السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
هذا هو الفصل الثاني من القصة على امل أن ينال اعجابكم..
نبدأ بسم الله..
*الجزء الأول*
كانت أياماً في غاية الجمال، تلك التي قضتها (نادين) مع زوجها (وسام) في بيتها الجديد الذي سكنته الطمأنينة منذ دخولهم إليه.
ومضت السنوات سريعاً، و(نادين) تترقب اللحظات التي ترى فيها أبنائها يكبرون بسرعة ويدخل كل منهم مرحلته الخاصة في التعليم.
أكبرهم كانت (لجين)، تلك الفتاة ذات الشعر الكستنائي والملامح الجميلة التي ورثتها من أمها، وصار عمرها الآن 21 عاماً وتدرس حالياً في الجامعة، قسم الهندسة.
ثانيهم كانت (هند)، ذات الملامح الرقيقة والشعر شديد السواد والنعومة التي لم تسمح له بأن يصل حتى إلى كتفيها، بل كانت تفضّل كونه قصير، يصل إلى ما أسفل أذنيها مباشرة، والآن عمرها 19 عاماً وتدرس في الجامعة نفسها التي تدرس فيها (لجين)، وتخصصها هو الطب.
ثالثهم (ريم)، تشبه والدتها وأختها (لجين) في الملامح ولون الشعر، ومازالت في المرحلة الثانوية، وتطمح لأن تدرس القانون، وعمرها حالياً 17 عاماً.
وكان كل من هؤلاء الثلاثة يرتدون الحجاب الذي يسترهم بالكامل ويخفي جمالهم وزينتهم.
كان الفارق بين البنات الثلاث في العمر هو سنتان فقط، إلا أن (نادين) تعرضت لحادثة سقوطها في الدرج في الماضي، مما تسبب هذا في ازدياد السنوات بين (ريم) وبقية الأبناء بعدها. فبعد مرور 4 سنوات حملت (نادين) وأنجبت شقيقاً جميلاً يشبه والده كثيراً، واسمه (أنس)، وعمره 13 عاماً ويدرس في المرحلة الإعدادية، وحلمه أن يصير كاتباً.
واكتفى (وسام) و(نادين) بعد الطفل الآخير، والذي أنجباه بعد (أنس) بـ3 سنوات، واسمه (أيمن)، وعمره 10 سنوات والذي يشبه والدته، يدرس في المرحلة الإبتدائية، ولا يفكر في طموحه بعد.
هكذا اكتملت العائلة، (وسام) و(نادين)، والأبناء.. (لجين)، (هند)، (ريم)، (أنس)، (أيمن).
كانت العلاقة بين (لجين) و(هند) قوية، وكانتا تمضيان معظم وقتهما بالحديث معاً في غرفتهما. بينما كانت (ريم) تختلف عنهما تماماً، وكانت تفضّل البقاء مع (أنس) و(أيمن) واللعب معهما.
وبينما كانت (لجين) مع (هند) كعادتها، خرجت من غرفتها وهي تستأذن قائلة "يجب أن أذهب يا (هند)، سأساعد أمي في إعداد طعام الغداء"
وفتحت (هند) كتبها العديدة وأخذت تدرس لإختباراتها التي لا تنتهي، فالطب أصعب مما كانت تتصوره!
في تلك اللحظة دخلت (لجين) للمطبخ وأخذت تساعد والدتها في إعداد الطعام، وفجأة قالت (نادين) مبتسمة "عزيزتي، لقد اتصل (لؤي) منذ قليل، اتصل بوالدك وطلب منه أن يوصل تحياته لكِ!"
ففرحت (لجين) واحمرت وجنتيها، كيف لا وخطيبها يرسل تحياته لها؟
ثم قالت (نادين) مشجعة "هيا يا عزيزتي، ادرسي بجد لتتحصلي على شهادتكِ، ثم أفرح بكِ وأنا أراكِ عروساً جميلة أمامي!"
فازداد خجل (لجين) لتقول بعدها باستحياء "أماه يكفي، أنتِ تخجلينني!"
فضحكت (نادين) ثم قالت "لا تخجلي من والدتكِ يا عزيزتي، فأنا أرى أن مستقبلكِ سيكون مطمئناً لقلبي، فـ(لؤي) شاب رائع لم أعرف فيه سوى حسن الخلق وطيب المعاملة، أرجو لكِ الهناء يا ابنتي، لقد كبرتِ حقاً!"
فابتسمت (لجين) واكتفت بالصمت، وأخذت تتخيل مستقبلها القريب، وتتدرب على الأيام القادمة، وكيف تعتني بزوجها ومنزلها في المستقبل.
أما في ذلك الوقت فقد كانت (هند) منسجمة في الدراسة قبل أن يرن هاتفها فجأة، فأجابت قائلة "السلام عليكم!!"
فأجابت صديقتها المقربة "وعليكم السلام! مرحباً (هند) كيف حالك؟"
فتنهّدت (هند) وهي تنظر للكتب أمامها وقالت بيأس "حالي كحال الحاسوب، تلقي فيه المعلومات وهو مجبر على حفظها!"
فضحكت صديقتها وقالت بضجر "ولكن الحاسوب لا يجد صعوبة في حفظ المعلومات، على عكسنا تماماً!"
ثم ابتسمت (هند) محاولة تناسي هموم الدراسة، ثم قالت بمرح "دعينا منها الآن، أخبريني أنتِ يا (سلمى)، ما هي آخر أخبارك؟"
فقالت (سلمى) بحيرة "اااااه وماذا سأقول؟ مازلتُ محتارة، هل أعطي رقم هاتفي لـ(عمر) أو لا!"
فقالت (هند) بغضب "لا! ابتعدي عنهم يا (سلمى)، فالشباب لا يأتي منهم سوى الهم!"
ولكن (سلمى) اعترضت قائلة "كلا! إنه طيب القلب، وأنا واثقة أنكِ ستنضمين إلينا قريباً!"
فقالت (هند) رافضة "لن أفعل هذا، لستُ مجنونة!"
فضحكت (سلمى) ثم قالت "أنتِ الآن مجنونة، أنتِ لا تعرفين (عمر)، إنه شاب رائع!!"
فقالت (هند) بسخرية "وإن يكن؟ لا يعني هذا أن أصادقه!"
ثم قالت (سلمى) محاولة انهاء المكالمة "أمي تناديني، عموماً سنلتقي غداً في الجامعة، أراكِ قريباً، وفكري جيداً في الموضوع!"
ثم أغلقت (سلمى) الخط بينما بقيت (هند) على حالها تفكر في كلامها ملياً، والمغريات أمامها تسحبها بقوة عن حسن أخلاقها وتربيتها، لكنها تأففت من هذه الوساوس ثم رمت هاتفها على المكتب بجانبها وتابعت الدراسة، إلا أن الموضوع لم يشأ أن يرحم عقلها وأخذ يداعب مشاعرها حتى وجدت نفسها عاجزة عن إكمال الدراسة، فغادرت الغرفة متجهة للمطبخ لعلها تنسى الموضوع بعض الشيء، إلا أنه كان يلاحقها أينما كانت.
جاء اليوم التالي، والتفوا جميعاً حول المائدة يتناولون طعام الإفطار، ثم غادرت (لجين) المنزل مع (هند) وركبتا في سيارة والدتهما (نادين) التي سمحت لهما باستخدامها للذهاب إلى الجامعة. بينما كان (وسام) يتولى مهمة إيصال (ريم) والشقيقين للمدرسة لأن الوقت مازال مبكراً عليهم بالنسبة للموعد التي تغادر فيه (لجين) و(هند).
وفي الطريق كانت (هند) مترددة وقلقة طوال الوقت، وقد لاحظت (لجين) التي كانت تتولى مهمة القيادة هذه الملامح، فسألت قائلة بتعجب "ما بكِ يا (هند)؟ تبدين غريبة اليوم!"
فنظرت (هند) لأختها وقالت "لا شيء، إنما هناك بعض المواضيع التي أفكر فيها"
فسألت (لجين) "مثل ماذا؟"
فردّت (هند) وهي تتنهّد بيأس "لا أعرف يا (لجين)، صدقاً لا أعرف، اختلطت عليّ الأشياء ولم أعد أميّز حتى بين الصواب والخطأ!"
فقالت (لجين) مطمئنة "لا عليكِ، أنا أعرف أنكِ لن تواجهي صعوبة في أي شيء! لطالما كنتُ دائماً أحسدكِ على ذكائك!"
فطأطأت (هند) رأسها بيأس وهي تقول "لا أتحدث عن الدراسة! إنما أمور أخرى"
فتعجبت (لجين) وسألت قائلة "أمور أخرى؟ مثل ماذا؟"
فأجابت (هند) وهي تراقب الشارع أمامها "الأصدقاء"
فدهشت (لجين) ثم قالت "أصدقاء؟ ما بالهم الأصدقاء؟"
حينها أغمضت (هند) عينيها وقررت عدم الاستمرار في الحديث، فقالت "لا شيء، انسي الأمر"
ومضى الوقت حتى دخلت كل منهما الجامعة، وافترقتا بين قسميهما، وكل منهما اتجهت لمكانها الخاص.
دخلت (هند) قسمها قبل أن تفاجأ بصديقتها (سلمى) تقف أمامها عند الباب، فابتسمت (هند) وعانقت صديقتها قائلة "صباح الخير! كيف حالكِ؟"
فأجابت (سلمى) "صباح الخير! أنا بخير! ما أخباركِ أنتِ؟"
فأجابت (هند) وهي تتنهّد بقلق "أشعر بالقلق من اختبار اليوم!"
فدفعت (سلمى) صديقتها (هند) من كتفها بهدوء وهي تقول مداعبة "أصمتِ أصمتِ! دائماً تقولين هذا ثم تتحصلين على الدرجة الكاملة!"
فابتسمت (هند) قائلة بيأس "إن فشلتُ اليوم، فسأتهمكِ بالحسد!"
فانفجرت (سلمى) ضاحكة ثم اقتربت من (هند) وقالت لها بصوت منخفض "لم أخبركِ!! لقد أعطيتُ رقم هاتفي لـ(عمر)!!"
فصدمت (هند) ونظرت لصديقتها بغضب وهي تقول "أجننتِ؟!"
فتنهّدت (سلمى) بانزعاج وقالت بتأفف "ما بكِ؟! ظننتُ أنكِ ستفرحين!"
فقالت (هند) "أفرح؟! بماذا تريدينني أن أفرح!؟"
ثم نظرت (هند) لساعة يدها وقالت "هيا لقد تأخر الوقت!"
فذهبت مع (سلمى) لمكان القاعات ودخلتا القاعة الخاصة واستعدتا للإختبار.
وبينما جميع الطلبة منسجمين في الحل، دهشت (هند) بسماع أصوات في الخلف، فالتفتت ببطء ووجدت (سلمى) و(عمر) يتبادلان أوراق الإختبار خلسة ويغشان من بعضهما البعض.
فنظرت (هند) لورقتها مجدداً وهي تدعو لهما بالهداية.
وبعد أن انتهى الإختبار بدأ الطلاب بمغادرة القاعة، وقد خرجت (سلمى) مع (عمر) قبل أن تنتهي (هند)، وعندما انتهت وغادرت القاعة دهشت بـ(سلمى) تنتظرها بجانب الباب، لكنها لم تكن وحدها، بل كان معها (عمر).
فتابعت (هند) طريقها كأنها لم تلحظ وجودهما، إلا أنها فوجئت بيد (سلمى) تسحبها وتصرخ قائلة بسعادة "ما الأخبار؟؟؟؟؟؟؟؟"
فنظرت (هند) بطرف عينها لـ(عمر) وانزعجت من وجوده هنا، ثم التفتت وأرادت الذهاب إلا أنها فوجئت بصوت (عمر) يقول مبتسماً "كيف حالكِ يا (هند)؟"
فاشتعلت (هند) غضباً ثم نظرت لـ(سلمى) وقالت بغضب "هيا بنا نذهب يا (سلمى)!!"
حينها ابتسم (عمر) بسخرية وعقد ذراعيه قائلاً "أهكذا تعلمتِ التعامل مع الزملاء؟"
فنظرت (هند) إليه بغضب ثم صرخت قائلة "أغلق فمك! لا أريدك أن تتحدث معي مجدداً أتفهم؟!"
فرفع (عمر) أحد حاجبيه بدهشة ثم اتسعت ابتسامته الساخرة قبل أن يلتفت مبتعداً عن المكان، حينها أمسكت (سلمى) بـ(هند) من ذراعها وسحبتها قائلة بغضب "ما بك جننتِ؟! لماذا تصرفتِ بهذه الطريقة معه!؟"
فالتفتت (هند) مبعدة نظرها عن صديقتها قائلة "أخبرتكِ منذ زمن أن تبعدي عني هؤلاء الشباب!"
فعقدت (سلمى) ذراعيها وقالت "إنه لم يقل شيء! سأل عن حالكِ فقط!"
فقالت (هند) وهي تزمجر بغضب "وما شأنه بحالي؟! إنه يريد السخرية واللهو لا غير!"
فتأففت (سلمى) وهي تقول "يالكِ من فتاة، تحبين أن تظلمي من حولك! عموماً.. أخبريني.. يبدو أنكِ لم تحلّي جيداً في الإختبار"
فأجابت (هند) "على العكس، إنه سهل!"
فقالت (سلمى) وهي تغمز بسخرية "ألم أخبركِ!؟"
ثم خرجتا معاً من القسم وذهبتا تمضيان معاً بعض الوقت قبل المحاضرة التالية.
***يتبع***
هذا هو الفصل الثاني من القصة على امل أن ينال اعجابكم..
نبدأ بسم الله..
*الجزء الأول*
كانت أياماً في غاية الجمال، تلك التي قضتها (نادين) مع زوجها (وسام) في بيتها الجديد الذي سكنته الطمأنينة منذ دخولهم إليه.
ومضت السنوات سريعاً، و(نادين) تترقب اللحظات التي ترى فيها أبنائها يكبرون بسرعة ويدخل كل منهم مرحلته الخاصة في التعليم.
أكبرهم كانت (لجين)، تلك الفتاة ذات الشعر الكستنائي والملامح الجميلة التي ورثتها من أمها، وصار عمرها الآن 21 عاماً وتدرس حالياً في الجامعة، قسم الهندسة.
ثانيهم كانت (هند)، ذات الملامح الرقيقة والشعر شديد السواد والنعومة التي لم تسمح له بأن يصل حتى إلى كتفيها، بل كانت تفضّل كونه قصير، يصل إلى ما أسفل أذنيها مباشرة، والآن عمرها 19 عاماً وتدرس في الجامعة نفسها التي تدرس فيها (لجين)، وتخصصها هو الطب.
ثالثهم (ريم)، تشبه والدتها وأختها (لجين) في الملامح ولون الشعر، ومازالت في المرحلة الثانوية، وتطمح لأن تدرس القانون، وعمرها حالياً 17 عاماً.
وكان كل من هؤلاء الثلاثة يرتدون الحجاب الذي يسترهم بالكامل ويخفي جمالهم وزينتهم.
كان الفارق بين البنات الثلاث في العمر هو سنتان فقط، إلا أن (نادين) تعرضت لحادثة سقوطها في الدرج في الماضي، مما تسبب هذا في ازدياد السنوات بين (ريم) وبقية الأبناء بعدها. فبعد مرور 4 سنوات حملت (نادين) وأنجبت شقيقاً جميلاً يشبه والده كثيراً، واسمه (أنس)، وعمره 13 عاماً ويدرس في المرحلة الإعدادية، وحلمه أن يصير كاتباً.
واكتفى (وسام) و(نادين) بعد الطفل الآخير، والذي أنجباه بعد (أنس) بـ3 سنوات، واسمه (أيمن)، وعمره 10 سنوات والذي يشبه والدته، يدرس في المرحلة الإبتدائية، ولا يفكر في طموحه بعد.
هكذا اكتملت العائلة، (وسام) و(نادين)، والأبناء.. (لجين)، (هند)، (ريم)، (أنس)، (أيمن).
كانت العلاقة بين (لجين) و(هند) قوية، وكانتا تمضيان معظم وقتهما بالحديث معاً في غرفتهما. بينما كانت (ريم) تختلف عنهما تماماً، وكانت تفضّل البقاء مع (أنس) و(أيمن) واللعب معهما.
وبينما كانت (لجين) مع (هند) كعادتها، خرجت من غرفتها وهي تستأذن قائلة "يجب أن أذهب يا (هند)، سأساعد أمي في إعداد طعام الغداء"
وفتحت (هند) كتبها العديدة وأخذت تدرس لإختباراتها التي لا تنتهي، فالطب أصعب مما كانت تتصوره!
في تلك اللحظة دخلت (لجين) للمطبخ وأخذت تساعد والدتها في إعداد الطعام، وفجأة قالت (نادين) مبتسمة "عزيزتي، لقد اتصل (لؤي) منذ قليل، اتصل بوالدك وطلب منه أن يوصل تحياته لكِ!"
ففرحت (لجين) واحمرت وجنتيها، كيف لا وخطيبها يرسل تحياته لها؟
ثم قالت (نادين) مشجعة "هيا يا عزيزتي، ادرسي بجد لتتحصلي على شهادتكِ، ثم أفرح بكِ وأنا أراكِ عروساً جميلة أمامي!"
فازداد خجل (لجين) لتقول بعدها باستحياء "أماه يكفي، أنتِ تخجلينني!"
فضحكت (نادين) ثم قالت "لا تخجلي من والدتكِ يا عزيزتي، فأنا أرى أن مستقبلكِ سيكون مطمئناً لقلبي، فـ(لؤي) شاب رائع لم أعرف فيه سوى حسن الخلق وطيب المعاملة، أرجو لكِ الهناء يا ابنتي، لقد كبرتِ حقاً!"
فابتسمت (لجين) واكتفت بالصمت، وأخذت تتخيل مستقبلها القريب، وتتدرب على الأيام القادمة، وكيف تعتني بزوجها ومنزلها في المستقبل.
أما في ذلك الوقت فقد كانت (هند) منسجمة في الدراسة قبل أن يرن هاتفها فجأة، فأجابت قائلة "السلام عليكم!!"
فأجابت صديقتها المقربة "وعليكم السلام! مرحباً (هند) كيف حالك؟"
فتنهّدت (هند) وهي تنظر للكتب أمامها وقالت بيأس "حالي كحال الحاسوب، تلقي فيه المعلومات وهو مجبر على حفظها!"
فضحكت صديقتها وقالت بضجر "ولكن الحاسوب لا يجد صعوبة في حفظ المعلومات، على عكسنا تماماً!"
ثم ابتسمت (هند) محاولة تناسي هموم الدراسة، ثم قالت بمرح "دعينا منها الآن، أخبريني أنتِ يا (سلمى)، ما هي آخر أخبارك؟"
فقالت (سلمى) بحيرة "اااااه وماذا سأقول؟ مازلتُ محتارة، هل أعطي رقم هاتفي لـ(عمر) أو لا!"
فقالت (هند) بغضب "لا! ابتعدي عنهم يا (سلمى)، فالشباب لا يأتي منهم سوى الهم!"
ولكن (سلمى) اعترضت قائلة "كلا! إنه طيب القلب، وأنا واثقة أنكِ ستنضمين إلينا قريباً!"
فقالت (هند) رافضة "لن أفعل هذا، لستُ مجنونة!"
فضحكت (سلمى) ثم قالت "أنتِ الآن مجنونة، أنتِ لا تعرفين (عمر)، إنه شاب رائع!!"
فقالت (هند) بسخرية "وإن يكن؟ لا يعني هذا أن أصادقه!"
ثم قالت (سلمى) محاولة انهاء المكالمة "أمي تناديني، عموماً سنلتقي غداً في الجامعة، أراكِ قريباً، وفكري جيداً في الموضوع!"
ثم أغلقت (سلمى) الخط بينما بقيت (هند) على حالها تفكر في كلامها ملياً، والمغريات أمامها تسحبها بقوة عن حسن أخلاقها وتربيتها، لكنها تأففت من هذه الوساوس ثم رمت هاتفها على المكتب بجانبها وتابعت الدراسة، إلا أن الموضوع لم يشأ أن يرحم عقلها وأخذ يداعب مشاعرها حتى وجدت نفسها عاجزة عن إكمال الدراسة، فغادرت الغرفة متجهة للمطبخ لعلها تنسى الموضوع بعض الشيء، إلا أنه كان يلاحقها أينما كانت.
جاء اليوم التالي، والتفوا جميعاً حول المائدة يتناولون طعام الإفطار، ثم غادرت (لجين) المنزل مع (هند) وركبتا في سيارة والدتهما (نادين) التي سمحت لهما باستخدامها للذهاب إلى الجامعة. بينما كان (وسام) يتولى مهمة إيصال (ريم) والشقيقين للمدرسة لأن الوقت مازال مبكراً عليهم بالنسبة للموعد التي تغادر فيه (لجين) و(هند).
وفي الطريق كانت (هند) مترددة وقلقة طوال الوقت، وقد لاحظت (لجين) التي كانت تتولى مهمة القيادة هذه الملامح، فسألت قائلة بتعجب "ما بكِ يا (هند)؟ تبدين غريبة اليوم!"
فنظرت (هند) لأختها وقالت "لا شيء، إنما هناك بعض المواضيع التي أفكر فيها"
فسألت (لجين) "مثل ماذا؟"
فردّت (هند) وهي تتنهّد بيأس "لا أعرف يا (لجين)، صدقاً لا أعرف، اختلطت عليّ الأشياء ولم أعد أميّز حتى بين الصواب والخطأ!"
فقالت (لجين) مطمئنة "لا عليكِ، أنا أعرف أنكِ لن تواجهي صعوبة في أي شيء! لطالما كنتُ دائماً أحسدكِ على ذكائك!"
فطأطأت (هند) رأسها بيأس وهي تقول "لا أتحدث عن الدراسة! إنما أمور أخرى"
فتعجبت (لجين) وسألت قائلة "أمور أخرى؟ مثل ماذا؟"
فأجابت (هند) وهي تراقب الشارع أمامها "الأصدقاء"
فدهشت (لجين) ثم قالت "أصدقاء؟ ما بالهم الأصدقاء؟"
حينها أغمضت (هند) عينيها وقررت عدم الاستمرار في الحديث، فقالت "لا شيء، انسي الأمر"
ومضى الوقت حتى دخلت كل منهما الجامعة، وافترقتا بين قسميهما، وكل منهما اتجهت لمكانها الخاص.
دخلت (هند) قسمها قبل أن تفاجأ بصديقتها (سلمى) تقف أمامها عند الباب، فابتسمت (هند) وعانقت صديقتها قائلة "صباح الخير! كيف حالكِ؟"
فأجابت (سلمى) "صباح الخير! أنا بخير! ما أخباركِ أنتِ؟"
فأجابت (هند) وهي تتنهّد بقلق "أشعر بالقلق من اختبار اليوم!"
فدفعت (سلمى) صديقتها (هند) من كتفها بهدوء وهي تقول مداعبة "أصمتِ أصمتِ! دائماً تقولين هذا ثم تتحصلين على الدرجة الكاملة!"
فابتسمت (هند) قائلة بيأس "إن فشلتُ اليوم، فسأتهمكِ بالحسد!"
فانفجرت (سلمى) ضاحكة ثم اقتربت من (هند) وقالت لها بصوت منخفض "لم أخبركِ!! لقد أعطيتُ رقم هاتفي لـ(عمر)!!"
فصدمت (هند) ونظرت لصديقتها بغضب وهي تقول "أجننتِ؟!"
فتنهّدت (سلمى) بانزعاج وقالت بتأفف "ما بكِ؟! ظننتُ أنكِ ستفرحين!"
فقالت (هند) "أفرح؟! بماذا تريدينني أن أفرح!؟"
ثم نظرت (هند) لساعة يدها وقالت "هيا لقد تأخر الوقت!"
فذهبت مع (سلمى) لمكان القاعات ودخلتا القاعة الخاصة واستعدتا للإختبار.
وبينما جميع الطلبة منسجمين في الحل، دهشت (هند) بسماع أصوات في الخلف، فالتفتت ببطء ووجدت (سلمى) و(عمر) يتبادلان أوراق الإختبار خلسة ويغشان من بعضهما البعض.
فنظرت (هند) لورقتها مجدداً وهي تدعو لهما بالهداية.
وبعد أن انتهى الإختبار بدأ الطلاب بمغادرة القاعة، وقد خرجت (سلمى) مع (عمر) قبل أن تنتهي (هند)، وعندما انتهت وغادرت القاعة دهشت بـ(سلمى) تنتظرها بجانب الباب، لكنها لم تكن وحدها، بل كان معها (عمر).
فتابعت (هند) طريقها كأنها لم تلحظ وجودهما، إلا أنها فوجئت بيد (سلمى) تسحبها وتصرخ قائلة بسعادة "ما الأخبار؟؟؟؟؟؟؟؟"
فنظرت (هند) بطرف عينها لـ(عمر) وانزعجت من وجوده هنا، ثم التفتت وأرادت الذهاب إلا أنها فوجئت بصوت (عمر) يقول مبتسماً "كيف حالكِ يا (هند)؟"
فاشتعلت (هند) غضباً ثم نظرت لـ(سلمى) وقالت بغضب "هيا بنا نذهب يا (سلمى)!!"
حينها ابتسم (عمر) بسخرية وعقد ذراعيه قائلاً "أهكذا تعلمتِ التعامل مع الزملاء؟"
فنظرت (هند) إليه بغضب ثم صرخت قائلة "أغلق فمك! لا أريدك أن تتحدث معي مجدداً أتفهم؟!"
فرفع (عمر) أحد حاجبيه بدهشة ثم اتسعت ابتسامته الساخرة قبل أن يلتفت مبتعداً عن المكان، حينها أمسكت (سلمى) بـ(هند) من ذراعها وسحبتها قائلة بغضب "ما بك جننتِ؟! لماذا تصرفتِ بهذه الطريقة معه!؟"
فالتفتت (هند) مبعدة نظرها عن صديقتها قائلة "أخبرتكِ منذ زمن أن تبعدي عني هؤلاء الشباب!"
فعقدت (سلمى) ذراعيها وقالت "إنه لم يقل شيء! سأل عن حالكِ فقط!"
فقالت (هند) وهي تزمجر بغضب "وما شأنه بحالي؟! إنه يريد السخرية واللهو لا غير!"
فتأففت (سلمى) وهي تقول "يالكِ من فتاة، تحبين أن تظلمي من حولك! عموماً.. أخبريني.. يبدو أنكِ لم تحلّي جيداً في الإختبار"
فأجابت (هند) "على العكس، إنه سهل!"
فقالت (سلمى) وهي تغمز بسخرية "ألم أخبركِ!؟"
ثم خرجتا معاً من القسم وذهبتا تمضيان معاً بعض الوقت قبل المحاضرة التالية.
***يتبع***