منتـديـات بنــات عائـشــه
مرحبــا بـك عـزيزتي الزائـره يســعدنا ان تنظمي معنـا في منتـديـات بنـات عائـشــه ام المؤمنـيـن رضـي الله عنـها

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتـديـات بنــات عائـشــه
مرحبــا بـك عـزيزتي الزائـره يســعدنا ان تنظمي معنـا في منتـديـات بنـات عائـشــه ام المؤمنـيـن رضـي الله عنـها
منتـديـات بنــات عائـشــه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

قصة من تأليفي.. الفصل الأول.. بين زوجي ووالدته

4 مشترك

انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 2 من اصل 2]

واثقة الخُطى

واثقة الخُطى
المديره

لاحول ولاقوة الا بالله .... ماهذا الحقد والكراهيه في قلب حواء الله يعين نادين واتجيب الولد ...



نبو نهايه سعيده فكينا من الحزن هههههههههه Smile

https://banat3echa.yoo7.com

هبة

هبة
أخت متألقه

هههههههههه ان شاء الله..
لا تخافي هههههه

هبة

هبة
أخت متألقه



*الجزء التاسع*

قبلت (نادين) رفض (حواء) اختيار اسم الطفلة الجديدة بصدر رحب، ثم قررت أن تترك الاختيار من نصيب والدتها التي غمرتها السعادة بعد أن عرضت عليها هذا، فأخذت والدتها تفكر في حيرة حتى وجدت أن (ريم) قد يكون مناسباً، ولم يبدي الزوجين اعتراضهما للاسم، بل أظهرا شدة إعجابهما به مما زاد هذا من شعور والدة (نادين) بالفرحة الشديدة!
وعندما حضرت (ريم) تحملها الممرضة لتنام في حضن والدتها، تعجب كل من حولها عندما صاحت (نادين) ألماً ما إن حملت (ريم) بين ذراعيها، وذلك بسبب ما خلفته ضربات (حواء) الموجعة من يومين ماضيين.
فسألوها جميعاً عن سبب تلك الصيحة إلا أنها بدأت تضحك وتقول "لا عليكم! أنا بخير صدقوني!"
وقد صدقوها جميعاً، إلا (وسام) الذي كان يشعر بأنه السر الذي تخفيه (نادين) عنه، وكم يتمنى أن يعرف هذا السر إلا أنه يحترم زوجته ويلبي طلبها في أن يترك هذا الموضوع وشأنه وألا يعود إليه مجدداً.
ومضت الأيام وكل من (لجين) و(هند) تتأقلمان شيئاً فشيئاً مع هذه الكائنة الجديدة، وكانا يسألان أمهما في كل مرة عن موعد رحيل هذه الضيفة إلا أن (نادين) تنفجر ضحكاً وتخبرهما أن هذه الضيفة ستعيش هنا ولن تغادر!
مما يثير هذا دهشة (هند) والتي تعتبر هذه مرحلة جديدة بالنسبة لها، إلا أن (لجين) سبق وأن جربتها ولو لم تكن في وعي تام، وأخذت (نادين) شيئاً فشيئاً تحاول أن تجعل الفتيات يتأقلمن مع بعضهن البعض، حتى وجدتا حياتهما مملة إن لم تقضيانها مع الصغرى (ريم).
وبعد أن ارتاحت (نادين) من أثر الولادة ومضاعفاتها، وبدأت تستعيد قوتها، حملت (ريم) بين ذراعيها مع الآلام التي تخنقها ألماً في البداية بسبب لحظة تعذيب تعرضت لها من (حواء) قبل أيام قليلة، وتأوهت ألماً ظناً منها أن (وسام) لا يراقبها خلسة، ثم غادرت شقتها وذهبت شقة (حواء) التي لم تلقي نظرة على المولودة الجديدة حتى الآن! وذهب معها (وسام) وجلسوا هم الثلاثة معاً في صالون منزل الأم، وقرّبت (نادين) ابنتها (ريم) من (حواء) إلا أنها لاحظت انكماشاً قوياً منها، فتعجبت (نادين) وأعادت (ريم) في حضنها وأخذت تبادل زوجها نظرات التعجب التي لم تكن ملامحه تفتقدها هو أيضاً.
ثم نظرت (حواء) بطرف عينها للطفلة وقالت بانزعاج "هل هذه هي (تعاستي)؟"
فصدمت (نادين) كما أن (وسام) أخذ الغضب يتغلغل في عروقه قبل أن ينطق قائلاً "أماه أرجو أن تحترمي أمها الجالسة بجانبك!"
فنظرت (حواء) لـ(نادين) بطرف عينها نظرة فيها كل معاني وسمات الاحتقار والسخرية ثم قالت بصوت هامس "أأحترم هذه؟"
فشعرت (نادين) بمكانتها التي هبطت فجأة بعد هذه الحركة، ثم نظرت (حواء) لابنها الذي كان يشتعل غضباً ثم قالت محاولة تغيير الموضوع "بالمناسبة، لقد لاحظتُ شبهاً غريباً بين (نادين) ووالدتها!"
فدهشت (نادين) وقالت متحمسة للإجابة "ما هي؟!"
فأجابت (حواء) بعد أن رفعت رأسها غروراً "كلتاهما أنجبتا 3 بنات دون ذكور!!"
ذهلت (نادين) وأخذت يديها ترتجف صدمة وهي لا تكاد تصدق أن (حواء) تجرأت من السخرية حتى على والدتها، ثم نظرت (حواء) بطرف عينها لـ(نادين) وقالت باحتقار "لا تفلحين إلا في إنجاب البنات كسرعة القطط!"
بعد هذا، شعرت (نادين) أن الكيل قد طفح وفاض أيضاً، ثم نظرت بطرف عينها لزوجها فوجدته ينظر للأرض أسفله دون أي كلمة، فوقفت (نادين) مستأذنة الجلسة وهي تقول "من بعد إذنك.."
ولم تنتظر (نادين) إذنها فقد جرت مسرعة والطفلة في حضنها تبكي فزعاً من اهتزازها بقوة، وعندما وصلت (نادين) لغرفتها جلست على سريرها وعادت تبكي مجدداً، وخشيت أن يكون صمت (وسام) دليلاً على موافقته لرأي والدته في أن (نادين) لا تصلح سوى لإنجاب البنات كالقطط على حد تعبير والدته!
في تلك اللحظة كان (وسام) جالساً مكانه يراقب والدته في صمت وهي تلوك العلكة بين أسنانها، وفجأة هبّ بركان (وسام) الذي كان يحاول إخماده جاهداً إلا أن كلمات والدته الجارحة لم تسمح له بالصمت، لهذا فقد قال "هل لي أن أعرف مدى السعادة التي تشعرين بها الآن بعد أن جرحتِ (نادين) بكلامكِ اللاذع؟!"
فقلبت (حواء) نظرها في أرجاء الغرفة وهي تقول بغرور وتهديد "فلتحترم والدتكَ يا (وسام)!"
إلا أن (وسام) قال منفعلاً "لو أن الخيار كان بيدي، لكنتُ اخترت ألا يكون الأطفال إن حضروا مستقبلاً إلا إناثاً!!"
فقالت (حواء) مبتسمة بسخرية "لو شققتُ قلبك لوجدتُك تتمنى ذكراً!"
فقال (وسام) مصححاً كلامها "كوْني أتمنى لا يعني أن أكون جباراً متغطرساً لا أحمد الله على النعمة!"
حينها توقفت (حواء) عن مضغ العلكة بين أسنانها وأخذت تراقب (وسام) في صمت قبل أن يهب بركانها قائلة بغضب "هل تقصدني بكلامك هذا؟!؟"
فيرد (وسام) "أقصد كل من يتصرف بتلك التصرفات!!"
فقالت (حواء) "هل ربيتك طوال حياتي ثم زوّجتك، لتأتي الآن وتحاول تربيتي وأنا في عمري هذا؟!"
فدهش (وسام) من المنطق الذي تتحدث به والدته، وعندما شعر أن لسانه قد يطول عليها بألفاظ سيئة، احترم كونها والدته ثم غادر الغرفة قبل أن يقول إليها "من الأفضل ألا أصف لكِ ما قد يحدث إن وجدتُ (نادين) تشعر بانزعاج منكِ بعد الآن! كفّي عنا شركِ كي تخلصي من شرنا نحن أيضاً"
تلك الكلمات التي سمعتها (حواء) من (وسام)، زاد من جنونها وغيرتها على مدى اهتمامه بـ(نادين)، ورأت أن (نادين) بالفعل قد سرقت منها ابنها، لهذا وجدت أن الانتقام هي الوسيلة الوحيدة، وستبدأ بتنفيذ ما هددت به (نادين) يوم ثارت عليها.
وعندما عاد (وسام) لشقته دهش عندما وجد الحال الذي عليه (نادين) في غرفتها وهي تبكي بشدة، فقال متعجباً "ما بك يا (نادين)، لم يكن من المفترض أن تبدي اهتماماً لكلامها، أؤكد لكِ أنها تحب (ريم) بشدة و..."
ولكن (نادين) قاطعت كلامه قائلة ببكائها المتواصل "أنجب بنات كالقطط؟!؟!؟ أنا أنجب بنات كالقطط؟! لماذا لا يحمد الناس الله؟ هل أنا من اختار أن يكون أطفالي كلهم إناثاً؟! ماذا كان سيحل بكم إن كنتُ مصابة بمرض ما يمنعني من الحمل أساساً؟!؟!؟"
فقال (وسام) "بالنسبة لي لم أهتم لكلامها رغم أن (لجين) و(هند) و(ريم) بناتي أيضاً، لهذا أرجو أن تفعلي المثل!"
فصمتت (نادين) وندمت على ما قالته، فهي لم تكن تنوي قوله لولا أن شعرت أن (وسام) التزم الصمت حينها، وخشيت أن يكون كلام والدته قد أثر على وجهة نظره، ولعل فكرة الذكور قد طغت على أفكاره هو أيضاً، إلا أنها تنفست الصعداء بعد أن وجدت زوجها كما عهدته، وليس كالذين يتذمرون على نعم الله عليهم!
وحاولت (نادين) تناسي الأمر إلا أنها كانت صفعة قوية لها أخذت منها مدة طويلة حتى تمكنت من نسيانها.
وفي إحدى الأيام وبينما كان الطعام جاهزاً على المائدة، ذهب (وسام) لدعوة أمه لتناول الطعام معهم لعل النوايا تتصفى قليلاً وتعود المياه لمجاريها، وكانت (نادين) قلقة من هذه اللحظة، وأخذت تنتظر دخول (حواء) بوجهها العبوس كالعادة، إلا أن (وسام) تأخر عن العودة، تأخر كثيراً. فشعرت (نادين) أن هناك خطب ما يجري في الشقة المجاورة، فأخذت طبق (لجين) وغرفت فيه القليل من الطعام، كما طلبت منها أن تساعد أختها (هند) في تناول طعامها قبل أن قامت وغادرت المطبخ. ففرحت (لجين) بهذه المهمة وأخذت تطعمها محدثة فوضى عارمة، فقد وقع الطعام على ملابس (هند) وشعرها ووجهها والطاولة والأرض، إلا أنه ترك مكاناً واحداً لم يقع فيه، ألا وهو فمها!
وفي تلك الأثناء كانت (نادين) قد تسللت ببطء للشقة المجاورة لتسمع (وسام) يقول غاضباً "ما هذا الهراء؟! كيف تطلبين مني أن أطلّق (نادين)؟!؟!؟"
فترد (حواء) "طلّق هذه المسحورة التي دمرت حياتنا! ألا ترى أن حياتنا الجميلة صارت جحيماً؟!"
فقال (وسام) مدافعاً "بالنسبة لي لا أراها جحيماً، بل أرى حياتي معها نوراً وبهجة لي ولقلبي! ما ذنب الفتاة تتهمينها بالسحر ونحن أعقل من هذا؟!"
فتقول (حواء) "قلت لك أن تطلّقها، وإن لم تفعل فأنا غاضبة عليك إلى يوم يأكل الدود جثتي في قبري!"
فازداد انفعاله وقال مؤكداً "معذرة يا أماه لكنني لن أحققك طلبكِ هذا، ففي النهاية من حقي طاعتكِ فيما يرضي الله! ولكن بطلبكِ هذا أنتِ تغضبينني وتغضبين الله أيضاً!! لأنكِ تريدين تدمير حياتي وحياة فتاة شريفة لم تخطيء في حقي يوماً!!"
فقالت (حواء) موجهة تهمة قاسية "لقد كشفتها مرة تحاول سرقة..."
إلا أن (وسام) منعها من أن تكمل كلامها وثار عليها قائلاً "عيب ما تقولينه! استغفري لذنبكِ يا أماه! فإنكِ مخطئة والله، ولو لم تتوبي فأمركِ إليه لن يسرّكِ أبداً!! تدمرين حياتي ثم تخترعين الأكاذيب لتقنعيني بتركها! إلا أنني أؤكد لكِ أنني لن أتركها إلا محمولاً إلى قبري!"
كان هذا الكلام الذي أثلج قلب (نادين) ووجدت دقات قلبها تتسارع تأثراً بمدى إخلاصه وحبه لها وثقته بها. إلا أنها كانت في غاية الحزن لأن شجار بين (وسام) ووالدته كان من أكثر الأشياء التي تكره حدوثه، ولكن في حالة كهذه، كان لابد من أن تترك لـ(وسام) فرصة الدفاع عنها، والتي تريد منه تلك الشرسة بكل ببساطة أن يطلقها وكأن الموضوع صار لعبة بالنسبة لها.
ثم سأل (وسام) محاولاً معرفة ما تلمح إليه (حواء) "وإن طلقتها كما تريدين، فما مصيري بعدها؟!"
فأجابت (حواء) ببساطة "لا بأس في أن تتزوج غيرها!"
فيرد (وسام) بجدية "وهل تظنين أن هناك في هذا العالم من هو أفضل من (نادين)؟! هناك أسباب كثيرة من المستحيل أن تتحقق بناءاً على طلبك! وأهم سبب والذي هو السبب الرئيسي في نظري، هو أنني لا أرضى بإنسانة غير (نادين)، هذه التي وثقت بها وارتاح لها قلبي، وأرى أن حياتي ستكون معدومة بدونها، ثم الأسباب الأخرى لن أتطرق لذكرها لأنني أساساً لا أريد أن أتناقش في موضوع مفروغ منه كهذا! وأحذركِ من أن تقحمي نفسك في حياتي الخاصة، ولا تقتربي من (نادين) أبداً، فهناك ما يحدث في الخفاء ولا أعلم أنا تفاصيله!!!!"
بعد هذه الجملة شهقت (حواء) بصدمة كما حدث المثل لـ(نادين)، وأخذت كل منهما تفكر في صمت ما إن كانت الأخرى قد أفشت بالسر ولو قليل، إلا أن (نادين) كانت واثقة أن (حواء) لن تقدم على خطوة كهذه إلا لو كانت ترمي بنفسها للهلاك!
أما (حواء) فلم تجد تفسيراً لكلام (وسام) سوى أن تلك الفتّانة أخبرت زوجها بالتصرفات التي تقوم بها (حواء) ومعاملتها لها. وهنا ازداد شعورها برغبة الانتقام من (نادين) بأي شكل من الأشكال، ولن تردع عن تحقيق هدفها مهما كان ذلك يشكل خطر على حياتها.

***يتبع***

واثقة الخُطى

واثقة الخُطى
المديره

ففرحت (لجين) بهذه المهمة وأخذت تطعمها محدثة فوضى عارمة، فقد وقع الطعام على ملابس (هند) وشعرها ووجهها والطاولة والأرض، إلا أنه ترك مكاناً واحداً لم يقع فيه، ألا وهو فمها!





هههههههههههههه حلوه هذه العباره





ربي يهدي حواء الشريره .... شغلني وسام وهو محتار ماذا يفعل لامه

https://banat3echa.yoo7.com

هبة

هبة
أخت متألقه

هههههههه ربي يحفظك ^^

هبة

هبة
أخت متألقه


*الجزء العاشر*

عاد (وسام) لعمله مجدداً، و(لجين) منسجمة في مدرستها، أما (هند) فكانت متعتها الكبيرة أن تراقب (ريم) وهي ترضع من أمها منتظرة لحظة انتهائها حتى تتولى حملها على حجرها. وبعد أن تخلد (ريم) إلى النوم، تأخذها والدتها للغرفة التي تنام فيها (هند) وأختها (لجين)، ثم تضعها على السرير وتطلب من (هند) أن تلعب بألعابها بهدوء كي لا توقظ الطفلة، ثم تخرج من الغرفة مغلقة الباب لتتفرغ لأعمال المنزل.
وبينما كانت تستعد لإعداد طعام الغداء، دخلت (حواء) للمطبخ قائلة "تعالي ساعديني في حمل الأواني من المخزن إلى مطبخي"
فترد (نادين) "حاضر!"
فذهبتا معاً وتعاونتا في الاشتغال بالصناديق التي بها أواني للمطبخ تريد (حواء) أن تستخدمهم أفضل من تخزينهم. كانت (حواء) مسؤولة عن جلب الأواني التي تريدها من الغرفة إلى المطبخ، أما (نادين) فأخذت تتولى مهمة ترتيبهم داخل الدواليب. فخدشت إصبعها بإحدى السكاكين وأطلقت صرخة سريعة قبل أن تبعد يدها بسرعة، فنظرت إليها (حواء) متعجبة ثم وجدت أثر بسيط للدماء على إصبع (نادين)، فابتسمت (حواء) بسخرية قائلة "كم شهر ستلازمين الفراش الآن؟"
فتابعت (نادين) عملها قائلة بتذمر "لن ألازمه!"
فقالت (حواء) باستهزاء متظاهرة بالدهشة "غريب، ظننتُكِ ستقولين أنكِ بحاجة إلى سنة وليس شهر"
وبعد أن غادرت (حواء) المطبخ وهي تطلق قهقهات السخرية، نظرت (نادين) ناحية الباب وهي تقول في نفسها بغضب "إنها لا تنطق إلا بما فيه سخرية مني!"
ثم نظرت (نادين) للساعة المعلقة بجانبها فوجدت أن الوقت تأخر ويجب عليها الشروع في إعداد الطعام قبل عودة (وسام) و(لجين). فغادرت المطبخ لتجد (حواء) متجهة نحوها وهي تحمل إحدى الصناديق ثم قالت "إلى أين!؟"
فأجابت (نادين) "يجب أن أعد طعام الغداء، لم أبدأ به بعد!"
فنظرت (حواء) للساعة ثم سألت "ولماذا لم تبدئي به مبكراً؟!"
فأجابت (نادين) "كنتُ أرضع (ريم)"
فتابعت (حواء) طريقها للمطبخ وهي تقول بشر "هذه ليست مشكلتي، يجب أن تتابعي عملكِ حتى النهاية!"
فغضبت (نادين) ولم تجد وسيلة لإقناعها سوى الهجوم على نقطة ضعفها "وهل سيبقى (وسام) جائعاً؟!"
فنظرت إليها (حواء) بطرف عينها بغضب وأخذت تفكر في ابنها (وسام)، ثم قالت بسخرية "حسناً، اذهبي إذاً، يكفي ما عاناه هذا المسكين الذي إما لا يجد طعامه وإما يجده متأخراً!"
فعادت (نادين) لمطبخها فرحة بانتصار خطتها، ثم أخذت تعد طعام الغداء محاولة الإسراع فيه قدر المستطاع، إلا أنها سمعت صوت باب المنزل يفتح ويدخل منه (وسام) مع (لجين) قائلاً "السلام عليكم!"
فضربت (نادين) جبينها بيأس وهي تقول "وعليكم السلام! أرجوك سامحني فقد تأخرتُ حتى بدأتُ في إعداد الطعام!"
فدخل (وسام) للمطبخ ووجدها تتنقل بسرعة من دولاب إلى آخر، فابتسم قائلاً "ضعي عنكِ ما تحملينه!"
فنظرت إليه متعجبة وقالت "لماذا؟"
فقال "قررتُ أن أصطحبكِ لتناول الغداء في إحدى المطاعم، لم نفعل هذا منذ فترة!"
ففرحت (نادين) بهذه الفكرة إلا أنها علمت ما سيحدث لـ(حواء) عندما تسمع ذلك، حينها قالت بيأس "كلا، لنؤجلها لحين آخر، فقد شرعتُ في الغداء الآن"
إلا أن (وسام) قال "ما هو الذي شرعتِ فيه؟! لم تضعي شيء على النار بعد!"
فوقفت (نادين) عند النار تحاول فتحها إلا أن (وسام) سحبها من يدها محاولاً إخراجها من المطبخ وهو يقول "يا لعنادكِ! هيا ارتدي ملابسكِ فقد اشتقتُ حقاً للمطاعم!"
فلم تجد (نادين) حل آخر إلا أن ترتدي ملابسها كما طلب منها، وخصوصاً أن تلك كانت رغبتها هي أيضاً. وفي تلك الأثناء دخل (وسام) لشقة والدته وقال مبتسماً "السلام عليكم أماه"
فترد هي "وعليكم السلام ورحمة الله! أهلاً بني"
ثم قال "أماه، هل تناولتِ طعام الغداء؟"
فأجابت (حواء) بحزن وشفقة "نعم تناولته مبكراً! ولو كنتُ أعلم أن (نادين) ستبخل عليك به اليوم، لكنتُ تركتُ لك البعض!"
فتعجب (وسام) إلا أنه نسي ما قالته لأنه لم يكترث، وقال "أتيتُ لأرى إن كنتِ تناولتِ الغداء أو لا، لأنني قررتُ الخروج أنا وعائلتي لتناول الطعام في إحدى المطاعم المجاورة!"
فشهقت (حواء) بغضب وقالت "ماذا!؟ أليست (نادين)..."
ولكن (وسام) قاطعها قائلاً "(نادين) كانت ستبدأ ولكنني وجدتُ نفسي مشتاقاً لأكل المطاعم!"
فوضعت (حواء) الصندوق وهي تقول بشفقة "لستَ مشتاقاً، بل مضطراً، مسكينٌ أنت يا بني! لا عليك، مصيبة وابتُليتَ بها فتحمل وأجرك على الله!"
فقال (وسام) متعجباً "عن أي مصيبة تتحدثين!؟ عموماً، أراكِ لاحقاً!"
ثم استدار (وسام) وغادر الشقة عائداً لشقته ليترك (حواء) تحترق غضباً بل وجنوناً أيضاً.
وعندما عاد وجد زوجته جاهزة تساعد (هند) في ارتداء ملابسها، ثم قالت لـ(وسام) "ما الأخبار؟"
فأجاب (وسام) "ما قصدك؟"
فقالت (نادين) بارتباك "أقصد، ماذا كانت ردة فعل والدتك؟"
فتعجب (وسام) من سؤالها، وشعر وكأن (نادين) تخشى الخروج بسببها، فقال "أعلمتها بالأمر ثم جئتُ إليكِ! وتحدّثتْ بكلمات لم أفهم ما تقصده بها!"
فابتسمت (نادين) بسخرية قائلة في نفسها "لابد أنها لعنات وشتائم لي، إلا أن (وسام) قلبه طيب فلم يفهمها!"
وأخيراً خرج (وسام) و(نادين) و(لجين) و(هند) بينما تركوا (ريم) تحت رعاية (حواء) التي لم تودعهم إلا بوجه عابس، وكانت (نادين) تتظاهر بالبراءة وكأنها لا تفهم المقصود بهذه الملامح.
لقد كانت لحظات جميلة بالفعل وهم يتناولون الطعام ويضحكون معاً محاولين تناسي عناء المنزل وهمومه ومشاكله. وبعد الغداء اتجهوا لإحدى الحدائق وجلس (وسام) مع (نادين) يتأملان الفتاتين وهما تلعبان بسعادة فوق العشب الأخضر الممتد على مد البصر مع وجود بعض الأرانب المنتشرة في أرجاء المكان والتي تشعر بالأمان بين الناس، بينما كانت (هند) تصرخ فزعاً وتنطلق مسرعة لوالدتها وهي تردف دموعها خوفاً إن اقتربت إحدى الأرانب منها، فتضحك (نادين) وتخبرها أن الأرانب مسالمة ولا تنوي فعل شيء سوى اللعب معها. ولم تكن لتقتنع حتى حملها (وسام) ثم اقترب من إحدى الأرانب وأخذ يلامس أذنيه ويمرر يده فوق جسده وهو يقول "أنظري عزيزتي (هند)، إنه سعيد وفرح! أنظري إنه لا يؤذي!"
ومع محاولات عدة تمكنت (هند) من لمس أحدهم لتصرخ بعدها بسعادة طاردة الأرنب بصراخها المفزع لأبعد نقطة عنها من شدة الخوف والذعر.
وتمنت (نادين) أن تستمر هذه اللحظات وألا تنتهي أبداً، إلا أن الوقت يمضي للأسف مصطحباً معه لحظات السعادة، ليجبر من حوله أن يعودوا للحياة الروتينية التي يكرهها الناس بشدة!
حتى هذه الأيام، لم تتوقف (حواء) عن معاقبة (نادين) وضربها على ذراعيها كما تفعل دائماً عندما تفقد أعصابها، فتضطر (نادين) العودة لارتداء الأكمام الطويلة مجدداً، إلا أنها سريعاً ما تبتسم ما إن ترى وجه زوجها فتنسى همومها.
وفي إحدى المرات فتحت (نادين) درجها لتُخرج منه طريقة إعداد إحدى الأكلات التي كتبتها من إحدى قنوات التلفاز وقررت تجريبها أخيراً. إلا أنها تعجبت عندما لمحت بعض الأوراق الممزقة داخله، فالتقطت تلك الأوراق وقلبتها لتشهق بصدمة عندما تجد أنها صور عرسها، وقام أحد بتمزيقها، ولابد أن الفاعل لن يكون سوى الذي طرأ في ذهنكم أنتم كذلك!
حينها فقدت (نادين) صوابها، فقد كانت صور غالية بالنسبة لها، أضف على ذلك أن بينها كانت بعض الصور الأخرى التي احتفظت بها (نادين) لها مع والدتها. فجرت مسرعة وهي تحمل الصور الممزقة ودخلت شقة (حواء) ثم اتجهت للصالون حيث توجد هناك، وما إن رأت (حواء) هذا الثور الهائج حتى ابتسمت بسخرية قائلة "أي خدمة؟"
فرفعت (نادين) يدها وهي تحمل الصور في يدها وقالت بصراخ غاضب وانفعال شديد "من فعل هذا؟!؟!؟!؟"
فاتسعت ابتسامة (حواء) الساخرة وقالت "يجب ألا نحتفظ بمثل هذه الصور المقززة!"
فثار بركان (نادين) وضربت المنضدة الموجودة بجانبها بقبضة يدها وهي تقول "وما شأنكِ أنتِ في صوري الخاصة؟! كيف تجرئين على لمسهم؟! تماديتِ أكثر من اللازم!!! لقد صمتُ وتحملتُ تصرفاتك طوال مدة بقائي في هذا المنزل! إلا أني من المستحيل أن أصمت بعد أن تمدين يدكِ لما في داخل درجي الخاص وتمزقينه أيضاً!!!!!!!"
فلم تحتمل (حواء) صراخها فوقفت هي الأخرى متحولة لوحش تخافه الثيران المخيفة، وصرخت قائلة "ويلك، أتصرخين في وجهي؟! من تظنين نفسك؟!؟!؟ من أنتِ لتفعلي هذا!؟!؟"
فترد (نادين) مقهورة "أنا (نادين) ابنة عائلة شريفة كريمة راقية، لا ترضى الخضوع للذل والإهانة! وأنا لم أصمت عما تقومين به إلا خوفاً عليكِ من ابنكِ إن ثارت براكينه!! إلا أنني أعاهدكِ بأنني لن أصمت المرة القادمة إن اكتشفتُ أنكِ مددتِ يدكِ على درجي أو أي شيء يخصني وحدي! أمي لم تلمس قط أشياء تخصني، فتفعلينها أنتِ؟! لقد حذرتكِ، وقد أعذر من أنذر!!"
ثم التفتت (نادين) مغادرة المكان بينما قفزت عليها (حواء) تسحبها من شعرها وتقول بغضب "لسانكِ هذا بحاجة إلى القطع!! بل رقبتكِ أيضاً بحاجة للفصل!!!!!!!!! يا عديمة الأخلاق يا من تربى على السوء والعار!!!"
فصدمت (نادين) ثم التفتت ودفعت (حواء) بقوة تبعدها عنها وانفجرت باكية وهي تقول "بل تربيتُ تربية الأدب والخلق الحسن، تربيتُ بكرامة وعشتُ كريمة أيضاً إلا بعد أن عاشرتُ سيدة مثلك!!!"
فصرخت (حواء) تنهرها عن كلامها ثم مدّت إصبعها موجهة تهديداتها لـ(نادين) وهي تقول "سأخبر (وسام) بكلامك الفظ!!!!!"
فالتفتت (نادين) مغادرة الغرفة وهي تقول بعد أن انهارت قواها والبكاء يقطع أنفاسها "لن أتريث لحظة عن إخباره الحقيقة أنا أيضاً إن فعلتِ هذا، كنتُ أتلقى الضربات المؤلمة فأخفيها عن أنظاره، وأتلقى الكلمات الجارحة فأبتلعها بصمت، ولم أكن أفعل هذا إلا خوفاً على زوجي من غضبك وغضب خالقه، إلا أن سيدة ظالمة مثلك لا تستحق طاعته، لا هو ولا أي شخص آخر!!!!!!!!"

***يتبع***

واثقة الخُطى

واثقة الخُطى
المديره

واخيـــــــرا نادين هزبتها وقوة شخصينها علي حواء

https://banat3echa.yoo7.com

هبة

هبة
أخت متألقه


*الجزء الحادي عشر*

عادت (نادين) لشقتها وركلت الباب برجلها بقوة ثم استندت عليه بظهرها وأخفت وجهها خلف كفيها وأخذت تجهش بكاءً شديداً لم تبكي مثله من قبل. ولم تكن تعلم أن أمامها يقف (وسام) ينظر إليها بصدمة والذي دخل لتوه من المنزل عائداً من عمله.
ولن تشعر (نادين) بالراحة إلا إذا عادت لغرفتها، فتقدمت قليلاً قبل أن تتحجر في مكانها تفتح عينيها بصدمة بعد أن اكتشفت (وسام) يقف أمامها مذهولاً، ثم قال مصدوماً "(نادين)!! ماذا جرى؟!؟"
فطأطأت (نادين) رأسها وجرت لغرفتها دون أن ترد، إلا أن (وسام) لحق بها ودخل الغرفة طالباً من بنتيه اللعب بألعابهما في غرفتهما الخاصة. وبعد أن دخل حيث توجد (نادين) أغلق الباب خلفه ثم تقدم لـ(نادين) التي كانت منهارة عند الحائط تلكمه بيديها بقوة، فقال (وسام) محاولاً تهدئتها "(نادين) اهدئي!! أخبريني ماذا جرى؟ ما بك؟!"
فالتفتت (نادين) محاولة الابتعاد عنه، واتجهت ناحية سريرها وهي تقول "دعني وشأني أرجوك"
إلا أن (وسام) أوقفها من ذراعها، فصرخت (نادين) ألماً بسبب الكدمات التي تخفيها، حينها قال (وسام) غاضباً "لاحظتُ صراخك كلما لمس شيء ما ذراعيك!! ما الذي تخفينه عني؟!"
فصدمت (نادين) وحاولت سحب ذراعيها بعيداً إلا أن (وسام) أمسك بهما جيداً ورفع كُمْ القميص ليصدم عندما يجد البقع الحمراء تغطي معظمها، فسأل صارخاً بغضب "من فعل بكِ هذا؟!؟!؟!"
فالتزمت (نادين) الصمت دون أن ترد، إلا أن (وسام) يكرر السؤال مجدداً بنبرة أكثر غضباً وهو يقول "قلتُ لكِ من فعل بكِ هذا؟! ما الذي يحدث وأنا غائبٌ عن المنزل؟! تكلمي حالاً!!!!!!!!"
فنظرت إليه (نادين) قائلة "قلت لك دعني وشأني!"
فيقول (وسام) "لن أدعكِ قبل أن تشرحي لي حالاً ما يجري، وإلا ذهبتُ واستفسرتُ هذا بنفسي من أمي! لابد أن.."
ولكن (نادين) صرخت قائلة "لا!!!! لا تتحدث معها أبداً بهذا الخصوص!! دع أمك وشأنها وإلا ثرتَ عليها وحلّت عليك لعنة الله!"
فيقول (وسام) "إذاً اشرحي لي أنتِ ما يجري!"
ثم نظر حوله ولمح الصور المنثورة في أرجاء الغرفة والممزقة، فنظر مجدداً لـ(نادين) وقال "لا أفهم ما يجري هنا!!"
فقالت (نادين) "ولا أريدك أن تفهم!!!"
فجن جنون (وسام) وقال "كيف؟! أتريدينني أن أراكِ بهذه الحالة وأصمت؟!"
فترد (نادين) "نعم!!!!!!!!!"
فيقول (وسام) "وأنا لن أرضى!"
فسألت (نادين) وهي تبكي بندم "ما الذي جاء بك في هذا الوقت!! لماذا لم تتأخر قليلاً؟!؟!؟"
فدهش (وسام) وقال "(نادين) تكلمي هيا"
حينها انفجرت (نادين) باكية من جديد وأمسكت بشعرها قائلة "لم أعد أحتمل! أنا أتعذب، أتعذب!!!!!!!!!!!!!!!"
ثم نظرت لزوجها وأخذت تفرغ غضبها بواسطة لكماتها الموجهة إلى صدره وهي تقول "سامحك الله لِمَ أحضرتني إلى هذا المنزل؟!؟!؟"
ثم دفعته من ظهره ناحية الباب وهي تصرخ بجنون قائلة "غادر الغرفة حالاً!!! لا أريد أن أرى أحد أمامي!!!!!!!!!"
فاستدار (وسام) إليها وفتح فمه محاولاً الكلام إلا أن (نادين) صرخت مجدداً "قلت لك غادر الغرفة!!!!!!!!!!"
فصمت (وسام) وطأطأ رأسه بيأس، ثم التفت وغادر الغرفة، وقالت له وهو يغادرها "إياك أن تذهب لوالدتك وإلا غضبتُ منك إلى الأبد!!!! إن لم تكن تكترث لمشاعري فاذهب إليها!"
كانتا (لجين) و(هند) تقفان أمام غرفتهما وهما تنظران لوالدهما الذي غادر غرفته للتو وأغلق الباب وأخذ يتنهد بصمت، فقالت (لجين) بهدوء وقلق "بابا، ما الذي يجري؟"
فرفع (وسام) رأسه ونظر للفتاتين ليقول لهما بنبرة ملأها الألم لما كان يحدث "لماذا خرجتما من الغرفة؟"
فقالت (لجين) وهي تشير للداخل "(ريم) تبكي!"
فصمت (وسام) ليصل لأذنيه صوت بكائها الرقيق، فدخل الغرفة وحملها وضمها لصدره وهو يطلب منها الهدوء، إلا أنها لم تتوقف، فعلم حينها أنها جائعة، فاتجه للغرفة التي بها (نادين) وطرق بابها قائلاً "(نادين)، (ريم) جائعة"
وبعد ثوانٍ فتحت (نادين) الباب ليجد دموعها ترسم بريقها اللامع على خدها، ثم التقطت منه (ريم) وأغلقت الباب مجدداً. فظلّ (وسام) واقفاً في مكانه يطأطئ رأسه دون أي كلمة. و(لجين) و(هند) تراقبانه بحزن قبل أن تنفجر كل منهما باكية بعد أن وجدتا والدهما بهذه الحالة الكئيبة، فنظر إليهما واقترب منهما حاملاً كل منهما بذراعيه ثم دخل بهما الصالون وجلس، وهما على حجره.
أما بالنسبة لـ(نادين) فقد أخذت ترضع طفلتها إلا أن (ريم) كانت تأبى ذلك، وكأنها تشعر بمرارة الحليب الذي يصل إليها والذي أثر انفعال (نادين) في مذاقه. فوضعتها جانباً وغادرت الغرفة ودخلت المطبخ تعد لها حليباً صناعياً دون أن تقابل أي من (وسام) وابنتيه، ثم عادت للغرفة وأغلقت الباب وأخذت تطعم (ريم) الحليب حتى هدأت ونامت، فوضعتها جانباً وأخذت تتكئ برأسها على يديها وهي تشعر بصداع رهيب.
وبقيت على هذا الحال مدة لا تقل عن الساعة، أخذت فيها تتذكر تصرفاتها مع زوجها ووالدته بقسوة، فعلمت أنها أخطأت وبشدة، وعلمت أنها بحاجة إلى بعض الراحة بعيداً ليهنأ بالها وتهدأ نفسيتها المنهارة، ثم تعود من جديد، حينها قررت الذهاب إلى منزل والديها لتأخذ فيه قسطاً من الراحة. فغادرت الغرفة وبحثت في أرجاء المنزل حتى وجدت (وسام) في الصالون يتأمل الأرض، وفي حجره تنام (لجين) من جهة، و(هند) من الجهة أخرى.
وفجأة رفع رأسه بعد أن سمع (نادين) تقول بهدوء "(وسام)!"
فنظر لمصدر الصوت ليجد (نادين) عند الباب تسأله قائلة "أتسمح لي بالذهاب إلى منزل والديّ؟"
فأجاب (وسام) بلطف "بالطبع عزيزتي تستطيعين"
فالتفتت (نادين) وعادت لغرفتها تبدل ملابسها وتجهز حقيبة ابنتها (ريم) ومعداتها الخاصة لأنها ستصطحبها معها دون شك، وبينما هي تجهز حقيبتها سمعت صوتاً يقول عند الباب "أتسمحين لي بالدخول؟"
فنظرت (نادين) لمصدر الصوت لتجد (وسام) يقف خلف بداية الغرفة، فنظرت (نادين) مجدداً للحقيبة وشعرت بخجل شديد من سماع زوجها يستأذنها لدخول غرفته، فقالت "تفضل"
فدخل (وسام) واستلقى على سريره بجانب (ريم) النائمة وأخذ يداعب خدها في صمت. فنظرت (نادين) إليه بطرف عينها وأخذت تراقبه خلسة وعلمت أنه يفعل ذلك مودعاً ابنته ويشعر أنه قد يشتاق إليها، فنظرت (نادين) للحقيبة مجدداً قبل أن تغلقها وتحملها على ظهرها قائلة "هل أصطحب معي (لجين) و(هند)؟"
فأجاب (وسام) "لا داعي لهذا، يمكنكِ إبقائهما معي هنا"
فصمتت (نادين) كعلامة رضا، ثم اقتربت تأخذ (ريم) من بين يديه وتتجه للباب الخارجي من المنزل، فتبعها (وسام) وهو يقول "ألا تحتاجين للمساعدة في حمل الحقيبة؟ هل تريدين مني إيصالكِ إلى المنزل بالسيارة؟"
فترد (نادين) "لا داعي لهذا، فالمنزل قريب، والحقيبة ليست ثقيلة"
ثم فتحت (نادين) باب المنزل وكانت ستبتعد إلا أنها شعرت بشيء ما يمسكها من ملابسها محاولاً منعها من الابتعاد، فنظرت للخلف لتجد (وسام) ينظر إليها بحزن شديد لم يسبق وأن رأت عليه مثل هذه الملامح من قبل، ثم اقترب منها وضمها إلى صدره قائلاً "أرجوكِ سامحيني، أنا آسف"
ثم قبّل جبينها قبل أن ينظر إليها نظرة سريعة ويلتفت عائداً للمنزل مغلقاً خلفه الباب. فطأطأت (نادين) رأسها وتمنت لو كان بإمكانها البقاء بجانبه، إلا أن شعورها بالإرهاق أجبرها على متابعة سيرها إلى منزل والديها كي تأخذ قسطاً كافياً من الراحة بعيداً عن تلك الشريرة التي تدفن نفسها حالياً داخل غرفتها خوفاً من وصول ما جرى لمسامع ابنه، وخصوصاً أن صوت المعركة التي كانت دائرة بينه وبين (نادين) قد وصل البعض منها إلى أذنيها، فشعرت أن دورها سيكون التالي، إلا أنها دهشت بعدم ظهور (وسام) أمامها حتى الآن.
أما بالنسبة لـ(نادين) فقد وصلت لمنزل والديها، وما إن وقعت عينها في عينهم حتى انهمرت الدموع من عينها وألقت نفسها في حضن أمها التي أخذت تسمّي الله وتطلب منها الهدوء دون أن تعلم ما جرى، ثم دخلت معهما للمنزل وحضّرت لها والدتها شراباً ساخناً قد يريح أعصابها ويساعدها على استجماع قواها.
ثم قالت الأم بعد أن جلست أمام (نادين) تمسح على يدها بحنان "احكي لي يا ابنتي ماذا جرى!"
فتنهدت (نادين) وقالت "أخطأتُ خطئاً كبيراً"
فقالت الأم متعجبة "ما هو؟"
فأجابت (نادين) بندم شديد "فشلتُ في امتحان ابتلاني به الله، لقد صرختُ في وجه (وسام) وطردته من الغرفة بكل وقاحة"
فشهقت الأم بصدمة وقالت "لا! أنا واثقة أن ابنتي العاقلة لا تفعل هذا"
إلا أن (نادين) أكّدت قائلة بحزن "بل هي الحقيقة يا أمي، وأشعر الآن بندم شديد، وخصوصاً أنه اعتذر رغم أنه لم يخطئ في شيء!"
فاستفسرت الأم قائلة "أنا أعرفكِ مسالمة، وأعرف زوجكِ أيضاً من أطيب الناس وأكثرهم حكمة ورجاحة، فكيف حدث الشجار؟"
فلم تعرف (نادين) كيف ستحكي القصة لوالدتها، هل ستخبرها عن المعاملة القاسية التي تتلقاها من والدة زوجها (حواء) التي لم تترك يوماً إلا وضربتها أو شتمتها أو أهانتها؟ بل وأهانت والدتها أيضاً وتربيتها؟ كيف لها أن تشرح ذلك؟ بالفعل أمراً مؤلماً أن يكون المرء في وضع كهذا، يجد نفسه وحيداً يكتم ألمه محاولاً إبقائه سراً أمام كل الناس وحتى أقربهم إلى قلبه!
فقالت (نادين) باختصار محاولة الهرب من التفاصيل "إنها والدة (وسام) يا أمي، تتدخل في شؤوني الخاصة وتزعجني في كل كبيرة وصغيرة!"
فابتسمت الأم وتنهدت قائلة "كل العالم يشتكي من هذه النقطة يا عزيزتي، والدة الزوج تجد ابتعاد ابنها الذي كانت تتكئ عليه في كثير من الأشياء صدمة قوية لها، فتشعر أن هناك من سلب قلبه حتى ولو لم يكن هذا صحيحاً، هذا شعور غريزي ستشعرينه أنتِ أيضاً إن أنجبتِ ابناً ووجدته يبتعد عنكِ، لكن يجب أن تصبري يا ابنتي وتتحملي"
فقالت (نادين) "صبرتُ وتحملتُ يا أمي ولكن وصل بي الحال.."
إلا أن الأم قاطعتها قائلة "لا تدعي الشيطان يلعب بأعصابك، فانظري كيف وصل بكِ الحال لأن تتشاجري مع زوجكِ البريء، ولو لم يكن عاقلاً فربما كنتِ الآن مطلقة! لهذا يجب أن تسيطري على أعصابك، فالرجل الذي تزوج بكِ يا (نادين)، لن تكسب مثله أي فتاة أخرى، فلا تتسرعي فتفقدينه! كلما رأيتِ ما يزعجكِ منها استعيذي بالله من الشيطان وقولي -حسبنا الله ونعم الوكيل-، وفوضي أمركِ إليه وهو سيعينك، ولكن حافظي على زوجك وعلى طاعته، وإياكِ أن ترفعي صوتكِ عليه، وإن نام غاضب منكِ ظلت الملائكة تلعنكِ حتى يرضى عنكِ! فأنتِ ملزمة بطاعته واحترامه، ليكون عوناً لكِ وسنداً، وتساعدا بعضكما البعض في تربية أطفالكما، فهم يتأثروا بالمحيط الذي هم فيه! كلما ازدادت المشاكل وكثرت، ساءت حالة بناتك النفسية وأثر هذا عليهن بشكل سلبي، فانظري لوالدة زوجك على أنها مجرد سيدة ستقضين معها مجرد فترة بسيطة من الزمن ستنتهي عما قريب، فالزواج ليس سهلاً، ويحتاج للتضحية والصبر والتحمل، وذلك إن أردتِ أن تنعمي بحياة آمنة مع رضا الله وتوفيقه"
ابتسمت (نادين) وشكرت أمها على كلماتها المشجعة التي زالت كثيراً من همها وحزنها.

***يتبع***

هبة

هبة
أخت متألقه

*الجزء الثاني عشر*

وكأنّ (وسام) يقف أمام الصحافة!
هذا ما كان حاله وهو يجيب أسئلة (لجين) و(هند) عن مكان والدتهما وسبب خروجها ووقت عودتها وغيرها. ثم أخذ ابنتيه وقال لهما مبتسماً "هيا، بصراحة أنا أشعر بالملل، فلماذا تبخلان عليّ بإحضار ألعابكما والسماح لي باللعب معكما؟"
دهشت (لجين) كما كان حال (هند) أيضاً وهما تنظران لبعضهما البعض بدهشة، ثم صرختا بسعادة وتسابقتا لغرفتهما تجمعان الألعاب التي ستلعبان بها مع والدهما، فابتسم (وسام) لسعادتهما وجلس يلعب بالألعاب التي لم تزده إلا مللاً!
ثم وضع الألعاب جانباً وقال لهما "أكملا اللعب، وأنا سأجهز لكما طعام العشاء"
ثم ابتعد عنهما وهو يشير لإحدى الدمى قائلاً "إياكما أن تسمحا للوحش أن يهرب من الصبي الشجاع في غيابي!!"
فأمسكت كل منهما بدمية الوحش ليمنعانه من الهرب، فضحك (وسام) ودخل المطبخ وأخذ يعد لهما طعام العشاء، ولكن فجأة سمع هاتفه يرن، فنظر للمتصل ليجد أنها (نادين)، فغسل يده بسرعة وأجاب قائلاً بسعادة "(نادين)؟ مرحباً!"
فأجابت (نادين) بصوت مازال يدل على الحزن، ولعل ذلك بسبب خجلها من بقائها في منزل والديها حتى الآن "مرحباً (وسام)، كيف حالك؟ وكيف حال (لجين) و(هند)؟"
فأجابها (وسام) وهو يقلب البيض على النار "كلنا بخير، كيف حالكِ أنتِ وحال (ريم)؟"
فنظرت (نادين) للطفلة في حجرها وقالت "إنها بخير"
ثم مضت لحظة صمت لم يعرف أي منهما ماذا يقول للآخر، وكان سؤال (نادين) هو من قطع الصمت قائلاً "(وسام).. هل أرجع للمنزل؟"
فأجاب (وسام) "عزيزتي هذا يعتمد عليكِ أنتِ، بإمكانكِ البقاء هناك متى شئتِ، وعندما تريدين العودة فستجدين الباب مفتوحاً لاستقبالك!"
فتنهدت (نادين) وتذكرت المنزل الذي صار يذكّرها بهمومها ومشاكلها، فقالت مترجية "أتسمح لي بالمبيت هنا الليلة فقط أرجوك؟"
فأغلق (وسام) النار بعد أن نضج البيض وقال بلطف "قلتُ لكِ أن تفعلي ما شئتِ، افعلي ما ترينه مناسباً لكِ ولراحتكِ، لن أمانع حتى ببقائك أسبوعاً كاملاً، المهم أن تأخذي قسطاً كافياً من الراحة!"
فقالت (نادين) بنبرة امتنان "شكراً لك، قد أتصل بك غداً إذاً"
فقال (وسام) "حسناً، بإذن الله، اعتني بنفسك وبـ(ريم)، وأرسلي لها قبلتي!"
فابتسمت (نادين) قائلة "حسناً، تصبح على خير"
فأجاب (وسام) "تصبحين على خير عزيزتي"
ثم أغلقت (نادين) الخط بينما بقي (وسام) يعلق الهاتف عند أذنيه وهو يغمض عينيه في صمت وألم، فقد وجد نفسه مشتاق إليها وإلى (ريم)، إلا أنه علم أنه ببقائها هناك ستنعم بالراحة التي تحتاجها.
ثم أعاد الهاتف وأخذ يتأمله في صمت، قبل أن يلتفت على صوت (لجين) تدخل للمطبخ قائلة "بابا هل العشاء جاهز؟"
فأجاب (وسام) "نعم عزيزتي، هيا اجلسي وأحضري معكِ (هند)!"
ثم صرخت (هند) قائلة من غرفة الصالون "هل أحضر معي الوحش والصبي الشجاع والقطة البيضاء و..."
إلا أن (وسام) قاطعها قائلاً "كلا، اتركيهم هناك وإلا اضطررنا لوضعهم جميعاً في الغسالة!!"
وهكذا اجتمعوا حول المائدة وتناولوا الطعام وهو يحكي لهما بعض القصص المضحكة، وبعد أن انتهوا من تناول الوجبة ساعدهما في دخول الحمام ثم حمل كل منهما إلى سريرها وهو يقول "تصبحان على خير! أحلاماً سعيدة!"
ثم أغلق النور وغادر الغرفة، واتجه للمطبخ ليشرع في غسل الأطباق، ولم يقابل والدته أبداً حتى صباح اليوم التالي!
وفي اليوم التالي استيقظ (وسام) من نومه مبكراً وذهب يصلي الفجر في الجامع، ثم عاد يجهز طعام الإفطار لابنتيه، وعندما صار جاهزاً أيقظهما من نومهما وتناولوا معاً الطعام، وفجأة تذكر (وسام) أن (هند) ستبقى وحدها، فأدرك أنه مضطر للدخول لشقة والدته ليترك معها (هند) حتى عودته هو و(لجين) وقت الظهيرة، فشعر بالقلق من هذه اللحظة. ثم ارتدى ملابسه هو و(لجين)، ثم حمل (هند) واتجه بها للشقة المجاورة ليجد والدته جالسة في الصالون دون أي كلمة، وما إن التقت عينه بعينها حتى وقفت بفزع واصطنعت الابتسامة قائلة "صباح الخير!!"
فردّ (وسام) بجدية "صباح الخير، أنا ذاهب لعملي فأرجو أن تعتني بـ(هند) في غيابي!"
فقالت (حواء) بتعجب "وأين (نادين)؟"
فأجاب (وسام) بنبرة تخبرها أن الموضوع ليس من شأنها "(نادين) ليست موجودة"
فدهشت (حواء) وسألت غير مكترثة لنبرة صوته "أين هي؟!"
فتنهد (وسام) بيأس وخشي أن تظن (حواء) بها الظنون فاضطر للإجابة لإشباع فضولها قائلاً "ذهبت لمنزل والديها"
فقالت (حواء) بتعجب "في هذا الصباح الباكر!؟"
فأجاب (وسام) "لا، بل منذ البارحة!"
صدمت (حواء) وبدأت حممها بالغليان، فكيف تذهب وتترك (وسام) وحده مع ابنتيه يعاني في تأكيلهما ومساعدتهما دخول الحمام وتسليتهما وأخذهما للنوم أيضاً؟ فقالت بغضب "وهل يرضيك هذا؟!"
إلا أن (وسام) لم يرد وأخذ ينظر إليها نظرات غاضبة فهمت من خلالها أن هذا الموضوع ليس من شأنها، فاقتربت وأخذت منه (هند) ثم أجلستها بجانبها وأبعدت عينيها عنه وظلّت تراقب الأرض بحاجبين مقتضبين.
أما (وسام) فالتفت غير مكترثاً وأمسك بيد (لجين) التي كانت تقف بجانبه ثم سار معها لخارج الصالون وهو يقول "مع السلامة"
وغادر المنزل مصطحباً ابنته إلى المدرسة، ثم اتجه إلى عمله.
أما بالنسبة لـ(حواء) فقد كانت ألسنة اللهب مشتعلة داخلها و(هند) تراقبها بتعجب، وكانت تحدث نفسها قائلة "لن أطهو الطعام! سأرى إلى متى سيصمد بدونها! لابد أن يجبرها على العودة إلى المنزل!!"
ثم وقفت من كرسيها وأخذت تجوب الغرفة مشياً سريعاً متوتراً دون توقف، وهي تفكر في كيفية التصرف لإعادة (نادين) للمنزل للاعتناء به وبعائلتها، ثم قررت الانتظار إلى أن يكون هذا الأمر من (وسام) وليس منها.
وبينما (وسام) في عمله نظر للساعة فوجد أنها الـ10 صباحاً، وتأكد من أن (نادين) قد استيقظت من نومها لا محال، فأخرج هاتفه مستغلاً الاستراحة القصيرة التي تحصل عليها، ثم اتصل بها لترد عليه قائلة "صباح الخير"
فأجاب مبتسماً "صباح الخير! يبدو صوتكِ أحسن بكثير"
فابتسمت (نادين) ثم قالت "كيف حالك؟ وكيف الفتاتين؟"
فأجاب "جميعنا بخير والحمد لله! بالأمس تناولنا العشاء معاً وأخذنا نلعب بالدمى ونضحك ونمرح"
ففرحت (نادين) وقالت "هذا جميل حقاً، خشيتُ أن تكونوا بحاجتي"
فقال (وسام) "أحاول جاهداً أن أفعل كل ما بوسعي، ولا يبدو ذلك صعباً، بل أكثر من سهل وخصوصاً عندما أعلم أنكِ تنعمين هناك بالراحة والسعادة"
فقالت (نادين) متنهدة "أنت على حق، لم أشعر بالراحة إلا عندما أتيتُ هنا!"
فقال (وسام) "إذاً عودي متى شئتِ، وأرجو ألا تعودي خوفاً من مواجهتنا بعض الصعوبات بدونك، بل عودي عندما تجدي الرغبة لذلك"
فقالت (نادين) بامتنان وتقدير "شكراً لك"
ثم نظر (وسام) لساعة يده وقال "انتهى موعد الاستراحة، يجب أن أنهي المكالمة"
فقالت (نادين) "حسناً، مع السلامة"
فختم (وسام) المحادثة قائلاً "مع السلامة!!"
ثم عاد مسرعاً لعمله وهو يشعر بسعادة كبيرة وطاقة تدفعه لفعل المستحيل من أجل إسعاد أفراد أسرته، ووجد نفسه مشتاقاً للجميع ويتمنى العودة للمنزل لينعم بضحكات (لجين) و(هند) الجميلة.
ومضى الوقت أخيراً حتى انتهى (وسام) من عمله وغادر المكتب متجهاً للمدرسة ليجد (لجين) تنتظر في ساحة المدرسة تلعب مع صديقاتها، فناداها من بعيد لتجري مسرعة فور رؤيته وترتمي في حضنه قبل أن تبدأ في سرد قصتها لحظة دخولها المدرسة اليوم صباحاً وحتى هذه اللحظة، وكان (وسام) يستمتع بقصتها ويشجعها ويبدي اهتمامه التام لها.
وعندما وصلا إلى المنزل جرت (لجين) مسرعة لـ(هند) التي كانت بانتظارها بفارغ الصبر، وأخذتا تلعبان معاً بينما دخل (وسام) المطبخ لإعداد طعام الغداء، أما (حواء) فقد كانت تدخل بين حين وآخر ببطء شديد كي لا يشعر بها، فتجده منسجماً في عمله في المطبخ مما يزيد هذا من غضبها وغيظها فتعود مجدداً للمنزل وهي تشتم الكسولة الجالسة في منزل والديها وتاركة زوجها يطهو الطعام وحده هنا.
وعندما انتهى (وسام) من إعداد الطعام نادى (لجين) و(هند) وغرف لكل منهما كمية في صحنها قبل أن يخرج من المطبخ قائلاً "سأدعو جدتكما لتناول الطعام معنا، انتظراني، ولا تلمسا أي شيء!"
فذهب يدعوها للانضمام إليهم إلا أنها رفضت ذلك، وغادر شقتها وهي تودعه بوجهها العابس كالعادة، ثم دخل مجدداً للمطبخ وجلس مكانه، وفجأة سمع (لجين) تقول "ييييييييع!! إنه مقزز!"
فغضب منها (وسام) وقال "دائماً تتذمرين من طعامي يا (لجين)، ألا تحمدين الله على النعمة؟!"
إلا أن (لجين) تجيب بيأس "لكنه رهيب جداً!"
فازداد غضب (وسام) ثم حمل ملعقته وملأها بالطعام وقربها من فمه وهو يقول بعتاب "أنا غاضب منكِ يا (لجين)، فبعد كل التعب والعناء تقولين لي هذا؟ سامحكِ الله!"
ثم وضع الطعام في فمه، وما هي إلا مضغتين لا ثالث لهما حتى بصق (وسام) الطعام من فمه وهو يمسك رقبته ويخرج لسانه بتقزز ويقول "يا إلهي! ما هذا؟!؟"
ثم وقف من مكانه وذهب حيث يوجد الملح ثم فتحه وتذوق ما فيه ليصدم عندما يتذكر أن هذا مكان السكر، وأن الملح هو الموجود في الجهة الأخرى. وندم لأنه غير مكانهما بالأمس ظناً أنه سيعتاد على هذا بسرعة.
فنظر لـ(لجين) و(هند) وقال بخجل معترفاً بخطئه "هاهاها، وضعتُ السكر بدل الملح! يا لذكائي!"
ثم نظر للسكر وهو يحدثه قائلاً بيأس "ليتني تذوقتك قبل أن أضعك في الطعام!"
ثم اقترب من الطاولة وحمل الإناء الذي به الطعام ثم أفرغه في إحدى الأكياس وهو يقول "اعذريني لأنني ظلمتكِ يا (لجين)!"
ثم نظر إلى الفتاتين محتاراً وهو يقول "ماذا سنأكل الآن؟ حسناً.. أظن أن الذهاب إلى إحدى المطاعم المجاورة فكرة لا بأس بها!"
ففرحتا (لجين) و(هند) بهذا الاقتراح، ثم ساعدهما (وسام) في ارتداء ملابسهما و(لجين) لا تتوقف عن قول "دائماً ضع السكر بدل الملح يا بابا كي نأكل في المطعم!!"
فضحك (وسام) من كلماتها البريئة ثم غادر المنزل وهو يحمل كيس الطعام معه، وبعد أن نزلوا الدرج الذي يصل للباب الخارجي إلى الشارع، اتجهوا لإحدى الشوارع الضيقة والتي تسكنها القطط ثم وضع لهما (وسام) الطعام وهو يقول "صحة وعافية! بالمناسبة، لن أغضب إن تقيأتما الطعام! على شرط ألا تأتيني إحداكم تطلب مني اصطحابها للطبيب من أجل إجراء غسيل للمعدة!!"
فضحك (وسام) كما أضحك هذا (لجين) و(هند) أيضاً، ثم غادروا المكان متجهين لإحدى المطاعم.
في تلك الأثناء جنّت (حواء) التي كانت تراقبهم خلسة قبل أن يغادروا المنزل، واكتشفت الخطأ الذي قام به (وسام)، واتهمت (نادين) بالتقصير، وقالت أن هذا ما كان سيحدث لو أنها كانت موجودة تعتني بعائلتها كما يجب، وحزّ في نفسها كيف لابنها أن يتعب ويعاني ساعات في المطبخ ثم يرمي الطعام كما هو في القمامة! والغريب أنها لم تجده يذكر اسم (نادين) أبداً على لسانه وكأن الذنب ليس ذنبها، حينها وجدت أن الكيل قد طفح وعادت لشقتها ملتقطة هاتفها.

***يتبع***

هبة

هبة
أخت متألقه


*الجزء الثالث عشر*

كانت (نادين) منسجمة في حديثها مع والدتها في أمور مختلفة وهي تحمل (ريم) بين ذراعيها وتقوم بإرضاعها قبل أن يرن هاتفها فجأة، فنظرت (نادين) للمتصل لتفتح عينيها بصدمة ثم تنظر لوالدتها قائلة "إنها هي!"
فقالت والدتها ناصحة "(نادين)! احترميها أثناء حديثكِ معها، تذكري ما قلته لكِ جيداً، يجب أن تغيري من معاملتكِ لها"
فتنهدت (نادين) ثم ضغطت زر الفتح وهمّت بإلقاء السلام قبل أن يقاطعها صوت ثائر يقول "إلى متى تنوين البقاء هناك؟!؟!؟"
فصمتت (نادين) التي أخذت تضغط على شفتيها محاولة السيطرة على أعصابها، ثم نطقت قائلة "لا أدري"
فصدمت (حواء) وقالت "كيف تسمحين لنفسك أن تتركي عائلتكِ هكذا دون عناية؟!؟ ألا تعلمي ما يعانيه (وسام)؟!؟!؟"
فقالت (نادين) بتعجب "لم يخبرني أنه يعاني"
فقالت (حواء) بنبرة آمرة "بالطبع لن يخبركِ!! لكن يجب أن تفهمي هذا بنفسك!! هيا عودي حالاً إلى المنزل وجهزي طعام الغداء لعائلتكِ!"
فصدمت (نادين) قائلة "ماذا؟!؟ أعود الآن؟!"
فتقول (حواء) مؤكدة كلامها "نعم الآن وحالاً وفوراً! هيا!!!!! وإلا ندمتِ!!!!!"
فقالت (نادين) "و.. ولكن..."
إلا أنها فوجئت بصوت السماعة تقفل في وجهها، فوضعت هاتفها جانباً ثم دمعت عيناها دون أي كلمة، وأخذت والدتها تراقبها وهي على هذا الحال فقالت "(نادين)، ماذا جرى؟"
فقالت (نادين) بحزن شديد "إنها تطلب مني أن أعود إلى المنزل"
فقالت والدتها مشجعة "أجل، أنا أرى أن هذا ما يجب أن يحدث، لا تتركي زوجكِ وحده، اذهبي إليه!"
فقالت (نادين) بألم "لكنني لن أعود إليه فقط، بل سأعود إليها هي أيضاً!"
فقالت الأم "ماذا اتفقنا يا (نادين)؟ قلنا ألا تلقي بالاً لكلامها وألا تكترثي!"
فوقفت (نادين) وغادرت الغرفة لتجهز نفسها للعودة إلى المنزل، وهي تعلم أن والدتها لا تدرك شيء من الذي تفعله (حواء) لـ(نادين)، فهي وحتى الآن لم تخبرها عن الضرب وتمزيق الصور والإهانات التي لا تنتهي.
وعندما كانت جاهزة للمغادرة ودّعت أفراد أسرتها ثم غادرت المنزل متجهة لمنزلها، ولم تكن تعلم أن (وسام) خارجه.
في تلك الأثناء كان (وسام) أيضاً عائداً إلى المنزل مع (لجين) و(هند) وهم يشعرون بالسعادة بعد اللحظات التي أمضوها معاً في المطعم، وبينما هم يقتربون من المنزل دهش (وسام) عندما وجد (لجين) تشير بإصبعها وتقول "إنها ماما!!! هناك!!!"
فنظر (وسام) أمامه ليجد (نادين) تبعد عنهم أمتاراً وتدخل من الباب الخارجي متجهة للدرج الذي يرفع للشقق في الأعلى، فتعجب (وسام) من عودتها بشكل وجده مفاجئ بعض الشيء، ثم وجد (لجين) و(هند) تسحبانه من يديه وهما تقولان بسعادة "هيا، هيا لنلحق بها!!"
فابتسم (وسام) قائلاً "حسناً، على رسلكما!"
ثم دخلا من الباب في الفترة التي كانت فيها (نادين) قد وصلت لباب شقتها.
في تلك الأثناء ضغطت (نادين) على جرس المنزل منتظرة من (وسام) أن يفتح الباب إلا أنها دهشت بالباب المجاور -باب شقة (حواء)- يفتح فجأة ثم تظهر هي من خلاله وهي تنظر إليها بغضب، ثم صرخت قائلة "يا لكِ من مهملة عديمة الفائدة!!!!"
فصدم (وسام) عندما سمع صراخ والدته، ثم سارع من خطواته في الدرج ليصل في اللحظة التي يجد فيها (حواء) ترفع يدها موجهة صفعة قوية لوجه (نادين) التي اندفع رأسها بقوة إثر الضربة وهي تصرخ بألم، لحظة كادت تشل قدم (وسام) الذي لم يصدق الوساوس التي طغت عليه بأن (حواء) تمد يدها على (نادين) إلا هذه اللحظة. منظر تمنى أن يكون حلماً وليس حقيقة، تمنى أن يكون أي شيء سوى الحقيقة!!
في تلك اللحظة كانت (نادين) تضع يدها على خدها باكية بألم، بينما انفجرت (ريم) أيضاً التي كانت بين ذراعيها باكية من الفزع، ثم قالت (حواء) بغضب والتي لم تلحظ وجود (وسام) بعد "يا لإهمالك! يا لتعاسة ابني بكِ!!!!! سنوات تمضيها نوماً على الفراش وأخرى في المطاعم والحدائق وأخيراً هروباً من منزل إلى منزل!! ما هذا؟!؟!؟"
فترد (نادين) بصوت مرتجف ضعيف "أ...آسفة"
وفجأة صمتا هما الاثنتين بعد أن سمعتا صوت (لجين) التي دمعت عيناها بعد المشهد الذي رأته خوفاً على والدتها وهي تقول "ماما!!!!"
فالتفتت (نادين) و(حواء) بصدمة لتلمحا (وسام) الذي كان يقف كشجرة صلبة فقدت أوراقها وأغصانها بل وجذورها أيضاً، ذلك المشهد لم تكن تريد (نادين) أن يحدث أمام (وسام) أبداً وخصوصاً بعد ما اتفقت به هي ووالدتها وشعرت بأنها قادرة على تنفيذه.
أما (حواء) فكانت صدمتها بأن جف فمها من لعابه وجسدها من دمائه، ولم تجد وسيلة أفضل من الهرب! لهذا فقد اندفعت مسرعة إلى داخل شقتها بينما استفاق (وسام) لتوه من الصدمة وارتسمت ملامح الغضب على وجهه وأبعد يد (لجين) وأختها من يديه ثم انطلق يلحقها، إلا أن (نادين) أمسكت به تمنعه من هذا، و(ريم) يزداد بكائها كلما ازداد عنف حركات والدتها، فأعطت (نادين) ابنتها (ريم) لـ(لجين) وطلبت منها أن تحملها بحذر، كي تتمكن من أن تمنع (وسام) من الدخول والتصرف بجنون وخصوصاً أنه بالفعل يبدو فاقداً للوعي بمن حوله.
وأخذت (نادين) تسحبه من كلتا ذراعيه ومن ملابسه إلا أنه كان يقاوم صارخاً بغضب "ابتعدي!! أريد أن أدخل إليها!!"
إلا أن (نادين) كانت تقول بقلق وتوتر "أرجوك! أرجوك اهدأ، ما الذي تنوي فعله؟! أنسيت أنها والدتك؟! (وسام) أرجوك!!"
إلا أن (وسام) استمر في مقاومته حتى فقد أعصابه كلياً ثم التفت لـ(نادين) ودفعها بقوة ليحرر قبضته منها، إلا أن دفعته كانت بالقوة التي جعلت (نادين) تتراجع للخلف وللخلف حتى تنزلق ناحية الدرج وتسقط متدحرجة عليه من أعلاه إلى أسفله!
لحظة صرخ فيها (وسام) بجنون كما حدث هذا لـ(لجين) و(هند) أيضاً.
صراخ أسمع كل الجيران وخرجوا من منازلهم وعبر نوافذهم يستطلعون ما يجري.
في لحظتها انطلق (وسام) يجري بجنون ناحية الدرج ونزله بسرعة ليصدم عندما يجد (نادين) استقرت في أسفله وهي غارقة وسط بركة دماء وفاقدة وعيها، مشهد خذلت فيه (وسام) قواه فوجد نفسه يسقط جالساً على إحدى الدرجات عاجزاً عن الحركة وكأنه وُلِدَ دون أقدام.
وفجأة سمع صوت أحدهم يدفع الباب الخارجي بقوة حتى تمكن من فتحه ودخل منه أحد الجيران ومعه زوجته يقتربان بسرعة من (نادين) مع ملامح تدل على الفزع والقلق، ثم نظر الجار لـ(وسام) وقال له مواسياً "زوجتي طبيبة، اتركها تتصرف بنفسها!"
في هذه اللحظة استعاد (وسام) بعضاً من قوته بعد أن تفاءل خيراً بحضور هؤلاء الجيران، فتمكن من الوقوف وهو مستنداً على الحائط ونزل الدرجات القليلة التي أمامه حتى وصل لـ(نادين) وتعاون في حملها هو وزوجة الجار، ثم صعدا بها الدرج ودخلا المنزل مع صرخات (لجين) و(هند) الخائفة، مختلطة مع بكاء (ريم) التي كانت بين ذراعي أختها لم تكن تعي ما يجري حولها سوى ظناً منها أن هناك زلزال يحدث لا محال!
ومضى الوقت و(وسام) جالساً في الصالون يسند رأسه بكفيه ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم طوال الوقت، كما أنه كان يمنع البنات من الاقتراب منه لأن ملابسه ملطخة بدماء (نادين) عندما كان يحملها، مما زاد هذا من خوفه وقلقه من مصدر الدماء وسببه، وأخذ يهز رجله بعصبية ويتنهّد غضباً بين الفينة والأخرى، منتظراً الطبيبة التي تتفحص (نادين) وحدها في غرفة النوم.
وفجأة رنّ جرس المنزل، فنظر (وسام) للباب متعجباً ثم ذهب لفتحه ليصدم عندما يجد أن من خلفه هو والده العائد من سفره للتو غير معلناً عن عودته ظناً منه أنها ستكون مفاجأة رائعة للجميع، إلا أن (وسام) لم يقل كلمة بل ولم يتحرك من مكانه، فقال والده خوفاً من أن يكون ابنه قد نسيه بعد هذه السنوات "مرحباً بني! مبارك لك زواجك! كيف حالك؟ وحال زوجتك؟ وحال البنات؟ وحال الـ..."
وفجأة صمت بدهشة بعد أن لمح الدماء التي على ملابسه، فقال مستغرباً "ما الذي يحدث؟!"
وفجأة ظهرت الطبيبة خلف (وسام) وقالت "لقد انتهيت!"
فالتفت (وسام) مسرعاً ناسياً والده، وسأل متفائلاً "ما الأخبار؟!؟!؟"
فأجابت الطبيبة "إنها بخير، وهي نائمة الآن! مجرد خدوش بسيطة في مناطق مختلفة من جسدها!"
فقال (وسام) "وماذا عن ذلك الدماء!؟"
فقالت الطبيبة بأسف "لقد كانت حاملاً، وسقط الجنين!"
صدم (وسام) إلا أنه حمد الله أن الدماء لم تكن بسبب نزيف قد يصيبها دون توقف أو يودي بحياتها للهلاك!
ثم نظرت الطبيبة لوالد (وسام) وابتسمت قائلة "مهلاً!! ألستَ السيد (نزار)؟!؟"
فقال (نزار) "بلى إنه أنا!! هل لي أن أفهم ما يجري في المنزل؟!"

***يتبع***

هبة

هبة
أخت متألقه

هل مازال أحد يتابع القصة؟!

واثقة الخُطى

واثقة الخُطى
المديره


اكييييييد نتاااابعها جييييدا اعذرينا لعدم الرد او التأخير نظرا للضروف الامتحانات مازلت ماكملت القصه ان شاااااء الله اقرأها وانتي تاااابعي لاتتوقفي

https://banat3echa.yoo7.com

هبة

هبة
أخت متألقه

حسنا الله يوفقك ان شاء الله Smile

هبة

هبة
أخت متألقه


*الجزء الرابع عشر*

استقبل (نزار) عائلته بتلك الأخبار الرهيبة والكوارث التي كانت تحدث في غيابه، ولم يجد من ابنه سوى عبارات اللوم التي تلومه بسبب غيابه طوال هذه الفترة دون أن يكترث لكون زوجته وحدها وبحاجة إليه، وقال له أن سبب غيابه هذا كان سبباً في انفراد زوجته بمضايقتهما وفرض أوامرها بل وباستخدام العنف ضدهما أيضاً. مما أشعر هذا (نزار) بحزن شديد وندم على الخطأ الذي اقترفه، وعلم أن من يجري وراء المال ستضيع حياته هباءً بدل أن يقضيها بين أفراد عائلته يبث بينهم الأمن والسلام.
ثم التقى حفيداته وأخذ يداعبهن محاولاً تناسي الألم الذي كان يشعره في تلك اللحظات، إلا أنه وجد نفسه مضطراً لمقابلة زوجته والذي يشعر بخجله من تقصيره اتجاهها، فاستأذن منهم وذهب شقته وبحث عنها إلا أنه لم يجد لها أي أثر، ثم اتجه لغرفة نومه وحاول فتح الباب إلا أنه دهش باكتشافه موصد جيداً بالمفتاح. ولحظتها جنّت (حواء) التي كانت تختبئ داخلها وظنت أنه (وسام) يعد لها لحظات ساخنة من الانتقام. إلا أنها سمعت الباب يُطرق ويأتيها صوت من خارجه يقول "(حواء) هل أنتِ هنا؟!"
ذلك الصوت الذي سمعته، أذهلها وجعلها تبقى متحجرة في مكانها حتى تسمعه مرة أخرى لتتأكد أن أذنيها لم يخذلاها، إلا أن ابتسامتها اتسعت بعد أن سمعت الصوت يظهر مجدداً ويقول "عزيزتي (حواء)! افتحي الباب، هذا أنا!!"
فجرت (حواء) متعثرة ببعض الأشياء الملقاة في أرجاء الغرفة، ثم وصلت للباب وفتحته لتشهق بسعادة برؤية من كانت تتمنى رؤيته منذ سنوات، ثم ارتمت في حضنه وأخذت الدموع تنهمر من عينيها قائلة "(نزار)!!!! لقد عدت!!!!!"
فمسح (نزار) على شعرها قائلاً "أجل عزيزتي! لقد عدت، وأرجو أن تعذريني على غيابي هذا"
فقالت (حواء) بنبرة لوم "بل لن أسامحك أبداً، لقد عانيتُ كثيراً بدونك!"
فأبعدها (نزار) عنه ونظر لعينيها قائلاً بنبرة مؤنبة "ما سمعته من (وسام) عنكِ لم يعجبني أبداً، لهذا فأنا أيضاً لن أسامحكِ! نحن متعادلين إذاً!!"
فطأطأت (حواء) رأسها قائلة بقلق محاولة كسب تعاطف (نزار) لحمايتها "أنا خائفة من (وسام)!"
إلا أنه ردّ قائلاً "لو جاء فلن أمنعه من فعل ما يريد!"
صدمت (حواء) ثم نظرت إليه قائلة بغضب "ماذا؟! أترضى أن تسمح لابننا أن يمد يده عليّ؟!؟!"
فابتسم (نزار) قائلاً "أنتِ تعلمين أن (وسام) لا يفعل هذا"
فطأطأت رأسها مجدداً وتنهدت بقلق، دون أن تدري كيف ستكون اللحظة التي تلتقي فيها عين (وسام) بعينها.
في ذلك الوقت شكر (وسام) جارته الطبيبة والتي غادرت المنزل مع زوجها الذي كان ينتظرها في غرفة الصالون أيضاً، وطلبت منه أن يُبقي (نادين) على سريرها حتى تتماثل الشفاء، وقالت أنها تولّت أمرها بالكامل ولا حاجة لاصطحابها إلى الطبيب.
ثم بدّل (وسام) ملابسه ووضعهم في الغسالة مع الملابس التي أعطته إياها الطبيبة التي تولّت مهمة الاعتناء بـ(نادين) وتغيير ملابسها، ثم أخذ حماماً سريعاً قبل أن يخرج متجهاً للغرفة التي بها (نادين)، إلا أنه وقف على صوت (ريم) تبكي بشدة في غرفة البنات، فذهب إليها وأعدّ لها بعض الحليب حتى شربت وهدئت ونامت بعد أن اطمأنت. وعندما أراد الخروج وجد (لجين) و(هند) تنظران إليه بغضب، فاقترب منهما قائلاً بتعجب "ما بالكما؟"
إلا أنهما أخذتا تدفعانه بكل قوتهما لتبعدانه عنهما وهما تقولان "لا تقترب منا، نحن لا نحبك!"
كلمات جرّدت (وسام) من حواسه وشعر بأنه صار ورقة جافة في خريف كئيب، فنزل بركبتيه على الأرض ومدّ ذراعيه محاولاً ضم (لجين) و(هند) إلى صدره إلا أنهما أبتا ذلك وأخذتا تدفعانه مجدداً، حينها أمسك بهما بعنف ودفعهما بقوة إلى صدره ضاماً كل منهما بقوة والدموع تنهمر من عينيه قائلاً بندم "أنا آسف، أعلم أنني أخطأت، وأشعر بندم شديد، فلا تزيدا من وضعي سوءاً أرجوكما"
فلان قلبهما ولفّت كل منهما ذراعيها حول رقبته وأخذتا تشاركانه دموع الندم والحزن، ثم ابتعد عنهما وأخذ يداعب شعرهما قائلاً "لا تغضبا مني، فأنا أحبكما بشدة"
ثم قبّل كل منهما على خدها وابتسم إليهما بحنان ثم وقف مغادراً الغرفة متجهاً لـ(نادين)، فتسحّب للغرفة بهدوء شديد وأخذ يمشي على أصابع قدميه محاولاً عدم إزعاجها، ثم سحب معه إحدى الكراسي ووضعها بجانب السرير وجلس عليه متأملاً زوجته النائمة في هدوء.
وأخذ يتذكر كيف حدثت تلك اللحظات التي لم تزد عن الـ10 ثوان، وما زاد من تعجبه هو تصرفات (نادين) التي كانت تمنعه من الدخول لوالدته خوفاً عليها منه رغم الصفعة القوية التي تلقتها منها، فعلم أن (نادين) تريد رضا الوالدين لـ(وسام)، وأدرك مدى صفاء قلبها رغم المعاملة القاسية، ثم التفت ونظر لأرجاء الغرفة ليجد الصور الممزقة مازالت كما هي على الأرض، وفهم حينها ما جرى تماماً، وعلم سبب الكدمات الموجودة في ذراعيها، حينها رفع رأسه محدثاً نفسه قائلاً "وصلت الأمور لدرجة لا تُحتمل، لهذا.. فقد قررتُ أن...."
ثم تردد (وسام) قبل أن يكمل كلامه، وأخذ يفكر في قراره مراراً وتكراراً حتى عزم على تنفيذه، ووجد أنها الطريقة الوحيدة للخلاص من هذه المشاكل بأكملها.
وفجأة سمع صوت الأذان، فكبّر الله وغادر الغرفة وذهب يتوضّأ استعداداً للذهاب إلى الجامع، ثم طلب من ابنتيه عدم الاقتراب من غرفة والدتهما أبداً، ثم غادر الغرفة متجهاً حيث يُشرح صدره ويشعر بالطمأنينة والسلام، وتزيح عنه همومه ومصائبه، ويحمد الله أن كل ما جرى ما هو إلا خير قد لا يعرف الشخص الحكمة منه.
ولم يشأ أن يخبر والدي (نادين) بالذي جرى لها، وخصوصاً أن موضوع الحمل لم يكن يعرف عنه أحد، حتى (نادين) نفسها. وقرر إخفاء الأمر حتى تتعافى صحتها وتعود الأمور كسابق عهدها دون حدوث المزيد من المشاكل بين والديها و(حواء) والّذَيْن لن يرضيا أبداً بالذي جرى لابنتهما.
ثم عاد لمنزله ودخل يعد بعض الحساء من أجل (نادين)، ووضع منه لـ(لجين) و(هند) ثم دخل الغرفة ليدهش عندما يجد (نادين) مستيقظة، وما إن نظرت إليه حتى أخفض عينيه خجلاً من الذي سببه لها، إلا أنها ابتسمت قائلة "مرحباً!"
فردّ (وسام) "أهلاً، حمداً لله على سلامتك"
فتقول (نادين) "شكراً لك!"
ثم لاحظت مكوثه في مكانه دون أي حركة وهو يحمل الحساء بين يديه وينظر للأرض أسفله، فقالت (نادين) مواسية إياه "لا تقلق، أنا بخير!"
فاقترب (وسام) ببطء خوفاً من ارتجاج الطبق الذي به الحساء، ثم جلس بجانبها وقال "أعددتُ لكِ هذا الحساء"
فقالت (نادين) "شكراً، أنت تتعب نفسك كثيراً"
فدهش (وسام) وقال "لكن أنا السبب، أنا الذي.."
إلا أن (نادين) قاطعت كلامه قائلة "أرجو أن ننسى الماضي، لا أريد أن أتحدث في ذلك الموضوع أبداً، هذا من بعد إذنك طبعاً"
فشعر (وسام) بالراحة وقال "أنا أيضاً أفضّل هذا"
ثم سألته (نادين) "كيف حال والدتك؟"
فتغيرت ملامح (وسام) وصارت تدل على الغضب ليقول بعدها باستياء "لا أدري، لم أرها، ولا أريد"
ثم قالت "أريدك أن تذهب وتقبّل جبينها"
فنظر إليها (وسام) متعجباً ليقول بعدها "ماذا؟! أقبّل جبينها؟! لماذا؟ أشكرها على الصفعة التي أعطتها لكِ أمام وجهي؟! لم تكن صفعة لكِ أنتِ فقط، بل لي أنا أيضاً!!"
إلا أن (نادين) قالت "هذه والدتك"
فقال (وسام) وهو يغرف ملعقة من الحساء "بلى، لكنها تمادت!"
فقالت (نادين) بعد أن احتست من بعض ما كان يحمله "ومع هذا يجب أن ترضيها، بالمناسبة.. أودّ أن أطرح عليك سؤالاً يحيرني"
فقال (وسام) "ما هو؟"
فتابعت (نادين) كلامها قائلة "ما الذي كنت تنوي فعله لوالدتك لو سمحتُ لك بالدخول إليها؟"
فقال (وسام) بعد تفكير مطوّل "في الحقيقة لا أدري، لقد كنتُ غائباً عن الوعي حينها"
فقالت (نادين) "إذاً ما فعلتُه أنا عندما منعتك من هذا كان خيراً، ماذا لو كنت قد ارتكبت جريمة قد تندم عليها طوال حياتك دون فائدة؟"
فتنهّد (وسام) ثم أطعمها مرة أخرى وهو يقول "أرجوكِ، اتفقنا أن ننسى الماضي، لا أريد أن أفكر فيه"
فصمتت (نادين) لطلبه، ولم تكترث للذي جرى لها مقابل إنقاذ كارثة قد كانت ستحدث!
ثم قالت له "ولكن.. ما يجب ألا ننساه هو: هل ستعتذر إليها، على الأقل بسبب نواياك الشرسة التي كنت تلاحقها بسببها"
فقال (وسام) "لن أدخل إليها قبل أن تكوني معي"
فقالت (نادين) "وهل ستبقى وحدها حتى أتماثل الشفاء؟"
فأجاب (وسام) "لا عليكِ، فقد عاد أبي من سفره، وهو معها!"
فاتسعت عينا (نادين) بدهشة وقالت "أحقاً ما تقول!؟"
فردّ (وسام) "أجل! كانت مفاجأة، إلا أنني لم أسلّم عليه حتى، كنتُ في وضع لا يُحسَد عليه"
ومضى الوقت، بل والأيام، و(وسام) لم يقترب من شقة والديه حتى هذه اللحظة، رغم محاولات والده المتواصلة للإصلاح بينهما وخصوصاً بعد أن اكتشف طيبة (نادين) وتعرّف عليها للمرة الأولى، إلا أن (وسام) كان يأبى الدخول دون أن تكون هي معه.
وبعد أن تحسنت حالة (نادين) وصارت قادرة على مغادرة الفراش، دهشت (حواء) بصوت باب شقتها يفتح في إحدى الأيام وهي جالسة في الصالون برفقة زوجها، فعلمت أن أحدهم قادم، وهنا تسارعت نبضات قلبها خوفاً منهما، أما الذي كان بجانبها فقد أشرق وجهه سعادة لأنه كان بانتظار هذه اللحظة بفارغ الصبر.

***يتبع***



عدل سابقا من قبل هبة في الأحد مارس 18, 2012 11:24 pm عدل 2 مرات

طموحي الجنه

طموحي الجنه
أخت متألقه

السلام عليكم
بصراحه اعجز عن التعبير وبدون مجامله الروايه في منتهى الروووعه واتابعها جيدا
رغم الظروف الامتحانات لارد عليها وسامحيني تأخرت في الرد لكن الروايه بالفعل جذبتني كثييييرا
لكن والله تحيرت عن التعبير الروايه سيناريو كامل والله تنفع مسلسل يطلع مسلسل ناااجح لانه السيناريو واااااضح جدا ومميز جدا ربي يحفظك انتي دائما مبدعه المزيد من الابداع واستمري لاني متابعه جدا

هبة

هبة
أخت متألقه

جزاك الله كل خير وحفظكِ المولى عزيزتي Smile

شكراً لك..

ان شاء الله موفقة في امتحاناتك

هبة

هبة
أخت متألقه


*الجزء الخامس عشر*

دخل (وسام) فجأة لغرفة الصالون، وخلفه كانت (نادين) تحمل (ريم) بين ذراعيها، فطأطأت (حواء) رأسها كما فعلوا جميعاً ذلك.
فأراد (نزار) أن يلطف من الأجواء قائلاً كأنه يتلو شِعراً "تعجبتُ من نوراً رأيته يأتي من باب شقتي... فإذا بي أرى الوسامة والجمال عند حضرتي!! فيا أهلاً بولدي فلذة كبدي... حاملاً معه الزوجة رائعة الجمال ومتعددة المحاسنِ!!!"
دهشت (نادين) ونظرت لـ(وسام) بدهشة ليقول إليها بصوت منخفض "نسيتُ أن أخبرك أنه شاعر!"
فاتسعت ابتسامة (نادين) ووجدت كلمات المدح تخرج رغماً عنها قائلة "رائع! ما أروع تلك الكلمات، صدقاً شيء مذهل!"
فاحمر وجه (نزار) ثم تنحنح قائلاً "احم، شكراً يا ابنتي! أنا على استعداد لإسماعك أشعاري المتواضعة في كل لحظة!"
فقالت (نادين) بمرح "وأنا لا أملّ منهم!!!"
ثم قال (نزار) "أأسمعكِ غيره؟ هناك واحدٌ قمتُ بتأليفه اليوم، وهو..."
وفجأة صمت بعد أن نظر إليه (وسام) قائلاً "أبي، هذا ليس وقته!"
فارتبك (نزار) وقال بخجل "أ..نعم! أعلم! هاها، كنتُ أقصد أن تكون زوجتك على استعداد فقط لسماع المزيد في الأيام المقبلة"
ثم تقدّم (وسام) وجلس على الأريكة وبجانبه جلست (نادين)، ولم ترفع (حواء) عينيها حتى الآن.
وعمّ الصمت للحظات، قبل أن تدفع (نادين) رجل زوجها برجلها خلسة دون أن يشعرا بها (نزار) و(حواء)، طالبة منه أن يتكلم وأن ينفذ ما خططا لأجله!
حينها نظر إليها (وسام) ثم نظر لـ(حواء) وقال "أحم.. كيف حالكِ أماه؟"
فأجابت (حواء) بهدوء "بخير"
ثم صمت كعادته إلا أن (نادين) دفعته مجدداً، فنظر إليها ليجدها تنظر إليه بغضب ثم تهمس له بشفتيها قائلتين بالإشارة "هيا!!"
فنظر (وسام) لوالدته مجدداً وقال "أودّ أن أعتذر على كل ما جرى"
دهشت (حواء) ولم تتوقع أن يعتذر منها (وسام) والذي ينبغي أن ينتقم منها كما تظن، ثم قالت له بعد أن ابتسمت باطمئنان "لا بأس! أنا أيضاً اعتذر، لقد أخطأت، وأعتذر أيضاً من..."
ثم رفعت عينها ونظرت لـ(نادين) قبل أن تنطق بارتباك وتردد وتوتر "أعتذر لـ(نادين)!"
فابتسمت (نادين) قائلة بسعادة "لا داعي للاعتذار، فأنا لم أغضب منكِ! وأرجو أن تسامحيني أنا أيضاً إن كنتُ قد أخطأتُ في حقكِ بشكل أو بآخر، بقصد أو بدون قصد!"
ففرحت (حواء) ونسيت لحظتها كل الغيرة التي كانت تحملها من (نادين)، بل وكبرا في عينيها وشعرت بالندم الشديد على كل تصرفاتها معهما بقسوة، وتشجعت قائلة "سامحتكِ! ولم أعد غاضبة!"
ثم طأطأت رأسها ودمعت عيناها وهي تقول "والله ما رأيتُ من (نادين) شراً من يوم دخولها منزلنا وحتى هذه اللحظة، وإني أعترف أني قد ظلمتها، إلا أنها تحملت وصبرت ولم تشأ أن تخبر زوجها بالذي أفعله لها، فهنيئاً لابني الحبيب زوجة صالحة ما شعرتُ بقيمتها سوى لحظات أفقتُ بها بذاكرتي وأدركتُ أني كنتُ مخطئة، وكنتُ نداً لشيطاني وطائعة لوساوسه، فحسبنا الله ونعم الوكيل، وأنا راضية عنكما وأدعو الله أن يوفقكما لما فيه خير وصلاح، وأرجو أن يعينكما الله على تربية بناتكم ومن يليه من حبيب أشتم راحة قربه منا، وأعترف مجدداً أمامكما وأشهد أمام الله دون رجعة، بإذنه تعالى، إني لراضية عنكما من قلبي وسأدعو لكما في صلاتي دوماً!"
كلمات لم تكن إلا نهراً دافئاً سال على قلب (وسام) وزوجته، وأنساهما ألم الماضي، ووجدت (نادين) أن الهدية التي كانت بانتظارها قد دنت فعلاً، ولم تكن لتتوقع أفضل وأشرف منها لها ولزوجها.
فقالت (نادين) بحنان "بارك الله فيكِ، أُمّاً حنوناً، سنداً لمواساة خاطري وخاطر زوجي، فنعم الأم تلك، التي أراها أمامي!"
وفجأة اخترق كلامهما صوت (نزار) قائلاً "ويلات من لحظات الأسف والصلحِ... تبعث في النفس بريق السعادة والفرحِ!! فلتكن علاقتنا حبٌ وأنسٌ تملأهُ... عبارات الخير والسلام والمدحِ!!"
ضحكت (نادين) إعجاباً بهذا الشعر الجديد ولولا (ريم) التي كانت في حجرها لأخذت تصفق له فرحاً وتشجيعاً، فحكّ (نزار) رأسه بخجل وهو يقول "شكراً شكراً، أخجلتِ تواضعي!"
أما بالنسبة لـ(حواء) فأخذت تنظر إليه بطرف عينها وتمنت لو تلكمه على وجهه ليصمت وخصوصاً في مثل هذه اللحظات التي لا تحتاج لروح الدعابة التي تفيض منه دوماً!
ثم قال (وسام) "حسناً، بارك الله فيكِ أماه، لدي ما أقوله الآن، فهيا لنتحدث بجدّية! أماه..."
فنظرت (حواء) فقلق لـ(وسام) وهي تقول "نعم؟"
فتابع (وسام) كلامه قائلاً "أودّ استغلال لحظة اجتماعنا جميعاً في هذه اللحظة معاً، لأعلن لكم جميعاً قراراً حزمتُ على تنفيذه!"
فتعجبوا جميعاً ومن بينهم (نادين) التي لم تفهم عن أي قرار يتحدث زوجها، ثم تابع (وسام) كلامه قائلاً "إني عزمتُ أن..."
وفجأة قطع كلامه (نزار) قائلاً كعادته "استفتح كلامك باسم الرحمن تربح... خير من فجوة تترك لإبليس المجال ليمرح!! إنه..."
وفجأة قطع كلامه (وسام) يقول غاضباً "أبي!!!!!!"
فصمت الأب مباشرة وقال "آسف!!!!!!!!!!!!"
ثم نظر (وسام) لوالدته وقال "أماه، عزمتُ أن أرحل أنا و(نادين) والأطفال بعيداً"
صدم (نزار) و(حواء) كما شهقت (نادين) بدهشة قائلة "مـ..ماذا؟!"
فقال (وسام) "بما أن أبي عاد أخيراً من سفره، فهذا يعني أن أمي لن تبقى وحيدة ولا داعي للخوف عليها كما كان حالنا من قبل، والآن أراها الفرصة المناسبة لأغادر مع عائلتي لمنزل آخر"
فقالت (نادين) مستفسرة بدهشة "ولكن إلى أين؟! عن أي منزل تتحدث؟!"
فأجاب (وسام) بعد أن نظر لزوجته بجانبه "لقد عملتُ جاهداً لكسب المال وتجميعه وادّخاره، حتى تمكنتُ أخيراً من شراء منزل جديد خاص لي ولكِ وللبنات! ولم أخبركِ بالأمر حتى ضمنتُ المنزل بين يديّ وملكي أخيراً!"
فقالت (نادين) بدهشة تكاد لا تصدق الخبر المفاجئ "لم يخطر ببالي قط أنك تفعل كل هذا"
فقال (وسام) "بلى إنها الحقيقة، منزل كامل بأثاثه ينتظر فقط من يسكنه، وأرى أن اللحظة أتت للذهاب إليه، فلم يعد مكاننا هنا مناسباً، وخصوصاً أن عددنا يزداد ونحن بحاجة لمنزل يسع لنا جميعاً!"
ثم تدخلت (حواء) قائلة "أهو قرارك الأخير؟"
فنظر (وسام) لوالدته وقال "أجل، ولا أظن أنني سأتراجع عنه! فقد استخرتُ ربي ووجدتُ في قلبي إقبالاً على تنفيذ ما قررته، إذاً في ذلك خير لي ولعائلتي"
فطأطأت (حواء) رأسها قائلة "افعل ما تراه مناسباً لك"
ثم نظر (وسام) لزوجته قائلاً بابتسامة تشجيع "ما رأيك؟"
فقالت (نادين) بسعادة "موافقة دون شك!"
ثم نظر (وسام) لوالدته بعد أن وقف قائلاً "حسناً، غداً سنغادر هذا المنزل بإذن الله"
فقال (نزار) مجدداً "كبر العصفور وسيترك عشّه... ولسوف..."
وفجأة قاطعه (وسام) قائلاً بتعجب "أتراني عصفوراً يا أبي؟!"
فانفجروا جميعاً من الضحك قبل أن تنهض (ريم) على ضحكاتهم وتصرخ بينهم باكية، لتفزعهم ببكائها المفاجئ ثم ليتابعوا ضحكهم للحظة الفزع التي قفزتهم من أماكنهم، ثم هبّت (نادين) تهدّئها وتهزّها بهدوء طالبة منها عدم الخوف والفزع!
إلا أن (نزار) مدّ لها ذراعيه قائلاً "هاتي تلك الحلوة، أريد أن أمزح معها قليلاً!"
فأعطت (نادين) الطفلة لجدّها (نزار) وأخذ يرمها للأعلى ويلتقطها مجدداً، فصدمت (نادين) ونهته عن هذا إلا أن ردة فعل الطفلة كان أسرع من تحذيرات الأم، فقد أمطرت (نزار) من أعلاه لأسفله بالحليب الذي كانت قد شربته قبل أن تنام مباشرة. فصرخ (نزار) بصدمة وأعاد (ريم) لوالدتها وجرى مسرعاً للحمام وهو يتمتم غاضباً، قبل أن تقول (حواء) مبتسمة بسخرية "لولا أنني كنتُ في الماضي أغلق عليكما بالمفتاح بعد أن أرضعك يا (وسام) أنت وأختك، لما استقر الطعام في معدتكما ولو لثوانٍ بسبب والدكما الذي يعشق تراشق الأطفال في الأعلى كالدمى!"
فانفجروا جميعاً من الضحك بينما أخذ (نزار) يصرخ عليها من الحمام ينهرها عن الكلام الذي قالته، مما زاد هذا من لحظة سعادتهم ويبدو أن المياه قد عادت لمجاريها بالفعل!
وأخيراً جاء اليوم التالي، وجهّزت (نادين) الحقائب التي وضعت فيها الأشياء التي تلزمها لمغادرة هذا المنزل والاستقرار في منزل آخر تسوده الراحة والسلام، وبينما هي تجهز الحقيبة قالت لـ(وسام) الذي كان منسجماً في جمع ما يحتاجه هو أيضاً "أتعلم؟ تذكرتُ للتو أنني سأبتعد عن منزل والديّ!"
فقال (وسام) "لا عليكِ! كلما أردتِ الذهاب إليهما فبمقدوري إيصالكِ إلى هناك متى شئتِ! ثم إنني لن يهنأ لي بال قبل أن أراكِ تقودين السيارة بمفردكِ!"
فدهشت (نادين) وقالت "ماذا؟! أقود السيارة!؟"
فقال (وسام) "نعم! ستلتحقين بمدرسة تعليم القيادة، ثم تأخذين الرخصة حتى تتمكني من الاعتماد على نفسك عند الضرورة!"
فشعرت (نادين) بالسعادة لتلك الفكرة وقالت "لا أمانع أبداً!"
ثم أغلقت (نادين) الحقيبة وهي تقول "(وسام)، أشكرك بالفعل على كل ما تفعله لأجلي، لقد ضحيتَ بالكثير وكنتَ سبباً في إنقاذي من أمور عدة، فلن أنسى معروفك هذا، وسأشعر دائماً أنني مقصرة في حقك حتى ولو حملتك فوق ظهري وخدمتك بكل جهدي"
فيقول (وسام) "إنني لم أفعل هذا إلا عندما وجدتُ منكِ المرأة الرائعة التي كنتُ أتمناها طوال حياتي، سعيتِ دائماً لرؤية الابتسامة على وجهي، وضحيتِ بالكثير من أجل أن يكون الله راضٍ عني! فجزاك الله خيراً ولا حرمني منكِ، خير هدية من الله أرسلها لي!"
فابتسمت (نادين) بخجل وامتنان، وازداد إعجابها بزوجها الذي وجدت أنه من أغلى الهدايا التي أهداها لها الله على صبرها وتحملها عناء كل ما كان ينتظرها، وها هي ترتاح الآن من تلك الأيام العسيرة، وتغادر منزلها هي وزوجها وبناتها لمنزل جديد رائع شعروا فيه بالسعادة والأمان في ظل رضا الله وعونه، وهما يبذلان كل جهدهما لتربية البنات على الخير والصلاح وحسن الخلق.
وزمن انقضى حتى تلتحق (هند) بالمدرسة أيضاً التي كانت تتشوق إليها كثيراً، و(ريم) صارت تجري في أرجاء المنزل تبعث فيه روح السعادة والبهجة، وهم جميعاً بانتظار الشقيق الجديد الذي سينضم لهذه العائلة الكريمة بعد أسابيع قليلة بإذن الله.




يتبع في الفصل الثاني بإذن الله بعنوان.. بين زوجي وأبنائي..

جزاكم الله خيراً على المتابعة

طموحي الجنه

طموحي الجنه
أخت متألقه

جزئيه راااااائعه اذهلتييييني اقرا انا واختي القصه مع بعض





انا اعجبت بروايتك كثيرررا كلام رااائع ورااقي بذات هذه الجزئيه كان فيها نوع من الشعر الفكاهي وكانت جزئيه مريييحه لقد تعبت نادديييين كثيرررا لكن تبي الحق وسام يستحق التعب هذا كله ان شاء الله انحصل واااحد كيف وساااام ههههههه من جدي

استمتعت بالقصه انا متابعه معك الى نهاية ان شاء الله

واثقة الخُطى

واثقة الخُطى
المديره


نهاااااية الفصل الاول كاااانت جميــــــــــــــــــــــــــله جداااااا مذهلــــــه وخصوصا لماجاء ابو وسام دارلهم جو مش عااادي Smile

والله ياهبه انتي فعلا مبــــــــدعه جدااااا وسردك للقصه في غاااااااااية الروووووعه Cool
استمعت كثيــــرا وان اقرأ في القصــــه وحكيتها لاهلي فعلا مثل ماقالت اختي طموحي تنفع مسلسل لان السيناريوا والحوار جااهز انتي الكاتبه وانا توا نقعد المخرجه وطموحي الممثله حوااااء خخخخخ Laughing

بارك الله فيك خيتي هبه على مجهووودك الرااائع والمذهل وان شاء الله تكوني دااائما في القمه وربي يحقق امانيك
قصة من تأليفي.. الفصل الأول.. بين زوجي ووالدته - صفحة 2 2788221432 قصة من تأليفي.. الفصل الأول.. بين زوجي ووالدته - صفحة 2 2788221432قصة من تأليفي.. الفصل الأول.. بين زوجي ووالدته - صفحة 2 2788221432قصة من تأليفي.. الفصل الأول.. بين زوجي ووالدته - صفحة 2 2788221432




قصة من تأليفي.. الفصل الأول.. بين زوجي ووالدته - صفحة 2 Images-2c957b981a

https://banat3echa.yoo7.com

هبة

هبة
أخت متألقه

بارك الله فيكما وجزاكما كل خير SmileSmile
كلامكما رفع كثيراً من معنوياتي..
ان شاء الله الفصل الثاني يعجبكم أيضاً Smile سأبدأ بانزاله من يوم الغد بإذن الله ..شكراً لكما

طموحي الجنه

طموحي الجنه
أخت متألقه

ههههههههههههههههه بتهي يا مليكه انا حوااء اه

مش مشكله حواء في الاخير قعدت طيبه خخخخخ

هبة

هبة
أخت متألقه

هههههههههههه المهم متكونوش هكي مع كناينكم يوماً ما هههههه
عموماً أنزلت الجزء الأول من الفصل الثاني Smile

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 2 من اصل 2]

انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى