زوجته كما تركها، وعندما يسألها عن حالها بالطبع لن تتحدث أبداً عما فعلته (حواء) من استفزاز لها وتسلط في غيابه.
وكان هذا حالها كلما خرج (وسام) من المنزل.
وبعد صبر وعناء وتحمل، أخيراً ذهبت تلد جنينها في المستشفى، و(حواء) كانت تنتظر الخبر المفرح بفارغ الصبر بأن يكون لها حفيداً، إلا أن الصاعقة كانت من أسوأ ما توقعت بعد أن أدركت أن (نادين) أنجبت ابنة أخرى.
لحظتها كرهت (حواء) الدنيا وما فيها، كرهت حتى (لجين) التي كانت تمضي معظم وقتها معها، انعزلت عن الغير بأن بقيت في غرفتها لا تستقبل أحد ولا تريد من يستقبلها، مما تسبب هذا في خوف ابنها (وسام) من أن تكون قد أصيبت بمرض ما، ولم يخطر بباله أن هذا كله بسبب عدم إنجاب (نادين) ابن يفرح به (وسام)، رغم أن (وسام) كان سعيداً جداً بالابنة الثانية التي سرقت ملامح والدها عكس الأولى التي تشبه والدتها، ولم يكترث أبداً كونها ذكر أو أنثى.
ومن تلك اللحظة، انقلب كل شيء، وصارت معاملة (حواء) أكثر جفافاً مع (نادين)، لكن بنتيها أنسياها الحزن وغمرا قلبها بالسعادة الكبيرة، وأخذ (وسام) و(نادين) يفعلان المستحيل للعناية بالفتاتين، ففي العادة يصطحب (وسام) ابنته (لجين) لإحدى الحدائق القريبة، بينما تعتني (نادين) بابنتها الجديدة والتي أسمتها (هند).
ورغم أن (نادين) مازالت متعبة، إلا أن (حواء) كانت بين حين وآخر تدخل غرفتها وتطلب منها تنفيذ بعض الأوامر التي تطلبها منها، ولم يكن هناك خيار أمام (نادين) سوى أن تلبي طلباتها خوفاً من حدوث مشكلة بينها وبين ابنها بسبب تقصيرها، وخصوصاً أن (وسام) سيدافع عنها ضد والدته الظالمة بلا شك.
والذي كان يثير استفزاز (نادين) هو هروب (حواء) من شقتها فور سماع صوت أقدام (وسام) تقترب من باب المنزل، فتتنهد (نادين) راحة، على الأقل حان وقت الهدوء والراحة بجانب من سيغمرها أمان وسلام.
ومضت السنوات وكبرت (هند) أيضاً وصارت تمضي معظم وقتها مع أختها (لجين) والتي صار عمرها 6 سنوات.
وأشترى لهما (وسام) عدداً كبيراً من الألعاب ووضعها في غرفتهما الخاصة فصارتا تمضيان فيها معظم وقتهما ولا تظهران إلا عندما تريد إحداهما دخول الحمام أو تناول شيء.
مضت سنة على هذا الحال، وكانت في إحدى الأيام (نادين) تقف في المطبخ تعد طعام الغداء، وكان (وسام) جالساً في الصالون المقابل للمطبخ، يلاعب ابنتيه الجالستين حوله تارة، ويراقب زوجته في المطبخ تارة أخرى. كان يراقبها بسبب قلقه من وجهها الشاحب على غير عادتها.
ثم طأطأ رأسه بعد أن طلبت منه (هند) رؤية الفستان الصغير الذي قامت بصناعته، فشجعها وقال أنه في غاية الجمال وأنها ستصير فنانة في المستقبل. وفجأة سمع صوتاً ضعيفاً يأتي من المطبخ قائلاً "(و..وسام)! تعال"
فرفع (وسام) رأسه بفزع قلقاً من نبرة صوتها، فإذا به يجدها تستند على المنضدة بيدها وباليد الأخرى تمسك رأسها، فأبعد (وسام) بنتاه عن حجره ثم قفز مسرعاً وجرى للمطبخ إلا أنه صدم عندما وجد (نادين) تتهاوى شيئاً فشيئاً فاقدة توازنها، لكنه ولحسن الحظ تمكن من التقاطها بين ذراعيه وشعر بجسدها يتراخى، فقال لها بنبرة قلق "(نادين)!!! ما بكِ؟!؟!؟!"
إلا أن (نادين) لم ترد وأخذت تتنفس بصعوبة وإرهاق، حينها حملها بذراعيه وانطلق مسرعاً لشقة والدته فوجدها تنظف بعض غبار المنزل، وما إن رأته يقبل نحوها شارد الذهن وقلق حتى قالت له بتعجب "ما الأمر؟!"
فقال لها مستعجلاً "أرجوكِ اعتني بـ(لجين) و(هند) ريثما أصطحب (نادين) إلى المستشفى فقد أغمي عليها فجأة!"
ثم انطلق مسرعاً مغادراً المنزل تاركاً (لجين) و(هند) تبكيان خوفاً من كل ما يجري، فأمسكت بهما (حواء) وهي تقول مطمئنة "لا تقلقا، سيعودان قريباً"
ثم نظرت ناحية الباب الذي خرج منه (وسام) وقالت محدثة نفسها بانزعاج "تلك الـ(نادين) لم نجد منها سوى المرض والضعف والإعياء!!"
وفي ذلك الوقت انطلق بها (وسام) بسيارته إلى المستشفى، وعندما وصل أنزلها وانطلق بها لأقرب طبيب يسمح له وقته أن يفحصها بسرعة، وبالفعل وجد من كان بانتظاره والتقط منه (نادين) ثم دخل يتفحصها وأخذ منها عينة دماء، ثم مباشرة غرس في يدها إبرة التغذية نظراً لتدهور حالتها الصحية.
ولم يبتعد عنها (وسام) شبراً واحداً، بل كان يلازمها في كل مكان وزمان، قلقاً على صحتها ويرجو منها أن تفتح عينيها وتخبره أنها بخير وتحكي له ما تشعر به وما جرى لها تماماً.
غاب عنهما الطبيب فترة يتفحص العيّنة التي أخذها من دمها، وبعد قليل عاد مجدداً فاستقبله (وسام) بأسئلته المتكررة، فقال له مهدئاً "اهدأ أرجوك! لا داعي للقلق! أبشّرك أن زوجتك حامل!"
فدهش (وسام) وتحجر في مكانه فترة قبل أن يستوعب ما سمع، ثم قال "حـ..حامل؟"
فيرد الطبيب بابتسامة هادئة "أجل! ويبدو من ملامح وجهك أنها المرة الأولى التي تحمل فيها"
ولكن (وسام) صحح كلام الطبيب قائلاً "كلا! بل المرة الثالثة! ولكن.. لم يحدث معها هذا من قبل! صحيح أنها عانت كثيراً في المرتين الماضيتين، ولكنها لم تفقد وعيها قط!"
فقال الطبيب وهو ينظر لـ(نادين) "هذا صحيح! لكن هذه المرة جسدها ضعيف جداً، ويبدو أنها لا تتغذى جيداً أو أنها ترهق نفسها أكثر من اللازم!"
فقال (وسام) مستغرباً "هذا غريب، فأنا دائماً أطلب منها المكوث في الفراش دون حركة"
فحزّر الطبيب قائلاً "لعلها لم تكن على علم بأنها حامل فأجهدت نفسها"
فلم يقنع كلام الطبيب (وسام)، وكان على ثقة بأن (نادين) كانت تعمل كما كانت من قبل، ولم تضف على هذا ما كان يجهدها إلا لو كانت تفعل ما تخفيه عنه أثناء غيابه عن المنزل!
ثم نظر (وسام) بقلق لـ(نادين) وقال متسائلاً "وكيف حالها الآن؟"
فيجيب الطبيب "إنها الآن تتحسن شيئاً فشيئاً بعد أن أعطيتها الإبرة، لكن من المؤسف القول أن حالة الجنين خطرة! وقد تفقده إن بذلت مجهوداً ولو بسيطاً!"
فصدم (وسام) ثم طأطأ رأسه بقلق ورجا الله ألا تكون النهاية كذلك، ثم قال "وهل هناك أمل في بقائه حياً حتى الولادة؟"
الطبيب "بالطبع! هذا إن حافظت على صحتها كما سبق وأن أشرت!"
فشكر (وسام) الطبيب على كل ما بذله لأجله، وسأله عن الوقت المستغرق لـ(نادين) حتى تتمكن من العودة لمنزلها، فطلب منه الطبيب أن يتركها في المستشفى يومين على الأقل حتى تستعيد قوتها وليضمن عدم إقبالها على فعل ما قد يجهدها.
فقال (وسام) بنبرة تدل على الحزن "حسناً إذاً.. سآتي هنا يومياً، وأنت من ستخبرني متى بإمكاني اصطحابها إلى المنزل!"
فردّ الطبيب مطمئناً "حسناً، في الحفظ والصون!"
فابتسم (وسام) شاكراً له وقال "أشكرك جزيل الشكر، هل تسمح لي بالبقاء قليلاً هنا حتى تستعيد وعيها؟"
فقال الطبيب وهو يتجه لباب الغرفة "بالطبع! سأترككما الآن وأذهب لأكمل عملي"
فجلس (وسام) بجانب (نادين) وهو يقول للطبيب مودعاً "أرجو لك التوفيق والعون من الله"
وهكذا غادر الطبيب الغرفة، تاركاً (وسام) مع (نادين)، والذي كان يناديها بين حين وآخر طالباً منها أن تفتح عينيها وتريح قلبه وأعصابه التي تكاد تنهار في أي لحظة، حتى أخيراً أشرق وجهه فرحاً بعد أن فتحت عينيها ونظرت حولها مستفسرة عن المكان الذي هي فيه، فطمأنها وأخبرها بالقصة كاملة، وكانت فرحتها بحملها قد أنستها كل ما عانته وتعانيه، وعاهدها بأن يعود لزيارتها غداً بإذن الله، مبشراً إياها باتصاله بوالدتها حتى تأتي تمكث عندها تبث في قلبها الراحة والأمان.

***يتبع***

واثقة الخُطى

واثقة الخُطى
المديره


العفوووو
ههههههههه ان شاء الله ماتكون حماتي مثل حواء ولا انقولك تكون امه متوفيه خير عشان نرتاح خخخخخخ

باهي شن صار في نادين ؟ ان شاء الله تشافت

https://banat3echa.yoo7.com

طموحي الجنه

طموحي الجنه
أخت متألقه

السلام عليكم

ما شاء الله ما شاء الله ما شاء الله

فعلا انتي مبدعه انا عشت مع القصه لحظه بلحظه والله دون مجامله انتي في قة رووووعه

انصحك بطباعة الروايات ونشرها باسمك لانك مبدعه وتستحقي ذلك

اعجبتني الروايه كثيرا

وانا اتابعها لحظه بلحظه

المزيد من الابداع

هبة

هبة
أخت متألقه

جزاكما الله كل خير على هذا التشجيع SmileSmile
ها هو الجزء التالي أرجو أن يعجبكم:

هبة

هبة
أخت متألقه

*الجزء السادس*

صفعت الباب بقوة فأحدث ضجة قوية هزّت المنزل بأكمله، وكان هذا ما فعلته (حواء) بعد أن علمت أن (نادين) ستمكث في المستشفى أياماً، وعزلت نفسها في غرفتها مجدداً تكاد تجن في أي لحظة.
أما (وسام) فلم يغادر منزله ولو ليستنشق بعض الهواء النقي، بل قرر البقاء داخله يعتني بابنتيه وبأمه التي صارت تصرفاتها تدل حقاً على الجنون.
ثم انقضت الأيام و(وسام) يذهب للمستشفى مصطحباً معه ابنتيه لتسعد (نادين) برؤيتهما وتزداد حماسة وشجاعة لأن تقوى صحتها لتعود لبيتها العزيز، ولم تكن والدتها تغادر مكانها بجانب سرير ابنتها إلا عندما ينتهي موعد الزيارة فيجبرها الأطباء على الخروج غصباً، ثم تأتي منتظرة اليوم التالي عند الباب حتى يسمحوا بالزيارة فتكون السباقة لرؤية ابنتها الحبيبة.
حتى أخيراً جاء اليوم الذي وجد فيه (وسام) السماح بأن يصطحب زوجته معه بشرط أن يمنعها من مغادرة الفراش مدة لا تقل عن الشهر الكامل، حتى تضمن استقرار الجنين في بطنها وإلا فقدته بسرعة، فإن كبر الجنين مع تقدم الأشهر زال الخطر، إلا أن هذا لا يعني أن تعود لحياتها الروتينية بشكل كامل، لأن هذا قد يؤثر على حالتها الصحية، ومن هنا يتأثر الجنين أيضاً بضعف صحة والدته.
وبناء على خوفها الشديد وعلى صحتها وصحة جنينها، فقد عملت بوصايا الطبيب ولازمت الفراش مدة أسبوع، إلا أن (حواء) كانت لها بالمرصاد، فهي صارت تكره هذه المخلوقة ولا تنظر إليها إلا من ناحية مسببة المشاكل.
ففي إحدى المرات دخلت (حواء) شقة ابنها لتصدم عندما تجده يقف حائراً أمام عدد من أواني الطهي الموضوعة فوق النار، ثم يجري مسرعاً يقلب صفحات الكتاب التي به طرق إعداد الوجبة التي اختارها، فيصفع جبينه بيأس عندما يجد نفسه أخطأ في إحدى الخطوات.
ولم يكن يدري أن والدته كانت تراقبه من الباب، ثم تسللت ببطء لغرفة النوم حيث توجد (نادين) بجانب (هند) التي أرادت النوم في حضنها بسبب اشتياقها لها، ثم اقتربت ببطء من الفراش فشعرت بها (نادين) وفتحت عينيها فزعاً ونظرت لمصدر الصوت لتجد الكابوس الذي كانت تحلم به للتو يتحقق، وهو لحظة رؤيتها (حواء).
ثم قالت (نادين) بنبرة هادئة قلقة كي لا توقظ (هند) "سيدة (حواء)؟ مرحباً!"
ولكن (حواء) لم ترد، بل اقتربت من وجهها وأخذت ترمقها بنظرات الحقد والغضب، فارتجف جسد (نادين) خوفاً منها قبل أن تقول بصوت ترتعش حروفه عند انطلاقه من فمها "مـ.. ما الأمر؟"
فتجيبها (حواء) بشر "إن لم تكفي عن تمثيلياتك هذه، وتنهضي حالاً لمساعدة زوجك الذي يشكو الاضطراب والعرق داخل المطبخ وهو يخطئ مقادير الطهي، فسوف ترين ما سأفعله بكِ!!"
فقالت (نادين) بفزع من تهديدها "و..ولكن إن تحركتُ من مكاني فسأفقد الجنين!"
فضربت (حواء) حافة السرير لتقول بعدها بغضب "هراء!!"
فبلعت (نادين) لعابها وقالت محاولة إقناعها وتبرير موقفها "حـ..حتى الصلاة أقوم بتأديتها وأنا على الفراش!"
فثارت براكين (حواء) وصرخت قائلة وهي تكتم صوتها "إذاً امتنعي عن الحمل!"
صدمت (نادين) وقالت محاولة عدم تصديق ما سمعته "مـ..ماذا؟!"
فتابعت (حواء) "إن كنتِ تعلمين أن حملك بهذه الطريقة، يلزمك الفراش طوال مدة حملك، فلا تحملي مجدداً"
ثم التفتت وغادرت الغرفة تاركة (نادين) في صدمة لم تنتهي إلا بعد أن سالت دموعها على خدها بألم يعصرها، فها قد وصل بها الحال لأن تتدخل (حواء) في أمور حملها أيضاً، والذي يجب ألا تتدخل فيه أبداً.
فبكت كاتمة أنفاسها خوفاً من استيقاظ (هند)، ثم شعرت بصوت يقترب من الغرفة، فمسحت دموعها بسرعة واستدارت تعطي ظهرها للباب ثم تظاهرت بالنوم، حتى سمعت صوت الباب يفتح ويدخل منه (وسام) يمشي بخطوات هادئة كي لا يوقظهما، وعندما اقترب وجد كلتاهما تغمضان عينيهما في هدوء، فابتسم ابتسامة خفيفة ثم اقترب من (هند) وطبع قبلة حنونة على خدها، كما لم يحرم زوجته أيضاً منها، مما كادت تفجرها باكية أمامه لولا أنه غادر الغرفة مقفلاً الباب كي لا يزعجهما أحد. فغرقت (نادين) في دموعها الساخنة، وتمنت لو كانت لدى (حواء) ولو ربع الحنان الذي يمتلكه ابنها (وسام).
ثم جلس على المائدة بصحبة ابنته (لجين) وأخذا يتناولان الطعام، وأخذ يجبرها على تناوله إلا أنها أخذت تبكي بسبب مذاقه الرهيب. ثم دعا والدته (حواء) للانضمام إليهما إلا أنها رفضت وصارت تكره ما يطهو ابنها، فهي ترى أن من المخجل أن تتناول من يد مسكين أُجبِر على الطهي وإلا يموت جوعاً.
ولم تشأ (حواء) أن تطهو الطعام بنفسها حتى لا تتكئ عليها (نادين) مستقبلاً، وكان هذا على حسب ظنها، ولم تدري أن (نادين) ما كانت لتحب طعامها من البداية.
ومع هذا كانت (حواء) تشفق على ابنها فتقوم هي بإعداد الطعام بين حين وآخر متعمدة تجهيز كمية قليلة كي لا يبقى منها شيء لـ(نادين)، إلا أنها كانت تجن عندما تجد (وسام) يقسم حصته على اثنين ويحتفظ بالآخر جانباً حتى تستيقظ زوجته أو تشعر بالجوع.
ولم تكن (حواء) لتعترض وإلا انتبه (وسام) للسم والحقد الكاره الذي تشعر به اتجاه (نادين)، تلك التي لا ترى إلا أنها صارت فراشة تنام في سريرها ويأتي لها (وسام) بالطعام يومياً، والأسوأ من هذا عندما تجده يطلب منها أن تسمح له بأن يطعمها بيده بكل عطف وحنان، فتشتعل روح الغيرة في قلبها ولا تهدأ إلا عندما تشيح بوجهها بعيداً وتعود لشقتها لتفكر بحيلة تنتقم بها من (نادين) التي وجدت أنها تنعم بحياة رائعة، ليست كالتي تنعمها هي، وزوجها غائباً عنها تاركها منذ سنوات متكئ على (وسام) في الاعتناء بها، وكلما ازدادت فترة مكوثه هناك ازدادت أرباحه ونقوده، وأراد أن يعود لعائلته بشيء يفرحهم من الربح العظيم، إلا أنه لم يكن يصدق أن كل ما تحتاجه زوجته هو حنانه وبقائه بجوارها، وخصوصاً في لحظات كهذه.
في كل مرة كان (وسام) يطلب من مدير عمله إجازة ليتمكن فيها من مساعدة زوجته في محنة حملها ووحمها، وكان يشتد عليه الأمر صعوبة عندما يحاول أن يسعد ابنتاه وينسيهما الملل، وقلّ عليه العناء قليلاً بعد أن سجّل ابنته (لجين) في إحدى المدارس لأن عمرها صار يسمح لها بهذا.
مما زاد هذا من حالة الملل الذي تشعر به (هند) بعيداً عن أختها، فازداد تعلقها بأمها وراحت لا ترضى أن تنام إلا في حضنها إن قررت النوم في الصباح، فما إن تشعر بخروج أختها من المنزل للمدرسة، حتى ترتمي الأخرى في حضن والدتها حتى تعود (لجين) من المدرسة.
وفي إحدى المرات وبعد أن عاد (وسام) إلى منزله بعد أن أوصل (لجين) إليها، وجد (هند) قد استيقظت لتوها فزعاً بعد أن وجدت نفسها تنام وحدها في الغرفة، وكانت تتجه مسرعة لأمها إلا أن (وسام) ناداها قائلاً "(هند) تعالي حبيبتي"
فنظرت إليه (هند) قائلة "أريد ماما"
فيقول (وسام) بهدوء مع ابتسامة تريح النفس "عزيزتي، دعي أمكِ ترتاح، فعندما تدخلين إليها توقظينها من نومها، ولم يمضي الكثير على نومها مجدداً بعد أن استيقظت لصلاة الفجر"
فطأطأت (هند) رأسها قائلة بحزن "أريد ماما و(لجين)"
فسأل (وسام) "ألا تريدين بابا؟"
فنظرت إليه (هند) قائلة بنبرة عتاب "أنت دائماً مشغول"
وما إن همّ بقول شيء حتى سمع صوت (حواء) خلفه تضحك بسخرية ثم تقول "الحمد لله، شهد الأطفال بأنفسهم! الأم تسرق قلوبهم وهي مرتاحة في فراشها، والوالد يعمل ويتعب طوال النهار فلا تقابله سوى نظرات العتاب!"
فغضب (وسام) من هذه الكلمات ثم غادر الغرفة قائلاً "أرجو أن تكون هذه المرة الأخيرة التي تتدخلين فيها بيني وبين بناتي!"
جملة أصعقت (حواء) واشتعلت ألسنة اللهب طاردة الحمم على شكل قطرات عرق تسيل من جبينها انفعالاً، ثم عادت لشقتها أكرم لها من تلقي المزيد من الإهانات التي ترى أن عملية إلقائها مسموحاً لها هي فقط في هذا المنزل!
وعندما جاء وقت الظهيرة وضع (وسام) الطعام على النار على درجة هادئة، وذهب ليحضر (لجين) من المدرسة، وأرادت (هند) أن يصطحبها معه فوافق وحملها على كتفيه وهي تطلق ضحكات الفرحة.
وما إن ابتعدا حتى فرحت (حواء) باستفرادها في المنزل مع العدو اللدود (نادين)، وسارت بشجاعة نحو غرفتها ودخلت فيها تماماً كالتي تفتح نافذة عسيرة الفتح!
ففزعت (نادين) وفتحت عينيها لتجد (حواء) عند الباب تنظر إليها بغضب شديد، فقالت (نادين) بقلق "سـ..سيدة (حواء)؟ صباح الخير!"
فاقتربت (حواء) وهي تتذكر لحظة هجوم ابنها عليها بكلامه الجارح، ووجدت أن الشخص الوحيد الذي قلب ابنها عليها هو (نادين)، وعندما وصلت بجانبها على السرير، ولأول مرة صرخت (نادين) خوفاً بعد أن أمسكتها (حواء) من شعرها وأخذت تهز رأسها بقوة وهي تصرخ قائلة في أذنها "لعينة أنتِ لعينة!! يا مخربة ومدمرة!! ها هو ابني صار يكرهني بسببك!! وسرقتِ منه لحظة تمنى أن يسمع فيها من ابنته الحبيبة أنها تحبه! إلا أنه لم يسمع منها سوى عبارات اللوم والعتاب القاسي والذي لم تكن ستقوله لولا أن قمتِ أنتِ بتلقينها إياه!"
فقالت (نادين) مستغيثة محاولة أن تبعد نفسها من قبضة (حواء) "أتحاولين قتلي أم ماذا؟!؟!؟ النجدة!!!!!!!!!"
فترد (حواء) مهددة "ابحثي عن من يسمعك! لن تجدي من يسمعك!! فقريباً ستكون حياتك مدمرة بالكامل يا من جلب لنا التشاؤم من البداية!! سأدمركِ، وسيكون تدميرك على يد زوجك!!"
فتابعت (نادين) صراخها سائلة بصدمة "ما قصدك؟!"
فتجيبها (حواء) بحقد "سأخيّره بين خيارين، إما أن يعيش طوال حياته يكرهه الله ولا يرضى عنه لأنني لستُ راضية أبداً عنه فيخلد في جهنم وأنتِ تكوني السبب، وإما أن يطلقكِ ونرتاح منكِ!!!!"
شهقت (نادين) بصدمة، وأدركت أن هذه السيدة تسعى لتدمير مستقبلها بالفعل، وأشفقت على (وسام) والوضع المؤلم الذي سيكون عليه، ثم سالت الدموع على خدها قائلة بنبرة ذل وترجي "بحق الاسم الذي ذكرته وتحدثتِ عن رضاه، بحقه إن كنتِ تؤمنين به، أستحلفكِ باسمه الجليل ألا تدمري حياتي، أرجوكِ فأنا لا أستحق هذا!"
فقالت (حواء) بشر مفعم "بل تستحقينه وأكثر! اذهبي عودي لمنزلك بعيداً عنا يا سواد الليل! أنتِ صوت البوم في غابة مظلمة تمثّل الكآبة!! ابني لي وحدي وليس لكِ تحتكرينه كما يحتكرون السلطة! قريباً ستكونين في منزل عائلتكِ.. أو في جهنم تخلدين فيها أنتِ وزوجك!!"
ثم أبعدت (حواء) يدها عن شعر (نادين) بعد أن دفعت برأسها بعيداً، واتجهت مغادرة الغرفة إلا أن صوت بكاء (نادين) القوي والمؤلم أخذ يناديها قائلاً "لا! أرجوكِ! لا تفعلين هذا!! أين أمومتكِ اتجاه ابنك!؟ هل نسيتِ أن بتصرفكِ هذا ستدمرين حياته أيضاً؟! ثم كيف تنعتيه بالخلود في النار، أين ضميرك وأين غريزة الأمومة فيكِ؟!؟!؟"
جن جنون (حواء) من النبرة التي تتحدث فيها تلك التي لا تساوي جناح ذبابة في نظرها، فعادت إليها مجدداً موجهة إليها ضربات قوية لو أتت إحداهن على بطنها ستكون سبباً في نهاية الجنين دون شك! ولم تكن سترحمها قبل أن تقتلها لولا أن سمعت صوت (وسام) يقترب من باب المنزل، حينها نظرت (حواء) لـ(نادين) بشر وقالت "ويلك لو وصل ما حدث اليوم لـ(وسام)، فستكون نهاية إحدى ابنتيكِ على يدي!!!!!"
ثم التفتت وجرت مسرعة محتمية داخل شقتها متظاهرة بعدم ارتكابها أي شيء، أما (نادين) فقد دفنت نفسها تحت الغطاء ودموعها تنهمر دون توقف، وخشيت أن يفكر (وسام) في كشف الغطاء عن وجهها، أولاً: للاطمئنان عليها وللتأكد من أنها نائمة، وثانياً: خوفاً عليها من الاختناق لو كانت منسجمة في نومها!

***يتبع***

روح الاسلام

روح الاسلام
أخت مشاركه

هبووووش هذه القصه اللي تريدي تنزيلها علي ملتقي شباب سبيس بور

هبة

هبة
أخت متألقه

نعم هي ^_^

واثقة الخُطى

واثقة الخُطى
المديره


بعدهااااااااا شن صااااار ؟؟؟؟؟
وين البقيه القصه ؟؟




اهليييييييييييين روح الاسلام واخيرا شفناك ... Very Happy

https://banat3echa.yoo7.com

هبة

هبة
أخت متألقه

تعطل اللابتوب الذي به القصة! خخخخخخخخخخخ
سيتم إصلاحه قريباً بإذن الله.. اعذروني

واثقة الخُطى

واثقة الخُطى
المديره


لاعادي حبيبتي مافي مشكله ان شااااء الله يصلح الاب توووب

https://banat3echa.yoo7.com

هبة

هبة
أخت متألقه


*الجزء السابع*

لحسن حظها لم يقترب منها (وسام) ليتفقد أحوالها، فقد دخل مسرعاً للمطبخ ليغلق النار على الطعام الذي تركه ينضج فترة غيابه، ووجد أنه قد وصل في الوقت المناسب وحمد الله أن الطعام لم يحترق فيلقى في القمامة ويسمع صراخ ابنتيه تتألمان جوعاً.
وأخذ يضع الطعام على الطاولة، وعلمت (نادين) أنه سيوقظها لأنها لم تتناول شيء منذ الأمس ويجب أن تتغذى من أجل جنينها، لهذا فقررت ستر الكدمات التي تركتها لكمات (حواء) القوية على ذراعيها، فأخرجت قميصاً بأكمام طويلة وارتدته لستر ذراعيها، ثم فتحت الباب لتجد (وسام) كان سيدخل لتوه لإيقاظها، إلا أنه ابتسم عندما وجدها أمامه وقال "صباح أجمل الأنوار على أجمل سيدات العالم!"
فابتسمت (نادين) قائلة "صباح الخير"
ثم قال (وسام) معاتباً "هل نمتِ جيداً؟ لماذا لم تطلبيني لأساعدك في النهوض من فراشك؟"
فسارت (نادين) مبتعدة عنه ومتجهة للمطبخ وهي تقول "أحاول الاعتماد على نفسي قليلاً، وربما مع الزمن سأعتاد على معاملتك هذه فلا أقبل بغيرها!"
فضحك (وسام) بسعادة وقال "ولِمَ لا؟ أنا على استعداد بأن أحملكِ فوق ظهري وأسير بكِ حول العالم دون أن أكلّ أو أملّ!"
فقالت (نادين) بنبرة أخذ يرتجف فيها صوتها عندما أوشكت على البكاء بعد تذكر تهديدات (حواء) "لا حرمني منك الله"
ثم سبقها للمطبخ وأبعد الكرسي عن الطاولة ليساعدها في الجلوس، فابتسمت هي محاولة تجنب رفع عينيها في عينيه، كي لا يلحظ احمرارهما بسبب بكائها.
وبعد أن جلست دخلت (لجين) وخلفها (هند) وهما تجريان في سعادة وارتمتا في حضن أمهما وأخذت هي تداعب شعرهما قائلة "أهلاً حبيبتاي!"
ثم جلسن هم الثلاثة على المائدة إلا أن (وسام) خرج من المطبخ وهو يقول لـ(نادين) "سأذهب لأدعو أمي لتناول الطعام معنا!"
واستقبلت (نادين) هذا الخبر كاستقبال المعدة كتلة ملتهبة حارقة مؤلمة، لكنها فرحت بعد أن عاد معلناً رفضها هذا الطلب!
فجلسوا يتحدثون معاً، وأرادت (نادين) أن تنسى ما جرى منذ ساعات، إلا أنها لم تستطع وكانت كلما تذكرت تهديدات (حواء) وخافت من أن تكون نهايتها كما قالت، تتجمع الدموع في عينيها محاولة إخفائها بنظرها إلى طعامها، ثم لفتت ملابسها انتباه (وسام) فقال متعجباً "عزيزتي، ما هذا الذي ترتدينه؟ ألا تشعرين بالحرارة؟"
فارتبكت (نادين) وقالت مصطنعة ابتسامة سريعة "كلا لا أشعر به!"
ثم مدّ يده يتحسس القماش الذي صنع منه هذا القميص، كي يتأكد من أنه لا يشعرها بالحرارة، واصطدم إصبعه بذراعها موجهاً وكزة خفيفة إلا أنها كانت مؤلمة بالنسبة لـ(نادين) لما كان يخفيه القميص من كدمات حمراء. وعند شعورها بالألم أبعدت ذراعها بسرعة عنه، فتعجب منها (وسام) إلا أنها أعادت يدها مجدداً وهي تقول بخجل "آسفة! ظننتُ أنك تحاول العبث معي وقرصي بمزاح!"
فتعجب (وسام) من تصرفاتها، وتأكد أن (نادين) لم تكن تفكر بهذه الطريقة، فقال لها بنبرة قلقة "تبدين غريبة على غير عادتكِ عزيزتي، أرجو أن تكوني بخير"
فقالت (نادين) مصطنعة الحيوية والنشاط "نعم أنا بخير!"
فيسألها (وسام) بنبرة شك "أأنتِ متأكدة؟ ألا تريدين الذهاب إلى الطبيب؟"
فضحكت (نادين) متظاهرة بسخريتها من السؤال وهي تقول "عن أي طبيب تتحدث؟ أنا بخير عزيزي فلا تقلق!"
ثم وجدت نظرات (وسام) لا تبتعد عنها، فشعرت بالقلق وحاولت أن تغير الموضوع قائلة "بالمناسبة، هذه الوجبة تبدو لذيذة حقاً، لم أجد رجل يتقن طهي الطعام أكثر منك!"
فابتسم خجلاً ونظر بطرف عينه لـ(لجين) وهو يقول بخجل "اسألي (لجين) عن وجبة الأمس وستخبرك!"
فتظاهرت (لجين) بأنها تريد التقيؤ فانفجروا جميعاً ضحكاً، وكانت حينها (حواء) تقف عند باب شقتها تستمع لضحكاتهم لتشتعل غضباً وتقول في نفسها بحقد "تلك اللعينة لا يجدي معها شيء!!!!!!!"
وبعد أن انتهوا من تناول الطعام طلبت (نادين) من (وسام) أن يسمح لها بغسل الأطباق، إلا أن رفضه كان قاطعاً دون نقاش، وطلب منها العودة فوراً لفراشها. بينما تمنت هي البقاء معه، إلا أنها شعرت برغبة تدفعها للبكاء الذي لم تنتهي منه بعد ساعات الألم مع (حواء)، فعادت غرفتها وجلست على سريرها تاركة دموعها تسيل حارقة على خدها، ثم رفعت رأسها للأعلى وقالت بصوت مرتجف خاشع "ما الذنب الذي اقترفتُه يا الله؟ أرجو أن تغفر لي إن كنتُ قد أغضبتك في شيء! أرجوك يا رب سامحني!"
وفجأة انفتح باب الغرفة بطريقة مفاجئة لتدخل خلاله (هند) وهي تمسك إحدى الدمى التي قامت بعمل تسريحة جميلة لشعرها تريد أن تريها لأمها، إلا أنها توقفت فجأة عندما وجدت الدموع تسيل على وجنتيها المحمرتين! فسألت (هند) متعجبة ببراءة "ماما، ألم تقولي أن الأطفال فقط من يبكون؟!"
فنظرت إليها والدتها بغضب وصرخت قائلة "اخرجي من الغرفة ولا تدخلينها مرة أخرى دون أخذ الإذن! هل هذا مفهوم؟؟؟؟؟؟؟؟؟"
فعادت (هند) بعض الخطوات إلى الخلف فزعة من صراخ والدتها المفاجئ والقاسي والغير المعهود، ثم جرت للباب وأقفلته بسرعة وفرّت بعيداً عن الغرفة!
أما (نادين) فاستلقت على ظهرها وهي تتحسس الجنين في بطنها وخاطبته قائلة "ترى، هل ستحظى بحنان أبيك أنت أيضاً؟ أم أنك ستخرج لهذه الدنيا لتجد نفسك بعيداً عنه؟ شاذاً عن باقي الأطفال حولك، يسخرون منك ومن وحدتك، وتراقبهم بحسرة وأنت تجد كل منهم يرتمي في حضن والده عندما يأتي لاصطحابه من المدرسة؟"
فدمعت عيناها مجدداً وسار بريقها اللامع مختلطاً بقميصها، لتلف الوسادة حول رأسها وتجهش في بكاء شديد.
في تلك الأثناء سريعاً ما نسيت (هند) ما بدر من والدتها، وأخذت تلعب وتلهو مع (لجين) في الغرفة، و(وسام) كان قد أنهى لتوه غسل الأطباق فذهب للصالون ليستريح قليلاً وهو يحرك كتفيه محاولاً تمرين عضلاته التي بدأت تؤلمه بسبب العمل المتواصل.
ومضى الوقت حتى جاء اليوم التالي، واصطحب (وسام) ابنته للمدرسة، بينما (هند) لم تستفيق بعد من نومها. وعاد (وسام) ليجد المنزل تماماً كما تركه، ثم شعر بأحدهم يفتح الباب فدهش بـ(هند) تخرج فزعة قاصدة غرفة والدتها، إلا أن (وسام) ناداها مطمئناً "عزيزتي! لا داعي للخوف، أنا هنا! تعالي إليّ!"
فذهبت إليه وعانقته وهي تشعر بالأمان بعد لحظات خوف عاشت فيها لثوانٍ عندما فتحت عينيها في غرفة مظلمة تنام فيها وحدها، ثم سألها (وسام) مستفسراً "هل أنتِ جائعة؟"
فأومأت (هند) برأسها إيجاباً وهي تقول "نعم نعم!!"
فابتسم (وسام) ثم حملها على كتفيه وسار بها للمطبخ ثم أجلسها على كرسيها الخاص، وأخذ يطعمها طعام الإفطار، ثم سألت ببراءتها المعتادة "بابا! لماذا لا أتناول الطعام بمفردي؟"
فأجاب (وسام) "لأنكِ صغيرة يا عزيزتي، عندما تكبرين ستأكلينه بمفردك!"
ثم سألت (هند) بتعجب "هل ماما صغيرة أيضاً؟"
فأجاب (وسام) "كلا، ماما كبيرة!"
فابتسمت (هند) قائلة بفخر "أنا أيضاً كبيرة إذاً!!"
فقال (وسام) مصححاً "كلا، أنتِ صغيرة"
فعقدت (هند) ذراعيها بغضب ثم قالت ما لم يقنعها "إن كانت ماما كبيرة وأنا صغيرة، فلماذا لا أتناول الطعام بمفردي كما تفعل هي؟ فقد سبق أن بكت هي كما أفعل أنا!!"
فدهش (وسام) وقال "ماما لا تبكي عزيزتي"
فأومأت (هند) برأسها نفياً وهي تقول "بل رأيتها تبكي!!"
فتغيرت ملامح (وسام) وصارت تدل على الجدية، ثم سألها "متى رأيتِها تبكي؟"
فأجابت (هند) "بالأمس!"
فازدادت دهشة (وسام)، وسرح بأفكاره بعيداً وهو يتساءل في نفسه "هل كلام (هند) صحيح؟ أو أنه مجرد كلام أطفال!؟ ولو كانت محقة، فلماذا تبكي (نادين)؟"
وفجأة سمع صوتاً يقول عند باب المطبخ "صباح الخير!"
فنظر لمصدر الصوت ليجدها (نادين) تدخل وهي تبتسم إليهما، ثم اتجهت للثلاجة لتناول طعام الإفطار، وفجأة سمعت صوت (هند) تخاطبها قائلة "ماما، لقد أخبرتُ بابا أن من حقي أن أتناول الطعام بنفسي مثلك، كما من حقكِ أن تبكي أنتِ مثلي! أليس كلامي صحيحاً؟"
تسارعت دقات قلب (نادين) فجأة وتصلب جسدها وتحجرت كصخرة صماء، ثم أخذت تطمئن نفسها أن (وسام) لن يلقي بالاً لكلام صغيرة، أو ربما لا يفهمه حتى! إلا أن صاعقة أرجفت جسدها بعد أن سمعت (وسام) يقول "أحقاً كنتِ تبكين يا (نادين)؟"
بقيت (نادين) متحجرة على نفس الوضع وهي منحنية تراقب ما يوجد داخل الثلاجة، والذي ساعد الحمم في تخفيف لهبها وحرارتها على جسدها الهزيل، هو التيار البارد الصادر من هذه الثلاجة. فتظاهرت (نادين) بأنها لم تسمع سؤاله وتظاهرت بالتقاطها بعض الأشياء من أرفف الثلاجة ثم وقفت عند المنضدة تعد لنفسها طعاماً، إلا أن (وسام) لم يكن بالجنون الذي يسمح له بتناسي سؤال مهم كهذا، فأعاد تكرار السؤال قائلاً "أرجو أن تكوني قد سمعتني، هل كنتِ تبكين حقاً؟"
فابتسمت (نادين) قائلة بسخرية "ما بالك صرت تستمع لكلام الأطفال؟"
فقال (وسام) "لا أظن أن الطفلة قالت هذا عبثاً!"
فقالت (نادين) موجهة كلامها لـ(هند) "عزيزتي لعلكِ تقصدين الدموع التي انهمرت بسبب البصل الذي كنتُ أقطعه!"
فتعجب (وسام) كما تعجبت (هند) أيضاً، فأجابت ببراءة مغرقة أمها في دوامة من الهلاك "كلا، كنتِ على سريرك!"
فتصبب العرق من جبينها وابتسمت لها ابتسامة تحاول أن تثبت لـ(وسام) أن هذا كلام ظاهر عن براءة أطفال ليس إلا، إلا أنه استقبلها بسؤاله الجاد "ما هو تفسير هذا الكلام؟"
فاستدارت وأخذت تعيد بعض الأشياء إلى الثلاجة مجدداً وهي تقول "تفسيره أنه لا شيء!"
ثم لاحظت أنه لم ينطق كلمة بعدها، فشعرت ببعض الارتياح لعله اقتنع بكلامها، إلا أن سؤاله التالي كاد يفقد توازنها من الصدمة، إذ سأل بأسف "أتكذبين عليّ يا (نادين)؟"

***يتبع***

واثقة الخُطى

واثقة الخُطى
المديره


وين باقي القصه اختي هبه اكملي
نحن نتاااابع بصمت

https://banat3echa.yoo7.com

هبة

هبة
أخت متألقه

*الجزء الثامن*





بعد سؤاله الأخير والمؤلم، والذي هز ثقته بها، وجدت
(نادين) نفسها تقف في صمت دون أن ترد واكتفت أن تعلق عينها بعينه دون أي حركة،
فتابع هو كلامه قائلاً "تحججتِ بالبصل فقالت (هند) أنكِ كنتِ في الغرفة! ثم
إنك لم تلمسي البصل منذ مدة! وهي قالت أن بكائك هذا كان بالأمس!!"



فقالت (نادين) "ومن قال لك أنني كنتُ أبكي؟"


فيرد (وسام) "لجوئك إلى حيلة البصل خير دليل على
أنكِ تعلمين أن (هند) كشفتكِ وأنتِ تبكين!"



فاستاءت (نادين) من الموقف المخجل الذي وقعت فيه، وتمنت
لو أن الأرض الآن تفتح وتبتلعها في ثوانٍ!



إلا أنها لم تجد خيار آخر سوى أن تقول بجدية
"اعذرني يا (وسام)، ولكن أفضّل أن أحفظ أسراري لنفسي!"



فصمت (وسام) راضياً على ما قالته، إلا أن ما صار يهمه
الآن أكثر من موضوع بكائها، هو "ما أسوأ أن أكتشف أنكِ تستخدمين الكذب ضدي يا
(نادين) ولأول مرة في حياتك!"



صدمت (نادين) وتلك الجملة أشعرتها بلهب يحرق قلبها وكانت
طعنة مؤلمة لها، حينها وبلى تردد ألقت فطورها من يدها بطريقة مفاجئة أفزعت (وسام)
و(هند)، وأخذت تراقبه بعينين دامعتين قبل أن تنطلق مسرعة لباب المطبخ وهي تقول
باكية وصارخة بألم "دعوني وشأني!!!!!!!!!!!!!"



وبدل من أن تدخل غرفتها وجدت نفسها تتجه للحمام لتتقيأ
معدة فارغة لم يزيد من ألمها إلا حدة
وقوة، تشعر برغبة شديدة في التقيؤ إلا أنها لا تجد ما يخرج معه. وكان
سعالها سبباً في حضور (وسام) وهو يجري مسرعاً ممسكاً بها قائلاً بقلق
"(نادين) ماذا حدث؟! هل أنتِ بخير؟"



فوضعت يدها على معدتها وهي تقول بإرهاق "خذني إلى
غرفتي أرجوك!"



فسار بها بعناية حتى وصل معها للسرير وساعدها على
الاستلقاء عليه ثم قال معتذراً "أرجوكِ لم أكن أقصد أذيتك، يبدو أنني كنتُ
قاسياً بعض الشيء!"



وفجأة سمعا خلفهما صوت (حواء) تقول بسخرية "ماذا؟
تمرض مجدداً للمرة المائة بعد الألف؟ مسكينة!"



فغضب (وسام) إلا أنه لم يلقي بالاً لكلامها، ولم يرد أن
يضيع وقته في مشاجرتها، وأخذ يساعد (نادين) في استرداد قوتها.



وفجأة تدخلت (حواء) قائلة من جديد "لو كان زوجي
حنوناً هكذا، لكنتُ تظاهرتُ بالمرض طوال حياتي! لهذا لا تنخدع ببعض الألاعيب
المصطنعة يا صاحب القلب الطيب!"



ثم وقف (وسام) منفعلاً واستدار لمواجهتها إلا أنه وجدها
تبتعد عن الشقة عائدة لشقتها، فتنهد براحة خير له من أن يقع في مشكلة معها. ولازم
زوجته وأخذ يحضر لها المشروبات الساخنة والطعام الصحي حتى هدأ توعك معدتها وغطت في
نوم عميق. ثم أغلق الأنوار وغادر الغرفة مغلقاً بابها أيضاً كي لا تستيقظ (نادين)
من نومها، وجلس في الصالون يفكر بحيرة في موضوع بكائها وانفعالها المفاجئ بطريقة
تختلف عن تصرفاتها الهادئة، وعلم أن هناك ما يربكها ويؤلمها وهو لا يشعر به، وفجأة
شعر بأن لدى أمه علاقة بالموضوع ولو بشكل رمزي!



وانتظر من (نادين) أن تستيقظ من نومها حتى يستفسر منها
الأمر، وعندما استيقظت وجدته بجانبها يبتسم قائلاً "حمداً لله على سلامتكِ!
كيف تشعرين الآن؟"



فتجيب (نادين) "بخير، الحمد لله!"


ثم قال (وسام) "والآن إن كنتِ في مزاج جيد، فأرجو
أن تسمحي لي بسماع ما تخفينه عني!"



فشعرت (نادين) بالشوكة إياها تعلق عند المريء وتأبى
النزول، وتتمنى لو أنه يغير الموضوع فلا يضطرها للّجوء إلى المزيد من الكذب، فهي
ومهما فعلت لن تجرؤ أن تخبره عن الذي تفعله بها والدته، فقالت بيأس "أليس لك
ما تتحدث به غير هذا؟"



فقال (وسام) بعد أن صمت لبرهة ومتنهداً بحزن "لماذا
أشعر بأنكِ صرتِ بعيدة عني؟"



فقالت (نادين) بانفعال "كلا! أنت لست بعيد! بل من أقرب
المقربين لي"



فشرح لها قصده قائلاً "كنتِ من قبل تحكين لي كل شيء
ولا أشعر أن هناك ما تخفينه عني، أما الآن، فصرتُ أشعر أن قلبكِ صار مكاناً لتخزين
الأسرار"



فقالت (نادين) "لم أخفي عنك سوى هذا الموضوع منذ
أول شهر من زواجنا، ومازالتُ أرجو أن أحتفظ به سراً لنفسي، وسيكون من لطفك أن تغير
الموضوع"



ومضت الأيام والأشهر على الحال نفسه، ما إن يخرج (وسام)
من المنزل لاصطحاب (لجين) للمدرسة، و(هند) مستغرقة في نومها، حتى تجد (حواء)
الفرصة الرائعة لإخراج ما في قلبها من كره وحقد وتفرغ طاقتها في (نادين)، والتي لم
يكن يخيفها سوى أن يؤذى الجنين الذي في بطنها، فكانت تحميه بذراعيها، ليكون لهما
نصيب الأسد من العذاب، وخصوصاً إن كانا في حالة يرثى لها من ألم يسبقه بأيام!



إلا أن (نادين) مازالت تصبر، وكلها أمل أن يكون هذا مجرد
ابتلاء ابتلاها به الله بسبب حبه لها، ويريد أن يرفع من ميزان حسناتها ويكفر عن
سيئات قد تقترفها دون أن تشعر، وقالت أن حياتها بدأتها بما يرضي الله ولم تفعل ما
يغضبه، فوجدت الجزاء والمكافأة في الزوج الصالح الذي ما زال يحبها ويقدرها هي
وبناتها رغم الظروف الصعبة التي يمرون بها ورغم كثرة طلبات (نادين) عندما تكون
متعبة. فشكرت الله على نعمه، وقررت أن تحاول بكل ما أوتيها من قوة أن تخفي هذا
الموضوع عن زوجها كي يكسب هو الآخر رضا والدته، في سبيل أن تحظى حياتهما بالمزيد
من الخير إن كان الله راضٍ عن كل منهما.



وكلما قاست (نادين) وعانت من والدة زوجها، كلما ازداد
يقينها أن الله يبتليها لا غير، ويختبر مدى صبرها وتحملها على إخفاء كل هذا أمام
(وسام)، وهي واثقة أن الهدية ستكون رائعة بالفعل من عند الله في النهاية، وهي
تنتظر دنوّها في أي لحظة!



ثم قالت (نادين) لـ(حواء) ليس خوفاً من ضرباتها ولا
خوفاً منها، إنما تجنباً للمشاكل بين الأم وابنها "ألا تدركين أن بمقدور
(وسام) رؤية هذه الكدمات التي أحدثتها ضرباتك الموجعة على ذراعي؟ أم أنكِ تظنين
أنني سأخفي ذراعي هكذا طويلاً؟"



وكانت جملتها في الصميم، فقد تذكرت (حواء) خطورة أن يرى
(وسام) ما حدث لذراعي (نادين)، لهذا قررت التوقف ولو بشكل ليس نهائي، وأن تفرغ
غضبها عند الضرورة.



ثم ما هي إلا أشهر بسيطة حتى تخلصت (نادين) من عناء هذا
الوحم الأكثر إرهاقاً حتى الآن، وأنجبت كارثة بانتظار (حواء) عندما تعلم أنها ابنة
ثالثة وليست حفيداً كما تنتظر!



ومازال الزوجين حتى الآن يجهلان المرض الذي يصيب (حواء)
بعد كل ولادة لـ(نادين)، ولم يكن يخطر ببالهما أن كل هذا بسبب كونها أنجبت أنثى!



وما إن وصل خبر ولادتها لـ(حواء) حتى استفسرت قائلة
بحماس "ها؟ طفل وسيم؟"



فابتسم (وسام) قائلاً بقلق محاولاً تهيئ الوضع للصدمة
"أماه من الأفضل أن تهدئي، وأن تشكري الله على النعمة!"



وهنا أدركت (حواء) أنها جاءت أنثى، ليصدم (وسام) عندما
يجد والدته تتحول لوحش تضرب الحائط بيديها وتقول بغضب "لاااااااااااااااا ليس
مجدداً!!!!!!!!"



ثم تنهار أرضاً تبكي بشدة، فجاء (وسام) يحملها بسرعة
ويساعدها في الجلوس على الأريكة وهو يقول "هوّني عليكِ يا أماه! لِمَ كل
هذا؟"



فتقول الأم بحزن "سينقطع نسبنا يا بني!"


فقال (وسام) متعجباً "لا عليكِ، قد يكون التالي
ذكراً!"



فنظرت (حواء) بعينين جاحظتين لـ(وسام) ثم قالت "هل
قلت التالي؟! هل تقصد أن (نادين) تنوي أن تحمل مجدداً؟! يا لها من لعبة
مسلية!!!!!!!!!! هل أعجبها نوم السرير ليل نهار؟!؟!؟!"



فقال (وسام) متعجباً "أرى أنها زوجتي، وأنا المسؤول
عنها وعن وحمها، ولن يضركِ هذا في شيء!"



فقالت (حواء) بيأس "يا بني من يراك سيقول أنك ربة
بيت! لم تترك عملاً إلا وقمت به، ألا تكفي مشاغلك واعتنائك ببنتيك وإلزامك
تسليتهما على الأقل مرتين في الأسبوع تخرج معهما وتقضي نهارك في الملاهي
لتسليتهما؟! ألا يكفي هذا لتعود للمنزل وتجد نفسك عالقاً في طعام الإفطار ثم
الغداء ثم العشاء؟ ناهيك عن الأطباق المتراكمة فوق بعضها البعض!"



فابتسم (وسام) قائلاً "لن أرفض عرضكِ
لمساعدتي!"



فدهشت (حواء) ثم قالت "وماذا عن الحسناء التي عمرها
في عمر الزهور؟!"



فيرد (وسام) "الحسناء تتعب الآن ثم تستريح أخيراً
بعد أن تكون قد أنجبت جيلاً يملئ حياتنا سعادة وفرحاً!"



فتقول (حواء) بحسرة "ليس كوجود غلام وسيم
بينهن!"



فيقول (وسام) محاولاً كسب عطفها وإغرائها بالواقع
"ألا تحبين (لجين) و(هند)، والآن المولودة الجديدة والتي سيكون اسمها من
اختيارك أنتِ؟"



دهشت (حواء) وصرخت سائلة بانفعال "أ...أنا؟!؟"


فأجاب (وسام) مؤكداً "نعم أنتِ!"


فقالت (حواء) كمن لا تصدق ما سمعت "و.. وهل سترضى
(نادين) بهذا؟"



فيجيب (وسام) مبتسماً "بالطبع! دعيني أؤكد لكِ أن
هذه كانت فكرتها هي!"



وما إن سمعت بهذا حتى حدث عكس ما ظنه، وغضبت وصرخت
وزمجرت قائلة "لا أريد إذاً!!"



فقال (وسام) متعجباً "لماذا يا أماه؟ كنتِ تبدين
سعيدة!"



فتجيب (حواء) "بلى! كنت!!!! ولكن الآن، لم أعد
كذلك، فلا أريد من (نادين) هذه أن تتجمّل عليّ بهذا المعروف!"



فطأطأ (وسام) رأسه قائلاً بيأس "سامحكِ الله يا
أماه، لماذا تظنين بها الظنون؟
"


فوقفت (حواء) مبتعدة عن الغرفة وهي تقول "لأنها
تستحق هذا، وإن أردتم مني أن أختار اسماً للطفلة الثالثة قبل المليون من البنات،
فسأسميها... ((تعاستي))!"



كان هذا آخر ما قالته قبل أن تغادر الغرفة تاركة (وسام)
ينظر إليها بحزن شديد، لأنها لم تعد والدته التي كان يعرفها من قبل، كانت حنونة
وكانت من السباقين لخطبة الفتيات له، وكانت أيضاً السبّاقة في رؤية (نادين) بعد أن
أعلمها (وسام) برغبته في خطبتها.



فتحسّر (وسام) على زمن الماضي، إلا أنه وجد حياته الآن برفقة
(نادين) لا تزيده إلا سعادة وفخراً.






***يتبع***


الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 2]

انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى